بعد سكتة «إريكسن» القلبية.. مطالب بتعميم أجهزة الإنعاش بمناطق التجمعات
أثارت واقعة سقوط كريستيان إريكسن، لاعب منتخب الدنمارك، أثناء مباراة في بطولة أوروبا لكرة القدم، السبت الماضي، مطالب أطباء وأفراد المجتمع بأهمية توفير أجهزة الإنعاش القلبي الرئوي في كل الأماكن العامة، والفنادق والأندية، وأماكن العمل، مشيرين إلى أن التدخل السريع من قبل أطباء الفريق باستخدام جهاز الإنعاش القلبي، أسهم في إنقاذ حياته.
وأكد أطباء ومختصون ضرورة إصدار تشريعات تلزم بتوفير أجهزة الإنعاش القلبي الرئوي في مناطق متفرقة من كل إمارة، خصوصاً الفنادق، والحدائق، والمراكز التجارية، والمراكز الرياضية، ومناطق التجمعات، وتوفير أشخاص مدربين على استخدامها، للتعامل مع أي حالة طارئة قد تحدث، وإنقاذها في أسرع وقت، قبل أن تتدهور الحالة وتفقد حياتها.
وطالب مواطنون ومقيمون بضرورة توفير أجهزة الإنعاش القلبي في الأبراج السكنية، التي تضم أعداداً كبيرة من الشقق السكنية، وتدريب أفراد الأمن على استخدامها، للتعامل مع الحالات الطارئة التي تتعرض لتوقف القلب المفاجئ، خصوصاً أن هذه الأجهزة الحديثة تتطلب برامج تدريبية للتعامل معها بحرفية عالية.
وأكد المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف خليفة بن دراي، ضرورة وجود لوائح تلزم الفنادق والأندية الرياضية، والمراكز الرياضية، والحدائق، والأماكن العامة، ومنظمي رحلات السفاري، بتوفير أجهزة الإنعاش القلبي الرئوي، وأشخاص مدربين على استخدامها، للتعامل مع الحالات الطارئة، حيث تكون فرص إنقاذ الحياة في زمن قياسي، عبر التدخل السريع أفضل بكثير من انتظار وصول سيارة الإسعاف أو الذهاب إلى المستشفى.
ولفت إلى أن المؤسسة تنفذ خطة لدعم المؤسسات الحكومية بأجهزة إنعاش قلبي حديثة منذ عامين، كما توفر برامج تدريبية على الإسعافات الأولية، واستخدام هذه الأجهزة في حال الحاجة إليها، وكذلك توفير سيارة مجهزة بكل الأجهزة في ملاعب الكرة أثناء إقامة المباريات، مشيراً إلى أن خطة المؤسسة تطمح إلى توفير هذه الأجهزة في كل مؤسسات دبي.
وأشار بن دراي إلى أنه تم توزيع 60 جهازاً للإنعاش القلبي خلال السنوات الثلاث الماضية، على جهات حكومية وشبه حكومية، ضمن مبادرة «مدينتي تسعفني»، كما أن المؤسسة حرصت على تأهيل أجيال من المُسعفين المدرّبين والمؤهلين لإنقاذ الحالات الحرجة في أسرع وقت، التي تهدف إلى تحقيق سرعة الاستجابة لذوي الحالات الخطرة من مرضى القلب.
من جهته، أفاد استشاري أمراض القلب، الأمين العام لجمعية الإمارات للقلب، الدكتور عبدالله شهاب، أن شخصاً واحداً من بين كل 200 ألف شخص، ممن لا يعانون عوامل خطورة في عمر أقل من 35 سنة، معروضون لتوقف القلب المفاجئ، فيما تبلغ نسبتهم لدى الأشخاص الذين يعانون عوامل خطورة مثل السكري والسمنة، وارتفاع نسب الكولستيرول، والضغط، شخص واحد لكل 1000 شخص.
وأكد شهاب أهمية توفير أجهزة الإنعاش القلبي الرئوي في كل الأماكن العامة، وتوفير برامج تدريبية لكل أفراد المجتمع عليها، لتحقيق أكبر قدر من الأمان والاستقرار الصحي لهذه الفئة، كذلك توفير برامج للإسعافات الأولية لتكون في متناول الجميع.
وطالب أخصائي أمراض القلب التداخلية الدكتور محمد حسام عميور، بأن كثيراً من دول أوروبا انتبهت إلى أهمية توفير أجهزة الإنعاش القلبي الرئوي في الأماكن العامة، لتكون قريبة من الجميع وقت الحاجة إليها، مشيراً إلى أن واقعة لاعب كرة القدم الأخيرة، تفرض ضرورة توفيرها في كل الملاعب والأندية الرياضية، ومراكز اللياقة، إضافة إلى المولات، وتدريب أكبر عدد من أفراد المجتمع على استخدامها.
وأفادت هيئة الصحة في دبي، بأن «دبي مدينة القلب السليم»، ترتكز على ثلاثة مقومات أساسية، هي تدريب أكبر عدد ممكن من المتطوعين على الإسعافات اللازمة لإنقاذ الحياة في حالات التوقف المفاجئ للقلب في زمن قياسي، وتوفير جهاز خاص بالصدمات الكهربائية على نطاق واسع في دبي، وإطلاق تطبيق ذكي بالمبادرة يتضمن خريطة توضيحية بمواقع المتطوعين وأجهزة، بما يعزز من سرعة الإنقاذ المطلوبة.
وأضافت أن المبادرة تستهدف توفير 10 آلاف جهاز على مستوى مناطق دبي كافة، كما أن الهيئة بالمشاركة والدعم الكبير الذي قدمته العديد من الجهات والدوائر الحكومية انتهت حتى اليوم من توفير 3800 جهاز من الإجمالي المستهدف، وانتهت أخيراً، بالتعاون وبمشاركة مجموعة من الجهات المعنية والمتخصصة، من تدريب 23 ألف متطوع ضمن برامج الإسعافات الأساسية.
توقف القلب المفاجئ
كشفت آخر إحصائية لهيئة الصحة في دبي، أن أمراض القلب والأوعية الدموية، أبرز مسببات الوفاة في دبي العام الماضي، بنسبة بلغت 30.1%.
وذكرت الهيئة أنها أطلقت، أخيراً، أول برنامج من نوعه في العالم، للتدريب على الإنعاش القلبي الرئوي، وذلك ضمن مبادرة «دبي مدينة القلب السليم»، التي تنفذها بهدف رفع معدل إنقاذ حياة للمصابين بتوقف القلب المفاجئ من 5%، وهو المعدل العالمي، إلى 65% خلال الدقائق الأربع الأولى من الإصابة، بموجب مذكرة التفاهم التي تم إبرامها بين الهيئة وجمعية القلب الأميركية، التي تولت إعداد وبناء البرنامج التدريبي خصيصاً للمبادرة.