الإمارات تحشد أطباء العالم وتقود حراكا دوليا للارتقاء بالخدمات العلاجية والصحية
نجحت الإمارات خلال 30 يوما الماضية في جمع عشرات الآلاف من كبار صناع القرار والاختصاصيين وأصحاب الكفاءات في المجال الطبي والصحي من حول العالم لترسخ مكانتها العالمية في حشد الطاقات وابتكار الحلول التي تسهم في تحسين صحة الأمم والشعوب.
واستضافت الامارات خلال يناير الجاري 7 مؤتمرات ومعارض دولية بحثت توحيد الجهود وتبادل الخبرات والاستفادة من الأدوات والقدرات المتاحة للارتقاء بمستوى النظام الصحي والأساليب العلاجية في العالم.
وشكلت المؤتمرات والمعارض التي شهدتها الامارات حراكا عالميا فاعلا وهاما لاسيما في ظل الظروف التي فرضتها جائحة كوفيد-19 والحاجة لتعزيز التعاون الدولي في المجال الصحي.
البداية مع مؤتمر أبوظبي الثاني للصحة النفسية المتكاملة الذي تنطلق فعالياته اليوم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بمشاركة نخبة من المتحدثين الدوليين والخبراء البارزين في مجال الصحة النفسية والعقلية من دول متعددة، حيث سيجمع الحدث بين المشاركة الافتراضية والحضورية.
ويركز البرنامج العلمي للمؤتمر على أهم القضايا مجال الصحة النفسية والعقلية، كما يشهد الحدث تنظيم جلسة حول نموذج الرعاية الصحية النفسية الجديد في دائرة الصحة في أبوظبي والذي يؤكد حرص أبوظبي على تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من الأمراض النفسية والعقلية.
بدوره شكل المؤتمر الـ11 للرابطة العربية لأطباء الأذن والحنجرة والسمعيات واضطرابات التواصل، ومؤتمر الإمارات الـ12 للأنف والأذن والحنجرة والسمعيات واضطرابات البلع والتواصل، الذي عقد في دبي 12 يناير الحالي، أكبر تجمع لأطباء الأنف والأذن والحنجرة في الشرق الأوسط بحضور 1500 من نخبة العلماء والأطباء والمتخصصين والمسؤولين وممثلي الجمعيات الطبية العربية والعالمية المتخصصة.
وناقش الحدث الذي استمر 3 أيام عدداً من المحاور المتعلقة بأمراض الأنف والأذن والحنجرة كافة وأحدث المستجدات العالمية في هذا المجال ومشكلات الغدد اللعابية واستخدام المناظير في العمليات الجراحية للأنف والجيوب الأنفية وجراحات قاع الجمجمة من خلال الأنف واضطرابات التخاطب وصعوبات البلع، على جانب أحدث الطرق في عمليات الأنف من الناحية التجميلية والوظيفية وانقطاع التنفس أثناء النوم.
واستضافت دبي في 20 يناير الحالي فعاليات مؤتمر الإمارات السابع لجراحة التجميل تحت رعاية جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية الذي استمر ثلاثة أيام بمشاركة 70 متحدثا إقليميا ودوليا.
وتضمنت أجندة المؤتمر أكثر من 140 محاضرة علمية تطرقت إلى المواضيع الرئيسية في قطاع الجراحة والتجميل مثل جراحة الوجه والرقبة ونحت الجسم وجراحة الثدي والترميم العام والجراحة الترميمية وجراحة اليد والجراحة الترميمية للرأس والرقبة والجراحة عبر تقنية البث المباشر وإدارة ممارسات الطب الشرعي وغيرها.
واختتمت أمس في دبي فعاليات معرضي " آراب هيلث 2022" و" ميدلاب الشرق الأوسط 2022" – أكبر حدثين طبيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذين شارك بهما أطباء ومختصين في الرعاية الصحية ومهنيين يمثلون حوالي 160 دولة حول العالم.
وشكل الحدث المشترك منصة مثالية لصناعة الرعاية الصحية العالمية للاجتماع ومناقشة أحدث التقنيات والاكتشافات الطبية، خاصة في ظل الحضور الكثيف الذي شهده والذي وصل إلى نحو 60 ألف مشارك خلال الأيام الأربعة لكلا المعرضين، فضلا عن مشاركة ما يقرب من 4000 عارض من قطاعات الرعاية الصحية من داخل الدولة وخارجها.
واستضاف معرضا "آراب هيلث" و"ميدلاب الشرق الأوسط" "قمة مستقبل الرعاية الصحية" يوم 25 يناير بمشاركة أكثر من 150 من كبار مسؤولي الرعاية الصحية الحكوميين والرؤساء التنفيذيين وأصحاب الرؤى والمتخصصين والمهنيين من جميع أنحاء العالم الذين يسعون إلى بناء استراتيجية رعاية صحية مستقبلية.
وبالانتقال إلى الشارقة، فقد تميزت فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي للصيدلة والطب "ICPM 2022" في دورته السادسة التي عقدت في الفترة من 18 حتى 20 يناير الجاري، بمشاركة عدد كبير من الصيادلة، والأطباء وأطباء الأسنان والصحة العامة، وأصحاب الاختصاص والمبتكرين، مع حضور لافت لكبرى شركات التصنيع الدوائي، ومنتجات طب الأسنان والتكنولوجيا الحيوية المحلية والعالمية، في المعرض المصاحب.
وشهد الحدث تنظيم 35 محاضرة علمية، وثلاث ورش عمل، فضلا عن محاضرات في المجالات الدوائية والطبية والأكاديمية، بمشاركة كبرى الشركات المحلية والدولية.
بدوره يسلط أسبوع الصحة واللياقة الذي انطلقت فعالياته أمس في إكسبو 2020 دبي الضوء على نقاط القوة والضعف الكامنة في النظام الصحي العالمي والتي كشفتها جائحة كوفيد-19 حيث يجمع هذا الأسبوع معا الأطراف ذات الصلة بالنظام الصحي العالمي، من أجل إلقاء الضوء على نظم الرعاية الصحية المرنة والملائمة للجميع والعمل على إحراز تقدم نحوها.
ويتيح أسبوع الصحة واللياقة لزوار الحدث الدولي فرصة استقاء الإلهام للاهتمام بصحتهم ولياقتهم في أنحاء موقع إكسبو 2020 دبي، عبر مجموعة من أنشطة اللياقة البدنية، بما في ذلك اليوغا، والبيلاتس، والزومبا، المتوفرة عبر تطبيق "غلوفوكس"، المتاح على متجري "آب ستور" و"غوغل بلاي"، إلى جانب الجولتَين القابلتَين للتنزيل عبر التطبيق "استعد، تأهب، انطلق" و"كيف يبرأ البشر"، اللتَين ترشدان الزوار بفضل ممارسات غذائية ورياضية من جميع أنحاء العالم، وتستكشفان موضوعات شيّقة، بما فيها الشفاء والعلاج بالنباتات، وجراحة الدماغ الروبوتية.
وتتواصل الاستعدادات لانطلاق فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الإمارات الدولي لطب الأسنان ومعرض طب الأسنان العربي "إيدك دبي 2022"، المعرض والمؤتمر الأكبر في العالم في مختلف تخصصات وتجهيزات طب الأسنان، في الأول من فبراير المقبل ولمدة ثلاثة أيام في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة نحو 3600 شركة عالمية ستقدم من خلال المعرض ما يقارب 4800 مُنتَج مُبتكَر في مجال الحلول الطبية المتعلقة بصحة الفم والأسنان.
ويعتبر "إيدك دبي" المنصة المثالية للأطباء والخبراء والمتخصصين في مجال طب الأسنان من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، بما يمنحه الحدث من فرصة واسعة للاطلاع على آخر المستجدات والابتكارات في هذا المجال، بينما من المتوقع أن يستقطب الحدث الأهم من نوعه في العالم أكثر من 66 ألف مشارك من 155 دولة.
يذكر أن القطاع الصحي في الدولة شهد قفزات نوعية وإنجازات كبيرة خلال الـ 50 عاما الماضية، تتناسب مع حجم المتطلبات والتحديات الصحية الناجمة عن الزيادة السكانية التي شهدتها خلال تلك الفترة.
وتطور عدد المستشفيات في الدولة عام 2020 ليصل إلى 173 مستشفى "56 حكوميا و117 خاصا/، مقارنة بـ 16مستشفى - 15 حكوميا، و1 خاص - في عام 1975، بنسبة زيادة بلغت981 في المائة، فيما بلغ عدد الأطباء 26,106 في العام 2020، مقارنة بـ 2,359 طبيبا عام 1985، بنسبة زيادة بين العامين وصلت إلى 1007 في المائة.
وارتفع عدد أطباء الأسنان من 258 طبيب أسنان فقط في العام 1985 ليصل إلى 6,764 في العام 2020 بنسبة زيادة ين وصلت إلى 2522 في المائة، فيما قفز عدد الممرضين من 6637 ممرضا وممرضة في العام 1990 ليصل في عام 2020 إلى 55,949 بنسبة زيادة بين العامين وصلت إلى 743 في المائة.