كتاب إماراتي عن السرطان يتصدر قائمة أكثر الكتب الطبية انتشاراً في الشرق الأوسط
شهد إكسبو 2020 دبي إطلاق كتاب "واقع السرطان في العالم العربي"، كأول كتاب عن السرطان في الشرق الأوسط، والذي تصدر قائمة أكثر الكتب الطبية انتشاراً في المنطقة حيث تم تحميل الكتاب أكثر من 70 ألف مرة خلال أسبوع.
وقال استشاري الأورام والسرطان، رئيس جمعية الإمارات للأورام البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، إن فكرة الكتاب بدأت عندما لاحظ عدم وجود بيانات عن السرطان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما لا توجد أيضاً أي معلومات تفصيلية عن السرطان في الكثير من الدول العربية، أو توصيات لتحسين هذا القطاع الصحي الهام.
وتابع: "بدأ المشروع في مارس 2017 كمشروع صغير لجمع المعلومات الطبية عن كل دولة عربية على حدة لكتابة ورقة علمية ولكن بدأت المعلومات تتراكم بشكل كبير بعد مشاركة خبراء متخصصين عن السرطان من كل الدول العربية ليصلوا لاحقاً لأكثر من 50 باحث متخصص في هذا المجال وتحولت فكرة البحث العلمي إلى كتاب يضم أكثر من 470 صفحة يغطي جميع نواحي علاج السرطان في العالم العربي.
ويقدم كل فصل في الكتاب معلومات حيوية عن إحصائيات السرطان وعوامل الخطر، ومسارات الرعاية السريرية المتاحة والبنية التحتية، وبرامج الوقاية، وتتناول الفصول أيضاً تحديات محددة في كل بلد وإلقاء نظرة ثاقبة على الاتجاهات المستقبلية لتحقيق الرعاية المثلى من خلال التشخيصات والعلاجات التقليدية والجديدة لمواكبة عصر الطب الدقيق. ويخلص الكتاب للعديد من الملاحظات والتوصيات عن كل دولة على حدة وأيضاً عن الدول العربية عامة، كما يتضمن أيضاً فصول خاصة أخرى تخصصية مثل "أبحاث السرطان في العالم العربي، والعلاج الإشعاعي في العالم العربي، وأورام الأطفال في العالم العربي وأيضاً السياحة العلاجية للسرطان في خارج الدول العربية ورعاية مرضى السرطان أثناء الحروب والصراعات".
ولفت الشامسي إلى أن الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان وهو أحد أعرق المؤسسات العالمية في مكافحة السرطان أشاد بإصدار هذا الكتاب، وقالت الأميرة دينا مرعد الرئيس السابق لاتحاد الدولي لمكافحة السرطان عن الكتاب: "يقدم هذا الكتاب الجديد نظرة لا تقدر بثمن على الطبيعة المتنوعة لعبء السرطان في العالم العربي ، مما يمكّن صانعي القرار من فهم أين توجد الاحتياجات الحقيقية لسكانهم بالإضافة إلى مواردهم الحالية. وباستخدام هذه الأداة يمكنهم سد الثغرات في الرعاية وتصميم برامج فعالة للوقاية والكشف وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة، بالإضافة إلى خيارات العلاج المثلى".
وذكر البروفيسور الشامسي أن هناك اختلافات كبيرة في رعاية مرضى السرطان في المنطقة من مرافق الدرجة الأولى في بعض البلدان إلى الافتقار للبنى التحتية الأساسية في بلدان أخرى، وأكد أن دولة الإمارات تعتبر من الدول المتقدمة كثير في هذا المجال نظراً للدعم الحكومي الكبير لهذا القطاع وتوفر العلاج المجاني لجميع المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، وتقوم الدولة بجلب العديد من الخبرات العالمية من مستشفيات وأطباء متخصصين في هذا المجال لتطوير هذا القطاع المهم وتقوم أيضاً بتوفير جميع الأجهزة الحديثة والمتطورة لعلاج مرضى السرطان وأيضا التسريع في تسجيل الأدوية الحديثة في الدولة ليكون المرضى في الدولة من أوائل المرضى في العالم الذين يستفيدون من هذه الأدوية الحديثة.
وذكر أخصائي الإشعاع وأحد المؤلفين المشاركين في الكتاب الدكتور إبراهيم أبوغيدة أن الكتاب يعتبر مرجعا لجميع المتخصصين في رعاية مرضى السرطان في الشرق الأوسط من أطباء وباحثين وطلاب وأيضا صانعي القرار لتحسين هذا القطاع الطبي المهم.
وقالت المسؤول الثقافي في جمعية الإمارات للأورام وإحدى المشاركات في تأليف الكتاب الدكتورة عايدة العوضي إن البحث العلمي أهم طرق تحسين رعاية مرضى السرطان في المنطقة العربية وهذا الكتاب هو لبنة للمزيد من الأبحاث الطبية في مجال السرطان في منطقتنا.
وذكرت رئيس قسم البحوث والدراسات وتحليل البيانات بهيئة صحة دبي الدكتورة وفاء الناخي أن أحد أكبر التحديات في منطقة الخليج في مجال رعاية مرضى السرطان هو العلاج في الخارج وكيفية دراسة الدوافع ووضع الحلول العملية لهذه الظاهرة.