«أبوظبي للصحة العامة»: مخاطر «جدري القرود» منخفضة والأعراض تختفي دون علاج
حدّد مركز أبوظبي للصحة العامة خمس حالات يمكن أن ينتقل من خلالها فيروس جدري القرود بين الأشخاص، وسبعة أعراض للإصابة، والتي تستمر عادةً ما بين أسبوعين وأربعة أسابيع، وتختفي من تلقاء نفسها دون علاج، وحصر المركز الفئات الأكثر عرضة للعدوى في العاملين الصحيين والأزواج، بالإضافة إلى أفراد الأسرة، محذراً من أن الأطفال يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة بأعراض حادة من المراهقين والبالغين.
وتفصيلاً، أكد مركز أبوظبي للصحة العامة، أن فيروس جدري القرود لا يُعتبر عادةً شديد العدوى، لأنه يتطلب اتصالاً جسدياً وثيقاً مع شخص مُعدٍ للانتشار بين الناس، لذا تعتبر مخاطر هذا المرض على عامة الناس منخفضة، مشيراً إلى أن منظمة الصحة العالمية تستجيب لهذا التفشي كأولوية عالية لتجنب المزيد من الانتشار؛ حيث لا تُعد الحالات التي نراها حالياً نموذجية لتفشي جدري القرود.
وأوضح المركز أن جدري القرود يمكن أن ينتقل إلى الأشخاص عندما يتلامسون جسدياً مع حيوان مصاب، فيما يمكن الحد من خطر الإصابة بالفيروس من الحيوانات عن طريق تجنب الاتصال غير المحمي بالحيوانات البرية، خصوصاً تلك المريضة أو الميتة «بما في ذلك اللحوم والدم»، حيث يجب طهي أي أطعمة تحتوي على لحوم أو أجزاء حيوانية جيداً قبل تناولها.
وحذر المركز من أن الأشخاص المصابين بفيروس جدري القرود مُعدون، حيث تظهر عليهم الأعراض لمدة تراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع، مشيراً إلى أن انتقال الفيروس بين الأشخاص يمكن أن يحدث من خلال الاتصال الجسدي الوثيق مع شخص تظهر عليه الأعراض، والتي تشمل الطفح الجلدي والقيح أو الدم والقشور الجلدية، بالإضافة إلى استخدام الملابس والفراش والمناشف وأواني الطعام الملوثة بالفيروس من ملامسة شخص مصاب.
وتتضمن أسباب انتقال العدوى من امرأة حامل إلى الجنين عبر المشيمة، أو من والد مصاب إلى طفل أثناء الولادة أو بعدها عن طريق ملامسة الجلد، بالإضافة إلى الانتقال عبر قروح الفم، حيث يمكن أن ينتشر الفيروس عن طريق اللعاب، لافتاً إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى هم الذين يتعاملون عن كثب مع شخص مُعدٍ، بمن في ذلك العاملون الصحيون وأفراد الأسرة والأزواج، فيما من غير المؤكد ما إذا كان الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض يمكن أن ينشروا المرض.
وأشار المركز إلى أن أعراض جدري القرود تشمل عادة الحمى والصداع الشديد وآلام العضلات وآلام الظهر وتضخم الغدد الليمفاوية والطفح الجلدي أو الآفات، إذ يبدأ الطفح الجلدي عادة في غضون يوم إلى ثلاثة أيام من بداية الحمى، ويمكن أن يكون مسطحاً أو مرتفعاً قليلاً، مليئاً بسائل صافٍ أو مصفر، ثم يمكن أن يتقشر ويجف ويتساقط، كما يمكن أن يراوح عدد الآفات على شخص واحد من بضع آفات إلى آلاف عدة، ويميل الطفح الجلدي إلى التركيز على الوجه وراحتَي اليدين وباطن القدمين، ويمكن أن توجد أيضاً في الفم والأعضاء التناسلية والعينين.
ولفت المركز إلى أن الأعراض تستمر عادةً ما بين أسبوعين وأربعة أسابيع وتختفي من تلقاء نفسها دون علاج، مشدداً على أهمية الرجوع للطبيب في حال الشك في وجود أعراض قد تكون جدري القرود، وطلب المشورة من مقدم الرعاية الصحية أو في حال الاتصال الوثيق بشخص مشتبه في إصابته بجدري القرود. وحول إمكانية وفاة المصابين بجدري القرود، أكد المركز أنه في معظم الحالات، تختفي أعراض جدري القرود من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة، إلا أن بعض الأفراد، يمكن أن تؤدي إصابتهم إلى مضاعفات طبية تصل للوفاة، وقد يتعرض الأطفال حديثو الولادة والأطفال والأشخاص المصابون بنقص المناعة الكامن لخطر الإصابة بأعراض أكثر خطورة والموت بسبب جدري القرود.
وأوضح أن المضاعفات الناتجة عن الحالات الشديدة لجدري القرود تشمل الالتهابات الجلدية، والالتهاب الرئوي، والارتباك والتهابات العين التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر، وأن نحو 3 إلى 6٪ من الحالات المبلغ عنها أدت إلى الوفاة في البلدان الموبوءة في الآونة الأخيرة، معظمها في الأطفال أو الأشخاص الذين قد يعانون حالات صحية أخرى، ومن المهم أن نلاحظ أن هذا قد يكون مبالغاً فيه، لأن المراقبة في البلدان الموبوءة محدودة.
من جانبها، دعت دائرة الصحة في أبوظبي، كل المنشآت الصحية العاملة في الإمارة، الى ضرورة التقصي عن مرض جدري القرود، وضرورة الإبلاغ عن أي حالة مشتبه فيها أو محتملة أو مؤكدة عبر نظام التبليغ الإلكتروني الخاص بالأمراض السارية، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يأتي في إطار إجراءاتها الهادفة لمكافحة الأمراض السارية والحد من انتشارها، لحماية المجتمع والحفاظ على الصحة العامة.
وشددت على أن الكشف المبكر عن فيروس جدري القرود ومكافحة انتشار العدوى تعتبر من الطرق الفعالة للحد من العدوى والوقاية من المرض، مشيرة إلى قيامها بالتنسيق المستمر مع الجهات الصحية بالدولة لتطبيق جميع الإجراءات الوقائية المشددة في ما يتعلق بالأمراض المُعدية للحفاظ على الصحة العامة لأفراد المجتمع.
وجدير بالذكر أن اسم جدري القرود تم إطلاقه على هذا المرض بسبب أنه تم التعرف عليه أول مرة في مستعمرات القرود المحفوظة للبحث في عام 1958، ولم يتم اكتشافه إلا لاحقاً في البشر في عام 1970.
الوقاية
أكد مركز أبوظبي للصحة العامة، إمكانية تقليل مخاطر الإصابة بمرض جدري القرود، عبر الحد من الاتصال بالأشخاص الذين اشتُبه فيهم أو تأكدت إصابتهم بجدري القرود، وفي حال تطلبت الضرورة الاتصال الجسدي بشخص مصاب «عامل صحي أو شريك سكن»، يجب على الشخص المصاب عزل نفسه وتغطية أي آفة جلدية إذا كان ذلك ممكناً وارتداء قناع طبي، وتجنّب ملامسة الجلد للجلد قدر الإمكان، واستخدام القفازات التي تستخدم لمرة واحدة، وعدم التعامل أو ملامسة الأغراض الشخصية للشخص المصاب.
ودعا المركز إلى تنظيف اليدين بانتظام بالماء والصابون أو بمطهر كحولي لليدين، خصوصاً بعد ملامسة الشخص المصاب أو الأسطح الأخرى التي لامسوها، وغسل ملابس الشخص وأغراضه بالماء الدافئ والمنظفات، وتعقيم الأسطح الملوثة، والتخلص من النفايات الملوثة بشكل مناسب.
• «صحة أبوظبي» طالبت المنشآت الصحية العاملة في الإمارة، بالتقصّي عن مرض جدري القرود.
• 4 أسابيع فترة حضانة فيروس مرض جدري القرود.