الساعة تبدأ من 500 درهم.. و«صحة دبي» تؤكد: النشاط غير مرخص
«العلاج بالطاقة».. مراكز تروّجه للشفاء من أمراض مزمنة وخطرة
رصدت «الإمارات اليوم» إعلانات لمراكز وأشخاص، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، زعموا فيها أن لديهم القدرة على تقديم خدمات العلاج بالطاقة لكل الأمراض من ببنها أمراض خطرة مثل السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدعم، إضافة إلى ادعاءات علاجية مضللة لأمراض مختلفة لجذب المرضى.
وأفادت مراكز بأن أسعار الخدمة تبدأ من 500 درهم للجلسة الواحدة، فيما يحدد «متخصصو المركز» عدد الجلسات التي يحتاجها زبائنهم بعد جلسة تقييم مجانية.
في المقابل، حذر أطباء ومختصون من اللجوء إلى المراكز والأشخاص الذين يزعمون أن لديهم القدرة على علاج جميع الأمراض، مؤكدين أنهم «يبيعون الوهم للمرضى بهدف التربح، بل يؤخرون في بعض الأحيان التدخل الطبي المناسب، ما يفاقم حالة المريض، ويهدد حياته».
ووصفوا هذا النوع من العلاج بـ«التجارة بآلام الناس بعلوم زائفة بعيدة عن المنطق العلمي».
فيما أكد المدير التنفيذي لقطاع التنظيم الصحي في هيئة الصحة بدبي الدكتور مروان الملا، أن نشاط العلاج بالطاقة، غير مرخص. ونصح المرضى باللجوء إلى الحلول الطبية العلمية لعلاج أمراضهم.
وقال استشاري الطب النفسي في مستشفى الأمل، في دبي، الدكتور محمد حسن فرج الله، إن «العلاج بالطاقة يصنف ضمن العلوم الزائفة، التي لا تستند إلى أي منهج علمي دقيق، حيث تخضع العلاجات لتجارب ودراسات علمية تؤكد جدواها وأهميتها، إلا أن العلاج بالطاقة بعيد تماماً عن هذه العملية، فهو ينتمي إلى الفلسفات الشرقية والهندية، التي لا يمكن إثباتها بالعلم المجرد، لذا لا يجب الاعتماد عليها في علاج الأوجاع والأمراض، والاعتماد بالدرجة الأولى على التخصص العلمي المثبت».
وذكر فرج الله أن «لجوء مرضى للعلاج بالطاقة سبب لهم أضراراً صحية، حيث أخر حصولهم على العلاج المطلوب في الوقت المناسب، خصوصاً وسط ادعاءات علاجية باطلة تتعلق بعلاج الأمراض المزمنة وغيرها من الأمراض الخطرة».
بدوره، حذر أستاذ الطب النفسي في كلية الطب في جامعة رأس الخيمة الدكتور طلعت مطر، من اللجوء للعلاج بالطاقة للشفاء من الأمراض، حيث «تعتمد العلاجات المختلفة من المنظمات الصحية بعد عرضها على لجان مختصة وخضوعها للتجارب ودراسة النتائج، وفق طرق علمية مثبتة، الأمر الذي يجعل من العلاج بالطاقة كذباً وادعاء».
وتابع أن «ما يروج لجذب الناس للعلاج بالطاقة من أمراضهم المختلفة ما هو إلا وهم يباع للناس بهدف التربح التجاري لا أكثر، يجب الحذر منه، خصوصاً إذا كان الإنسان مصاباً بمرض يتطلب علاجاً جاداً».
وأكد أخصائي طب الأسرة والمجتمع في مستشفى فقيه الجامعي في دبي، الدكتور عادل سجواني، أن «العلاج بالطاقة ما هو إلا خيال وغش، ووسيلة لمن يحاولون التربح من خلال التجارة بآلام المرضى».
وأضاف: «يعتبر العلاج بالطاقة نشاطاً تسويقياً يحصل الشخص على شهادة به خلال شهرين أو ثلاثة، ثم يصبح مدرباً أو معالجاً، دون أي دراسة تخصصية ذات قيمة».
ولفت إلى أن «كثيراً من المرضى يذهبون إلى هذه المراكز أو المختصين، بحثاً عن الأمل في التعافي أو العلاج السريع ويدفعون مبالغ مالية كبيرة، دون جدوى علاجية شافية في النهاية».
وأكد أن «الضحايا يعانون ضغوطاً نفسية، ومنهم من يهمل العلاج الطبي الموصوف له ويعتمد على العلاج بالطاقة، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى تدهور حالته الصحية».
ودعا إلى الاعتماد على الطب المبني على البراهين والأسانيد العلمية، المعتمدة، وليس على تخصص حصل صاحبه على شهادة فيه بعد دراسة لا تتعدى ثلاثة أشهر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news