بناء وجه مريض إماراتي بالطباعة ثلاثية الأبعاد في دبي
تمكّن فريق طبي في دبي من تحقيق إنجاز طبي عالمي، ببناء عظام وجه مريض مصاب بالسرطان، بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وبعمليات جراحية تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم.
وقالت إدارة مستشفى «الإمارات جميرا» في دبي، إنها استقبلت شاباً إماراتياً يبلغ من العمر 20 عاماً، مصاباً بأورام نادرة ومتعددة في الوجه، تسمى «تكيسات القرنية»، تسببت في تدمير عظام الوجه تماماً، وبإصابته بتشوه شديد وإعاقة في الكلام والتنفس، وإعاقة تناول الطعام بشكل طبيعي.
وقام فريق طبي في المستشفى بتشخيص الحالة من خلال سلسلة من الفحوص الطبية، باستخدام الأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي والخزعات، وتبع ذلك سلسلة من العمليات الجراحية لاستئصال الورم وإعادة بناء عظام الوجه. وقال قائد الفريق، جراح الفم والوجه والفكين، الدكتور جهاد السخن: «استخدمنا لأول مرة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، لتصميم وطباعة حشوات الوجه من مادة التيتانيوم، لإعادة بناء عظام الوجه وترميمه، من خلال عمليات جراحية عدة بوجه المريض الذي تعافى بشكل جيد مع تحقيق نتائج جمالية جيدة».
وأضاف: «نجاح هذه النوعية من العمليات بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد تفتح الباب لإدخال تقنيات (الوجه المعدني البيولوجي) في إنقاذ حالات التشوهات العظمية الناتجة عن الإصابة بالأورام».
وتابع أن هذه الحالة هي الأولى على مستوى العالم التي تطبق هذه التقنيات لإنقاذ تشوّه الوجه، وإعادة بناء عيوب العظام، باستخدام حشوات من مادة التيتانيوم بهذا الحجم، مقارنة بالتقنيات الأخرى.
وأكمل الطبيب أن هذه التقنية الجديدة، تتماشى مع استراتيجية دبي للاستفادة من تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في مختلف نواحي الحياة، لافتاً إلى أنها جنبت المريض أخذ العظام والأنسجة الناعمة والصلبة من الأوعية الدموية الدقيقة للساقين والبطن، لإعادة بناء الوجه، الأمر الذي كان من شأنه أن يضر المريض، ويؤثر بشدة في نوعية حياته.
وقال إن «هذه الحالة تسلط الضوء على أهمية وجود مركز متخصص لتحقيق التشخيص المناسب، وتنفيذ خطة علاج متماسكة لإدارة هذه الحالات المرضية النادرة».