تحتوي على كمية نيكوتين تسبب الإدمان الشديد
فاتورة «المدواخ».. تمزّق الرئة و16 نوعاً من السرطان
حذّر أطباء الشباب والمراهقين من تدخين المدواخ، بعدما ثبت علمياً احتواء المادة المستخدمة فيه «الدوخة» على كميات عالية من المسرطنات، إضافة إلى مواد كيميائية تؤثر في القلب والشرايين والجهاز العصبي، وتتسبب في تمزق أغشية الرئة.
وأكدوا أن الدوخة تحوي على 10 أضعاف المواد المسرطنة الموجودة في وسائل التدخين الأخرى، مثل الشيشة والسجائر، فضلاً عن احتوائها على نسب نيكوتين أكثر بـ30 ضعفاً مقارنة بما تحتوي عليه السجائر، ما يسبب لمدخنها الإدمان الشديد، حيث يستقبل هذه النسبة في ثوان قليلة.
وحذر رئيس جمعية الإمارات للأورام، البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، من تدخين المدواخ، حيث ثبت علمياً احتواءه على مخاطر صحية كثيرة، أبرزها أمراض القلب والشرايين، فضلاً عن تأثيرها في الجهاز العصبي، وأخطر هذه الأعراض الإصابة بالسرطان.
وذكر الشامسي أن كثيراً من المدخنين يعتقدون خطأ أن المدواخ أكثر أماناً، وأقل - من حيث الآثار الجانبية - من طرق التدخين الأخرى، مثل السيجارة أو الشيشة، مشيراً إلى وجود العديد من الدراسات المحلية التي قيّمت محتويات المدواخ وخطورتها - منها دراسة أجرتها جامعة الشارقة لقياس مستويات النيكوتين والقطران في الدوخة مع منتجات التبغ الأخرى - وجدت أن الدوخة لديها مستويات أعلى بكثير من كليهما.
وقال الشامسي إن التدخين بجميع أشكاله في تزايد بين الشباب والمراهقين، مشيراً إلى أن إحدى الدراسات التي قيمت انتشار تدخين الدوخة بين طلاب المدارس الثانوية في الإمارات العربية المتحدة، أظهرت أن 39٪ كانوا قد دخنوا منتجات التبغ، و36٪ دخنوا الدوخة على وجه التحديد، و25٪ منهم مستخدمون حاليون للدوخة.
وحذر من خطورة الدوخة، حيث تسبب العديد من أمراض الجهاز التنفسي، أخطرها سرطان الرئة، إضافة إلى 15 نوعاً آخر من السرطانات، أبرزها سرطان الفم والبلعوم والمثانة والبنكرياس والثدي وبطانة الرحم لدى النساء.
وتابع: «من أكثر المواد المسببة للسرطان مادة تسمى (بوليسيكلك أروماتك هايدروكربون)، وجدت في الدوخة بأكثر من 10 أنواع، بكميات أعلى بكثير من السيجارة العادية، وهي تعتبر سبباً رئيساً لسرطانات الرئة والجلد والمثانة والكبد والمعدة».
ولفت إلى أن المدواخ منتشر بشكل كبير بين الشباب في المنطقة، على الرغم من أنه يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لمدخني الدوخة، وأولئك الذين يدخنونه مع أنواع أخرى من التبغ.
وأضاف أن هناك مخاوف من أصحاب المتاجر الذين يبيعون الدوخة والمدواخ بشكل غير قانوني للقصر، لأن استمرار استخدام المراهقين للتبغ سيؤدي إلى ارتفاع نسبتهم.
وأكد الشامسي أهمية توعية الطلاب والطالبات بخطورة المدواخ، وشدد على أهمية دور الأسرة في مراقبة أبنائها وتوجيههم للابتعاد عن جميع أنواع التدخين.
من جهته، قال أخصائي الأمراض التنفسية في مستشفى زايد العسكري، الدكتور حسين المصعبي: «على الرغم من كون تدخين الدوخة يعد جديداً نسبياً مقارنة بوسائل التدخين الأخرى، إلا أن الدراسات العلمية الحديثة أثبتت خطورتها، حيث ثبت احتواؤها على نسب نيكوتين مضاعفة، يتجرعها المدخن في ثوان معدودة، ما يسبب الإدمان الشديد، فضلاً عن وجود المواد المسرطنة الأخرى بنسب أعلى بكثير من مثيلاتها في السجائر والشيشة».
وذكر أن أكثر المخاطر الصحية التي يواجهها مدخنو المدواخ تتمثل في الإصابة بالانسداد المزمن في الشعب الهوائية، وتعطل الجهاز المناعي للرئة، وحدوث الالتهابات الرئوية بنسب أعلى.
وتابع أن غالبية مدخني المدواخ، من مراجعي عيادات الأمراض الصدرية والتنفسية، هم من فئتي الشباب والمراهقين، الأمر الذي ينذر بتعرض هاتين الفئتين لمخاطر صحية أكثر خطورة في عمر أبكر، مثل أمراض القلب والشرايين، والسرطانات بأنواعها.
وأفاد استشاري الأمراض الصدرية في جمعية الإمارات الطبية، الدكتور بسام محبوب، بأن الدراسات أثبتت احتواء الدوخة على نسبة نيكوتين أكثر بـ30 ضعفاً من السجائر العادية، ما يسبب الإدمان الشديد، ويعرض مستخدمها لأنواع مختلفة من التهابات اللثة والأسنان، ويجعله عرضة لسرطانات الجهاز التنفسي العلوي بنسب أعلى.
وأكد أن «المدواخ يحتوي على مواد ضارة بنسب أعلى بكثير من الوسائل الأخرى، إلى درجة أنها قد تمزق أغشية الرئة، وقد تسبب فشلاً رئوياً، وتشكل خطراً كبيراً على صحة مستهلكيها».
وحسب معلومات حديثة صادرة عن منظمة الصحة العالمية، تتسبب صناعة التبغ في العالم، سنوياً، بثمانية ملايين وفاة، وفقدان 600 مليون شجرة، و200 ألف هكتار من الأراضي، و22 مليار طن من المياه، وانبعاث 84 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.
جدير بالذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة أصدرت «القانون الاتحادي رقم 15 بشأن مكافحة التبغ»، في ديسمبر 2009، ما جعل السن القانونية لشراء التبغ (بما في ذلك الدوخة) 18 عاماً.
كما جعل القانون التدخين في السيارات (مع وجود أطفال أقل من 12 عاماً) ودور العبادة والحرم الجامعي ومراكز الصحة اللياقة غير قانوني.
وتم إدخال ضريبة في الأول من أكتوبر 2017 على منتجات التبغ في محاولة لتثبيط استهلاكها. «الإمارات للأورام»:
«المدواخ يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news