مرضى يعالجون بها نزلات البرد وارتفاع درجة الحرارة والصداع

أطباء يحذرون من استخدام المضادات الحيوية عشوائياً

صورة

حذر أطباء من مخاطر الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية، سواء بأخذها دون وصفة طبية، أو بعدم أخذ الجرعة الموصوفة كاملة.

وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» أن أبرز الأضرار التي قد تنتج عن هذا السلوك تتمثل في اكتساب البكتيريا مناعة ضد المضادات، ما يمنع جسم المريض من الاستجابة للعلاج، أو يؤخر الشفاء من المرض.

وروى الأطباء أنهم استقبلوا حالات مرضية، لأشخاص استخدموا مضادات حيوية دون وصفة طبية لعلاج نزلات البرد وارتفاع درجة الحرارة والصداع، من دون أن يدركوا أن هناك فرقاً بين الإصابة الفيروسية والإصابة البكتيرية.

وتفصيلاً، حذر استشاري طب الأسرة والصحة المهنية، الدكتور منصور أنور حبيب، من الإفراط في تناول المضادات الحيوية من دون استشارة طبية، أيا كان نوع المرض، مشيراً إلى تأثيرها غير الصحي على المدى الطويل.

وأكد استقبال مرضى لا تستجيب أجسامهم للمضاد الحيوي كونهم لم يستكملوا جرعات وصفت لهم سابقاً، مؤكداً أن «التعامل الخاطئ مع الأدوية يجعل العلاج صعباً، ويدفع الأطباء لاختيار أدوية أقوى من حيث المفعول».

وشرح حبيب أن «المضادات الحيوية تعدّ من أفضل الاكتشافات الطبية، إذ ساعدت كثيرين على التداوي من الأمراض البكتيرية. إلا أن تناولها عشوائياً قد ينقلب على المريض بالضرر وليس بالنفع».

ولفت إلى أن «المضادات تعطى عادة في شكل (كورس) أو دورة، خلال أيام محددة. وفي حال لم يأخذ المريض الجرعة كاملة، يعرض نفسه لمخاطر عدة، نتيجة بقاء بعض البكتيريا المسببة للمرض حية، وتكوينها مناعة تجاه المضاد الحيوي في المستقبل».

وذكر أن «كثيراً من الأعراض المرضية التي تصيب الإنسان قد تنتج عن عدوى فيروسية، ولا يتطلب علاجها الحصول على مضاد حيوي. بل إن تناول المضادات في هذه الحال سيعرض المريض لقتل البكتيريا النافعة داخل جسمه»، مشدداً على ضرورة عدم تناوله نهائياً دون وصفة طبية معتمدة، مبنية على الفحوص المخبرية الدقيقة.

وتابع حبيب أن «آلية عمل المضاد الحيوي تقوم على البحث عن البكتيريا لمنعها من التكاثر، أو تجميد حركتها، للحدّ من تأثيرها في جسم الإنسان، ولمساعدة المريض على التعافي من المرض الذي سببته له»، مشيراً إلى وجود آلية مختلفة للتعامل مع الفيروسات.

وبدورها، حذرت استشاري الصحة العامة، نائب رئيس جمعية الإمارات للصحة العامة، الدكتورة بدرية الحرمي، من التوقف عن تناول جرعة المضادات الحيوية قبل انتهاء موعدها المحدد من الطبيب، نتيجة تحسن الحالة الصحية، لما يتضمنه ذلك من مخاطر.. مثل عودة الأعراض المرضية بشكل أقوى، أو منح الفرصة للبكتيريا لتكوين مناعة ضد المضاد الحيوي، وجعلها تقاومه مستقبلاً.

وأكدت وجود كثير من الممارسات الخاطئة، المتعلقة بالتعامل مع الأدوية، مشيرة إلى إسراع كثير من الأشخاص إلى تناول المضادات الحيوية بمجرد الشعور بأعراض المرض دون معرفة طبيعته، أي حتى إن كان الأمر متعلقاً بالإصابة بالبرد أو الإنفلونزا، أو مجرد شعور بالألم، مشيرة إلى وجود فرق بين الأمراض الفيروسية والأمراض البكتيرية.

وشددت على ضرورة قصر استخدام المضاد الحيوي على وصفة الطبيب، لأنه الأقدر على تحديد المرض والعلاج المناسب له.

وطالب استشاري طب الأطفال والأمراض المعدية والمناعة في مركز القلب الطبي بمدينة العين، الدكتور حسام التتري، الأهالي بعدم قبول إعطاء أطفالهم أية مضادات حيوية، إلا بعد إجراء الفحوص الطبية اللازمة.

ولفت إلى أن كثيرين يعمدون إلى تناول المضادات الحيوية لعلاج أمراض فيروسية، مثل نزلات البرد، فيما يستخدمها آخرون عند ارتفاع درجة الحرارة، ظناً منهم أنها تعمل كخافض لها، فضلاً عن استخدامها من البعض علاجاً لأعراض بسيطة كالإسهال عند الأطفال.

جدير بالذكر أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع كشفت أخيراً أنها تنفذ خطة لمواجهة أزمة المخاطر الناتجة عن سوء استخدام المضادات الحيوية من خلال ركائز أساسية، تتمثل في تنفيذ برامج توعوية وتثقيفية للكادر الطبي، وأفراد المجتمع، والعمل على منع ومكافحة العدوى باستخدام وسائل تحول دون انتشارها في المستشفيات والمجتمع ككل، والعمل على إعداد إحصاء وحصر لأنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وتنفيذ برامج توعية للاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات ترشد المرضى إلى آلية استخدامها، من حيث الجرعة والوقت المناسبين.

إضافة إلى تعزيز البحث العلمي لاكتشاف أنواع البكتيريا المختلفة، خصوصاً التي اكتسبت مناعة ضد المضادات، للعمل على مواجهتها بطرق علاجية مختلفة.


الدكتورة بدرية الحرمي:

«التوقف عن تناول المضاد قبل الموعد المحدد يسهل عودة الأعراض بشكل أقوى».

الدكتور منصور حبيب:

«التعامل الخاطئ مع المضاد يجعل علاج المريض أصعب ويدفع الطبيب لاختيار أدوية أقوى».

الدكتور حسام التتري:

«كثيرون يعمدون إلى تناول المضادات الحيوية لعلاج أمراض فيروسية».

تويتر