باحثون من جامعة خليفة يطوّرون نظارات لتصحيح عمى الألوان
طور فريق من الباحثين من جامعة خليفة أداة جديدة يمكن ارتداؤها لمساعدة الأشخاص المصابين بعمى الألوان، حيث استخدم الفريق البحثي «راتنج» شفافاً لصنع العدسات، ممزوجاً بصبغتي ترشيح للأطوال الموجية؛ لتوفير تأثير الصبغ، إضافة إلى استخدام ثلاثة تراكيز مختلفة من الأصباغ لتخصيص العدسات، وذلك لعلاج القصور في رؤية الألوان الأحمر والأخضر والأصفر والأزرق، وقد تم تمويل العمل البحثي من قبل صندوق الوطن والدار العقارية.
وتفصيلاً، نشر فريق بحثي من قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة خليفة، ضم الأستاذ المشارك في الهندسة الميكانيكية، الدكتور حيدر بات، وزميل بحوث ما بعد الدكتوراه، الدكتور فهد علم، وزميل بحوث ما بعد الدكتوراه، الدكتور محمد الشريف، وأحمد صالح، نتائج بحثهم في مجلة «أدفانسد إنجينيرينغ ماتيريالز» المتخصصة في هندسة المواد المتقدمة، وقد ألهم هذا البحث أيضاً مشروع تصميم متقدم لطلبة المرحلة الجامعية الأولى سيف عبدالله النقبي وعلي سيف راشد الشاوي الغفلي وراشد علي خلفان بن قحفان العلي ومحمد علي محمد حسين علي الشمالي.
وقال الدكتور حيدر بات: «لايزال تخصيص النظارات لمرضى القصور في رؤية الألوان يمثل تحدياً على الرغم من أن الأبحاث قد طورت بشكل كبير خصائص ومواد الأدوات القابلة للارتداء لمرضى القصور في رؤية الألوان المتوافرة حالياً في السوق»، مشيراً إلى أن «مشكلات التمييز بين ظلال ألوان معينة تؤدي إلى حرمان الأشخاص من العمل في المجالات التي يكون فيها التعرف إلى الألوان أمراً بالغ الأهمية».
وأشار بات إلى أن فريق جامعة خليفة استخدم صبغتين: إحداهما حجبت الأطوال الموجية غير المرغوب فيها لمرضى عمى اللونين الأحمر والأخضر، بينما قامت الأخرى بتصفية أطوال موجية غير مرغوب فيها لمرضى عمى اللونين الأصفر والأزرق، وتم استخدام كلتا الصبغتين في عدساتهم، واتضح عند الاختبار أن المتطوعين المصابين بالقصور في رؤية الألوان الأحمر والأخضر والأصفر والأزرق قد استفادوا من النظارات، ما يشير إلى فاعليتها في إدارة كلا النوعين من القصور في رؤية الألوان.
وكشف عن قيام فريق البحث في جامعة خليفة بتطوير إطارات خاصة للعدسات باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لتصغير الإطارات لمزيد من الراحة وسهولة الاستخدام، لافتاً إلى أنه بالاستناد إلى بعض التصاميم المتاحة تجارياً، فإنه يمكن طي هذه النظارات المصنوعة باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد مثل النظارات الأخرى، ما يجعلها أكثر قابلية للاستعمال.
وأكد قيام فريق البحث بفحص ثبات الأصباغ داخل النظارات المطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد عن طريق تخزين النظارات في الماء لمدة أسبوع. وأظهرت النتائج عدم تسرب أي صبغة إلى الماء، ما يشير إلى ثباتها، كما ترك الفريق النظارات مكشوفة في الظروف المحيطة لمدة أسبوع إضافي، ما أكد على ثباتها ومتانتها، وذلك للتأكد من أن النظارة آمنة للاستخدام على المدى الطويل، مشيراً إلى أنه تم أيضاً تقييم خواص النظارة الميكانيكية بعناية، إذ تعد مرونتها وقوة شدها عوامل مهمة في قياس طول عمرها ومدى تحملها، وقد أظهرت النظارات عند اختبارها متانة فائقة دون أن تنكسر حتى عند تعرضها للطي أو الانحناء.
وقال: «أظهرت نتائجنا أن الطباعة ثلاثية الأبعاد ليس لها أي تأثير على خصائص ترشيح الطول الموجي للأصباغ، بل وظلت الأصباغ دون تغيير بينما تم دمجها مع الراتنج وطباعتها بالتقنية ثلاثية الأبعاد، وعندما قارنا الأداء البصري لنظاراتنا بنظارات عمى الألوان التجارية، أشارت نتائجنا إلى أن نظاراتنا المطبوعة بالتقنية ثلاثية الأبعاد كانت أكثر انتقائية في تصفية الأطوال الموجية غير المرغوب فيها مقارنة بالخيارات المتاحة تجارياً، ولديها إمكانات كبيرة في علاج عمى الألوان، كما أن سهولة تصنيعها وتخصيصها تعني أنه يمكن تخصيصها لكل مريض على حدة».
«فريق البحث طور إطارات خاصة للعدسات باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد».
«النظارات أظهرت متانة فائقة فلم تنكسر حتى عند تعرضها للطيّ والانحناء».
«سهولة تصنيع النظارة تعني أنه يمكن تخصيصها لكل مريض على حدة».