دراسة للأدلة الميدانية في أبوظبي لتقييم تأثير عقار إيفوشيلد على المرضى ذوي المناعة الضعيفة
شهدت إمارة أبوظبي إطلاق دراسة EVOLVE للأدلة الميدانية (EVOLVE Real World Evidence) التي تهدف إلى تقديم بيانات واقعية مهمة عن سلامة وفعالية مزيج الأجسام المضادة طويل المفعول المعروف باسم عقار "إيفوشيلد" الذي طورته شركة أسترازينيكا في حماية المرضى ذوي المناعة الضعيفة من أعراض الإصابة بكوفيد-19.
وتأتي الدراسة تفعيلاَ لاتفاقية تعاون مشترك وقعتها دائرة الصحة أبوظبي، الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي، في وقت سابق العام الماضي مع "أسترازينيكا"، الشركة العالمية المتخصصة في الصناعات الدوائية الحيوية، بهدف تعزيز جهود البحث والتطوير في العلوم الصحية ودفع الابتكار في الخدمات الصحية، في إطار استراتيجية الدائرة لضمان حصول المرضى على رعاية صحية عالية الجودة.
وتُجرى هذه الدراسة الميدانية بالتعاون مع مستشفى مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي تحت إشراف دائرة الصحة أبوظبي، وتمتد الى نهاية عام 2023 وتستهدف 1000 مشارك. وكانت أبوظبي من أوائل بلدان العالم التي حصلت على الشُحنة الأولى من إيفوشيلد، تحت إشراف مباشر من دائرة الصحة أبوظبي، في إطار حرص دائرة الصحة على توفير أحدث العلاجات المبتكرة لضمان صحة وسلامة كافة السكان في الإمارة.
وستساعد هذه الدراسة الاستطلاعية متعددة البلدان، الأفراد الأكثر عرضة للمخاطر الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة وجميع بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا، من خلال بناء مجموعة من الأدلة لإثبات فعالية عقار إيفوشيلد في الوقاية من الإصابة بكوفيد-19.
وقال ، وكيل دائرة الصحة – أبوظبي، الدكتور جمال محمد الكعبي: "يسعدنا أن نشهد ثمار جهود التعاون التي تجمعنا بشركاء من مختلف أنحاء العالم والرامية إلى ترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة رائدة للرعاية الصحية والابتكار في علوم الحياة. لقد استطاعت الإمارة بفضل بنيتها التحتية المتقدمة أن تستقطب العديد من الشراكات مع نخبة من الرواد في القطاعات الصحية والدوائية حول العالم الذين اختاروا أبوظبي لتكون الوجهة المناسبة للمضي في مشروعاتهم البحثية والمبتكرة."
وأكد الكعبي على أن صحة وسلامة المجتمعات في أبوظبي وحول العالم هي أولوية لدى دائرة الصحة، التي تحرص على توفير أحدث الابتكارات العلاجية والوقائية لجميع الأفراد على اختلاف احتياجاتهم وحالتهم الصحية.
ويعاني قرابة 2 في المئة من سكان العالم من ضعف في جهاز المناعة، وهم لا يستجيبون للقاحات كوفيد-19 أو تكون استجابتهم ضعيفة . ومن بين هؤلاء مرضى السرطان، والمصابون بأمراض مناعية والأشخاص الذين يخضعون لغسيل الكلى أو يعالجون بأدوية مثبطة للمناعة وغيرهم من ذوي المناعة الضعيفة.
وقالت الدكتورة نوال الكعبي، المدير الطبي في مدينة الشيخ خليفة الطبية والمشرفة على الدراسة: "إن مخاطر العدوى بكوفيد-19 لم تنته إطلاقاً، خاصة لدى ذوي المناعة الضعيفة والفئات المعرضة للخطر، والأدلة الميدانية ضرورية لمساعدتنا في تحسين فهمنا لآليات تطور الفيروس وابتكار أدوات إضافية لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر. وبالنظر إلى ما بعد الجائحة، فإن هذه الدراسة المبتكرة ستكمّل الجهود الإقليمية لتحسين جودة الرعاية الصحية، وتعزيز أتمتة البيانات الطبية، وتلبية الطلب المتزايد على البيانات السريرية الموثقة محلياً والتي تعكس تركيبتنا السكانية الخاصة".
من جهتها، قال إيفا تورغوني، المدير الطبي لشركة أسترازينيكا في دول مجلس التعاون الخليجي وباكستان: "في ظل استمرار جائحة كوفيد-19 في العالم، فإنه من المهم مواصلة الجهود لحماية صحة وسلامة المجتمع لا سيما من هم معرضين أكثر لخطر مضاعفات الإصابة، حيث أن هناك فئة من المرضى لا يوفر اللقاح لهم حماية كافية. وبجمع البيانات الميدانية من دولة الإمارات العربية المتحدة، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل كيف يستطيع عقار إيفوشيلد من شركة أسترازينيكا حماية ذوي المناعة الضعيفة وتمكينهم من استئناف حياتهم الطبيعية".
لقد أثبت إيفوشيلد حماية كبيرة من أعراض كوفيد-19 وفقاً لبيانات المرحلة الثالثة من تجربة PROVENT للوقاية قبل التعرض، وحافظ حتى الآن على فعاليته في مواجهة متحور أوميكرون وغيره من المتحورات الأخرى. كما ثبت العقار أنه يقلل مخاطر الإصابة الشديدة أو الوفاة بسبب كوفيد-19 مقارنة بالعلاجات البديلة لدى المرضى غير المقيمين في المستشفى ولديهم أعراض طفيفة إلى متوسطة .
وقد حصل إيفوشيلد على تصريح الاستخدام الطارئ في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين وقطر ومصر، وهو العلاج الوحيد بالأجسام المضادة الذي حصل على ترخيص الاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة للوقاية من كوفيد-19.
وتقدم أبوظبي نموذجاً متميزاً ورائداً للاستجابة لجائحة كوفيد-19، حيث حظيت بتقدير العديد من التصنيفات العالمية التي وضعتها في صدارة مدن العالم من حيث كفاءة التعامل من الجائحة وضمان صحة وسلامة أفراد المجتمع بالتوازي ما استمرار دفع عجلة النمو الاقتصادي في الإمارة.