سوء التغذية أبرز أسباب إصابة الشباب بسرطان القولون والمستقيم
أظهرت دراسة حديثة نشرتها جمعية الإمارات للأورام، أن الأسباب الوراثية تلعب دوراً في إصابة الشباب بمرض سرطان القولون والمستقيم، لكنها عزت الجزء الأكبر من الأسباب إلى سوء التغذية وزيادة الوزن والتدخين والإسراف في المضادات الحيوية.
وأكد رئيس الجمعية، بروفيسور الأورام في جامعة الشارقة، حميد بن حرمل الشامسي، لـ«الإمارات اليوم»، أن ظاهرة إصابة الأشخاص تحت سن الـ50 بسرطان القولون والمستقيم تزايدت خلال العقدين الأخيرين، مضيفاً أن غالبية الإصابات للمرض تتركز بين النساء والرجال في عمر الـ50 والـ60.
وذكر الشامسي، وهو أحد القائمين على تنفيذ الدراسة، أن أبرز أسباب تزايد الإصابة بين الشباب بسرطان القولون والمستقيم محلياً وعالمياً، تتركز في سوء التغذية، مشيراً إلى الإكثار من اللحوم والدهون والأكلات السريعة، والتقليل من الخضراوات والفواكه، إذ «يؤدي ذلك إلى زيادة في كتلة الجسم والوزن، لتؤدي بدورها إلى الإصابة بأكثر من 13 نوعا من أنواع السرطان، ومنها سرطان القولون والمستقيم».
وتابع أن الأسباب تشمل أيضاً اتباع نمط حياة غير صحي، وقلة الحركة والرياضة، إذ تربط الدراسات بين قلة الرياضة ودخول الجسم في حالات التهاب مستمرة، خصوصاً في وجود الدهون والسمنة، ما يؤدي إلى وجود بيئة خصبة لبداية الخلايا السرطانية.
وأشار الشامسي إلى أن الدراسة كشفت أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية يعد أحد أسباب الإصابة بهذا المرض، باعتبارها مسؤولة عن تغيير البيئة الداخلية لمنطقة القولون والمستقيم، التي تؤدي إلى التهابات مزمنة وإلى تنشيط الخلايا السرطانية في هذه المنطقة الحساسة.
وشدد الشامسي على أهمية الفحص المبكر للمرض، حيث كان معتمداً سابقاً في عمر الـ50، إلا أن التوصيات الحديثة نصحت بإجرائه في عمر الـ45، مشيراً إلى أن الأسباب الوراثية لإصابة الشباب بسرطان القولون والمستقيم لا تتعدى 10 إلى 15% من أسباب الإصابة بالمرض.
ولفت إلى أن الإمارات سباقة عالمياً في خفض سن الفحص المبكر لسرطان القولون والمستقيم إلى سن 40 عاماً.
كما توفر الدولة الفحص المبكر لسرطان القولون والمستقيم في سن الـ40 عن طريق المنظار، وهو الأفضل، كل ثلاث إلى خمس سنوات للرجال والنساء، بغض النظر عن التاريخ العائلي. والخيار الآخر هو فحص الدم في البراز كل سنة أو سنتين للأشخاص غير الراغبين في عمل المنظار.
ولفت البروفيسور الشامسي إلى دراسة أخرى نشرها في سنة 2020، اعتمدت على البيانات الرسمية التي نشرتها وزارة الصحة في الإمارات من السجل الوطني الأورام، وبعد تحليل هذه البيانات اتضح أن سرطان القولون والمستقيم هو الأول لدى الرجال في الدولة، والثاني بعد سرطان الثدي. وأوضحت البيانات أن نحو 40% من المصابين بسرطان القولون والمستقيم في الإمارات تحت الـ50، ونحو 20% تحت الأربعين، ويفسر ذلك توصيات الجهات المختصة ببدء فحص القولون والمستقيم في سن الـ40.وأوضح الشامسي أن سرطان القولون والمستقيم يعتبر من أكثر الأورام سهولة في التشخيص والعلاج (عند التشخيص المبكر).
وحددت هيئة الصحة في دبي أربعة إجراءات يجب الالتزام بها، للوقاية من سرطان القولون والمستقيم، تتمثل في البدء بالفحص الدوري كل 10 سنوات بدءاً من 45 سنة، الحفاظ على وزن صحي، ممارسة النشاط البدني، الغذاء الصحي مع تجنب تناول اللحوم الحمراء والمعالجة، وتجنب التدخين.
وتتمثل أبرز أعراض المرض في «وجود دم في البراز، فقر الدم، الألم في البطن، تغيير في عادات التغوط، فقدان الوزن، الإعياء».
وأفادت الهيئة بأن سرطان القولون والمستقيم يعتبر السبب الرئيس الثاني للوفاة بالنسبة لوفيات السرطان من النساء والرجال، ويبدأ على شكل زوائد نسيجية قابلة للتحول إلى سرطان في القولون.
وذكرت أنه من خلال الفحص يمكن اكتشاف الزوائد النسيجية القابلة للتحول إلى سرطان وإزالتها قبل أن تتحول إلى سرطانية، مؤكدة أن جميع الزوائد اللحمية لا تتحول إلى سرطانية، فيما يعد الكشف المبكر عن هذا المرض يجعل العلاج والتعافي أفضل وأكثر فاعلية.
• «الإمارات للأورام»: السمنة من أسباب إصابة الشباب بسرطان القولون والمستقيم.