أكدوا أن تزايد الإصابات «أمر معتاد» مع دخول الشتاء
«موسم الإنفلونزا».. أطباء يدعون إلى الاطمئنان وينصحون بـ «اللقاح السنوي»
أكد أطباء مختصون أن الفترة الحالية من كل عام تشهد ارتفاعاً في نسب الإصابة بالإنفلونزا بين الصغار والكبار، مطالبين بضرورة أخذ لقاح الإنفلونزا للوقاية من أعراضها، واعتبروها من أكثر الفيروسات إرهاقاً للأطفال والأهل والقطاع الصحي بشكل عام.
وأكدوا أنه لا داعي للقلق من أعراض الإنفلونزا، التي يتطلب علاجها أياماً قليلة مع أخذ العلاج المناسب، كما أنها تُعد من الأمراض الموسمية التي تنتشر في أوقات محددة كل عام، ويتم التعامل معها وفق البروتوكول الطبي المعتمد.
وكانت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أطلقت أخيراً الحملة الوطنية السنوية للتوعية بالإنفلونزا الموسمية، التي تنظمها تحت شعار «حصّن نفسك.. احمِ مجتمعك»، بالتعاون مع الجهات الصحية كافة بالدولة، وأكدت خلالها ضرورة أخذ لقاح الإنفلونزا، الذي تم توفيره على نطاق واسع في المراكز الصحية. وتفصيلاً، أكد الدكتور في جامعة غرب أونتاريو الكندية، استشاري طب الأطفال والأمراض المعدية والمناعة حسام التتري، أن فيروس الإنفلونزا يُعد الأكثر انتشاراً وإرهاقاً للأهل والقطاع الصحي، حيث يشعر الأهل بالضيق بسبب ارتفاع درجة حرارة أبنائهم، والتي قد تطول لتصل إلى 10 أيام، الأمر الذي يدفعهم للذهاب إلى المستشفيات بشكل متكرر ويعرض آخرين للعدوى.
ولفت إلى أنه على الجميع تفهم طبيعة الإنفلونزا، وأعراضها ومدتها، حيث قد تستمر الحرارة لليوم السادس، بشكل طبيعي، كذلك قد يستمر الصداع لأسبوع، فيما قد تستمر آلام الجسم مدة تراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، مع وجود آلام في الحلق، الذي يُعد من أشد الأعراض تعباً للطفل والأهل وقد يستمر الألم لنحو ثمانية أيام، كذلك قد تستمر الكحة لأسابيع عدة، ويجب التعايش معها بشكل طبيعي، إلا إذا كان الطفل يعاني الربو. وأكد التتري أن التطعيم يُعد أفضل سبل الوقاية من العدوى، لكل الفئات العمرية من عمر ستة أشهر فما فوق، مشيراً إلى أن الإنفلونزا ليست مرهقة فقط بطول فترة الأعراض، وإنما بمضاعفاتها.
من جهته، قال أخصائي طب الأسرة، ومدير مستشفى التداوي الطبي، الدكتور ماجد شراب، إن الفترة الحالية من كل عام عادة ما تشهد ارتفاعاً في نسب الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، الأمر الذي لا يدعو للقلق، وإنما إلى التشدد في إجراءات الوقاية، مشيراً إلى أن الإنفلونزا هي فيروسات مخاطية، تنقسم إلى ثلاثة أنواع هي «A-B-C»، وتنتشر عبر الهواء أو مخالطة أشخاص مصابين، نتيجة للسعال أو العطس.
ونصح جميع أفراد المجتمع بضرورة أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية كل عام، حيث توفره الجهات الصحية بشكل دوري وللجميع، معتبراً اللقاح أهم طرق الوقاية من مضاعفات هذه الفيروسات، إلى جانب التباعد وتجنب لمس الأسطح الملوثة ومخالطة المرضى.
وشدد شراب على أهمية الاهتمام بتعزيز الجانب المناعي للأطفال، من خلال الغذاء الصحي المتوازن، وتدريبهم على ممارسة الإجراءات الوقائية.
بدوره قال أخصائي طب الأسرة الدكتور عادل سجواني، إن كثرة الشكاوى الأخيرة من ارتفاع نسب الإصابة بأعراض البرد والإنفلونزا، تُعد طبيعية في هذا الوقت من العام، وتتطلب فقط مراجعة الطبيب لتحديد نوع العدوى وإعطاء الوصفة الطبية المناسبة لها.
وشدد على ضرورة أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية إلى جانب الاهتمام بتعزيز الجانب المناعي، للتعامل مع أربعة متحورات رئيسة من الإنفلونزا، والتي يتم تطوير اللقاحات معها بشكل سنوي. وطالب سجواني بضرورة مراجعة الطبيب في حال الإصابة بأعراض الإنفلونزا لتمييز نوع الفيروس، خصوصاً في حال الإصابة بالحمى مع ارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الشتاء. بدوره قال استشاري الأمراض الصدرية في جمعية الإمارات الطبية الدكتور بسام محبوب، إن أغلبية حالات الإصابة بين الأطفال خلال هذا الفترة تنحصر في الإنفلونزا خصوصاً من النوع «B»، ومن أبرز أعراضها الحرارة، احتقان الأنف، الصداع، وآلام في الجسم، مشدداً على ضرورة أخذ العلاج المناسب، للشفاء المبكر من المرض.
4 خطوات للوقاية من الإنفلونزا الموسمية
حدّدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أربع خطوات يجب الالتزام بها للوقاية من الإنفلونزا الموسمية، تتمثل في تجنب كل فرد الاختلاط بالأشخاص المصابين، ومن تظهر عليهم أعراض الإنفلونزا، وتغطية الأنف والفم أثناء السعال أو العطس، والمداومة على غسل اليدين بانتظام لمدة لا تقل عن 20 ثانية، للتخلص من أي عدوى قد تلصق بهما من أي مكان، إضافة إلى تجنب لمس العينين أو الفم لمنع انتقال العدوى.
وأكدت أن لقاح الإنفلونزا الموسمية، يقي من تفاقم الحالات الصحية للمصابين بالفيروس، ويقلل من الحاجة للدخول إلى المستشفيات بنسبة تراوح بين 85 و90%، لافتة إلى أنه في الربع الأخير من العام الجاري بدأ تعدد الإصابات بالإنفلونزا.
وتابعت: «تعتبر الإنفلونزا الموسمية من الأمراض سريعة الانتقال، نتيجة استنشاق الرذاذ المتطاير في الهواء عند سعال أو عطس أو تحدث شخص مصاب، ومن طرق الانتقال أيضاً ملامسة أسطح أو مواد ملوثة بفيروس الإنفلونزا ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العين، لذلك لابد من ترسيخ سلوكيات للحد من انتشار العدوى، وهي تغطية الفم والأنف عند العطس والسعال، وغسل اليدين وتنظيف وتعقيم الأسطح والأدوات».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news