قصص ملهمة سطّرها آباء بدموعهم وقلوب وأكباد أبنائهم
التبرع بالأعضاء.. راحلون يهدون حياة جديدة لمرضى الفشل العضوي
يمثل التبرع بالأعضاء منح حياة جديدة لمرضى فشل عضوي، وتشكل قصص متبرعين بالأعضاء مشاعل نور وقصصاً ملهمة لأشخاص اتخذوا قراراً إنسانياً لمنح الحياة لأشخاص لا يعرفونهم، ولن يقابلوهم، ولكنهم قرروا تحويل آلامهم وأحزانهم إلى أفراح وسعادة لأشخاص آخرين، إنها قصص ميلاد جديدة من رحم الموت.
وهناك مئات من مرضى الفشل العضوي، يخشون أن يدفعوا أعمارهم ثمناً لضعف ثقافة التبرع بالأعضاء، ما يتطلب تضافر جهود كل الجهات لنشر الوعي بين أفراد المجتمع، كقيمة إنسانية هدفها الأسمى الإنسان، ما دفع دائرة الصحة في أبوظبي إلى إطلاق حملة لدعم البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء «حياة»، وتهدف الحملة إلى تشجيع أفراد المجتمع على التسجيل كمتبرعين بالأعضاء والأنسجة، والإسهام في تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون الفشل العضوي.
وتفصيلاً، وفّرت الإمارات آلية سهلة وبسيطة لتسجيل إبداء الرغبة في التبرع بالأعضاء والأنسجة بعد الوفاة، والإسهام في تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون الفشل العضوي، حيث جاء نص إقرار التسجيل: «وفقاً لقانون دولة الإمارات (مرسوم بقانون اتحادي 5 لسنة 2016)، أعلن أنا المذكور أعلاه والمتمتع بكامل قواي العقلية والأهلية والشرعية الكاملة، وبدون أي إكراه مادي أو معنوي، عن رغبتي بالتبرع بالأعضاء والأنسجة بعد الوفاة، وذلك لزراعتها لأي مريض مناسب حسب ما تراه الجهات المختصة في هذا المجال. كما أقر بعلمي بأنه يحق لي الرجوع في هذا التبرع في أي وقت دون قيد أو شرط»، وهذا الإجراء لا يستغرق أكثر من 60 ثانية، إلا أنه قد يغير حياة البعض لنحو 60 عاماً.
قائمة انتظار
وقال رئيس معهد التخصصات الجراحية الدقيقة، مدير برنامج زراعة الأعضاء في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، الدكتور بشير سنكري، إنه على الرغم من تزايد أعداد المتبرعين بالأعضاء المسجلين، إلا أن الطلب لايزال يفوق العرض، ولاتزال هناك قائمة انتظار طويلة للمرضى الذين يحتاجون إلى عملية جراحية لزراعة الأعضاء.
وأوضح أن التوسع في التعريف ببرنامج التبرع بالأعضاء، وإيمان أكبر عدد من أفراد المجتمع به، يمنح الأمل لكثير من مرضى الفشل العضوي، حيث يوفر لهم فرصة جديدة للحياة، خصوصاً مع اتساع قوائم انتظار مرضى الفشل العضوي، وقلة عدد المتبرعين، لافتاً إلى أن 150 مريضاً ضمن قائمة الانتظار في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي وحدها، يحتاجون زراعة أعضاء، بينهم 100 مريض يحتاج زراعة كلى، و40 مريضاً يحتاجون زراعة كبد، وخمسة مرضى زراعة قلب، وخمسة مرضى زراعة رئة، مؤكداً أهمية تعزيز ثقافة الأفراد للتبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة هؤلاء المرضى.
وأكد سنكري أن التغير الإيجابي الواضح في نظرة المجتمع المحلي لعملية التبرع بالأعضاء البشرية سيسهم في زيادة أعداد المرضى الذين يستفيدون من جراحات زراعة الأعضاء خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى زيادة ملحوظة خلال العامين الماضيين، كانت في أعداد الراغبين في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة لمساعدة الآخرين، الذين يعانون أمراضاً خطرة، حيث تم إجراء أكثر من 319 عملية زراعة أعضاء في كليفلاند أبوظبي منذ انطلاق مشروع زراعة الأعضاء في المستشفى عام 2017، منها 160 زراعة كلى، و126 زراعة كبد، و10 زراعة رئة، و10 بنكرياس، وتسع عمليات زراعة قلب.
يذكر أن البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء «حياة»، نجح منذ إطلاقه في تمكين 114 عائلة من 20 جنسية مختلفة من التبرع بـ417 عضواً، شملت: القلب، والرئتين، والكبد، والبنكرياس، والأمعاء الدقيقة، والكلى، وتمت زراعتها لـ400 مريض.
الشاب (فيجو)
وتستعرض «الإمارات اليوم» قصصاً لأشخاص غادروا الحياة، وقرر ذووهم أن يتبرعوا بأعضائهم، ليهبوا الحياة لمرضى يصارعون الموت، ويعيشون في انتظار الأمل، ومن أبرز هذه القصص، الشاب (فيجو)، الحائز وسام الاستحقاق من اتحاد الإمارات للغولف، والذي وافق أهله بعد وفاته على التبرع بالأعضاء، ما أسهم في إنقاذ حياة خمسة مرضى بفشل عضوي، وحوّلت عائلة (فيجو) حزنهم إلى أمل، في مثال إنساني فريد، يعكس أبهى صور التعايش الإنساني في الدولة.
وقالت والدة (فيجو)، ناتالي جرال: «قبل تسعة أشهر، توفي (فيجو) فجأة، حيث شعر بالتعب بعد أن منحنا 17 عاماً من السعادة، كان إيجابياً منذ أن كان صغيراً، وكان قادراً على المواجهة والتحدي، ويحب أن يكون الأفضل في كل شيء، واختار رياضة الغولف ليتميز فيها، وحصل على آخر بطولة للغولف قبل وفاته بأيام».
وأضافت «تلقيت اتصالاً من (فيجو) عندما كان في المدرسة، وأخبرني بشعوره بخدر في يده، ورغبته في حضوري لاصطحابه، فذهبت به على الفور إلى المستشفى، وأثناء وجودنا في الطوارئ، بدأ يتعرض لتوقف في عضلة القلب، وتم عمل إنعاش قلب له، ولكنه دخل في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام، كنا مصدومين جداً، والوقت الذي أدركنا فيه أنه لن يعود مرة ثانية كان وقتاً مؤلماً جداً، وحين عرض علينا التبرع بالأعضاء فكرنا، كم كان (فيجو) يحب مساعدة الناس، وكم سيسعده أن نوافق على التبرع بأعضائه، لإنقاذ المرضى».
وتابعت ناتالي: «أعتقد أن (فيجو) يشاهدنا الآن، وفخور وفي غاية السعادة، لأن التبرع بأعضائه أنقذ خمسة أفراد، وأسعد خمس أسر، فنحن من عائلة محبة، وهذا في اعتقادي أسمى درجات الحب»، مشيرة إلى وجود العديد من المرضى في المستشفيات في انتظار متبرعين، ويحدوهم الأمل، بسبب عدم وجود أعضاء كافية، لذا أدعو من تتاح له فرصة التبرع بالأعضاء إلى ألا يتردد، وأن يمنح الآخرين فرصة جديدة للحياة».
الطفل (فيفان)
«إنه أمر صعب للغاية، ولكن بمجرد موافقتنا على التبرع شعرنا بأن طفلنا عاد إلى الحياة مرة أخرى، لِم لا، وقلبه لايزال ينبض»، هكذا وصف الزوجان، فيجيت كوبلير، وشيبا غياثري، شعورهما عندما قررا التبرع بأعضاء طفلهما (فيفان)، الذي كانا يستعدان للاحتفال بعيد ميلاده الثاني.
وقالت والدة (فيفان)، شيبا غيثري: «ظل (فيفان) في غيبوبة لمدة شهر، بعد تناوله الفول السوداني بطريق الخطأ، ما جعل الفول عالقاً في رئتيه، وأدى إلى موته دماغياً، لذا كان علينا اتخاذ القرار الصعب، وهو الموافقة على التبرع بأعضائه، لقد كان أول ما سمعته من (فيفان) أثناء حملي به هو دقات قلبه، لذا كنا نرغب في أن يظل قلبه ينبض».
وأضافت: «التبرع نعمة تُمنح للشخص ليهب الآخرين فرصة جديدة للحياة، وقد رغبت في ألا تشعر أم بما أشعر به الآن، لذا وافقنا وتبرعنا بالقلب والكبد والكليتين، وأسهمنا في إنقاذ ثلاثة أطفال مرضى في الإمارات والسعودية». واستفاد من أعضاء (فيفان) طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات، بكلية، وتمت الزراعة بمستشفى الجليلة في دبي، فيما استفادت طفلة أخرى، تبلغ من العمر 15 عاماً، من الكلية الأخرى والكبد، وتمت الزراعة في مستشفى كليفلاند في أبوظبي، فيما كانت الحالة الثالثة المستفيدة لطفلة من السعودية، تمت زراعة القلب لها.
(جنيفر)
«جينيفر سيمبولان، كانت تبلغ من العمر 49 عاماً، عندما عانت تمدد الأوعية الدموية بالمخ في يونيو الماضي، وكانت تعمل فني رسم قلب في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، وفي كامل لياقتها الصحية، لذلك كانت صدمة كاملة لنا»، هكذا وصفت الأمر شقيقتها، ساندي كروز.
وقالت (سندي): «(جينفر) لم تكن متزوجة، ولاحظت قبل الوفاة بثلاثة أيام ارتفاعاً في ضغط الدم، وفي اليوم التالي ذهبت إلى الطوارئ، بعد أن حدث ارتفاع كبير في ضغطها، وصل إلى 200 على 110، وأثناء وجودنا حدث انفجار في الأوعية الدموية المغذية للمخ، وتم إجراء عملية جراحية لها على الفور، إلا أن الأكسجين المغذي للمخ توقف، بسبب تأثر أحد الأوعية الدموية، ما تسبب لها في الوفاة الدماغية».
وأضافت أن «كل شيء حدث في يومين، حيث أصيبت بارتفاع ضغط الدم في الثامن من يونيو، وتم إعلان وفاتها دماغياً بعد إجراء كل الاختبارات التي تؤكد ذلك في 10 من يونيو، وتحدث معنا الفريق الطبي في مسألة التبرع بالأعضاء، فتواصلت مع أهلي في الفلبين، ورحّبوا، لكوننا نتوقع أنها كانت سترّحب بذلك، كما منحنا هذا شعوراً أيضاً بأن شقيقتي لاتزال على قيد الحياة، وتشارك آخرين حياتهم»، مشددة على أن التبرع بالأعضاء شيء سامٍ، لأنه يمنح الأمل للآخرين، ويتيح لعائلات أخرى فرصة في الحياة.
جستن أنثوني
إذا كان التبرع بالأعضاء قراراً يعكس أبهى صور التعايش الإنساني، فإن خبر العثور على متبرع مناسب بالأعضاء، وإن فرصة ثانية للحياة قد حانت، تمثل لمريض الفشل العضوي حياة جديدة. ويقول مريض تلقى زراعة رئة مزدوجة منذ ثلاثة أشهر في أبوظبي، جستن أنثوني (36 عاماً): «جميعنا يعلم أن التبرع بالأعضاء هدية للحياة، لقد أنعم الله علينا بهدية للحياة، فنحن نأتي إلى هذا العالم بلا شيء، ونغادر مع لا شيء سوى أن نكون قادرين على أن نساعد شخصاً آخر بهبة الحياة، وهي في الواقع معجزة، لذا أشجع أولئك الذين يمكنهم أن يتبرعوا بأعضائهم أن يقوموا بالتبرع، دعونا نتعاون، ونحدث فرقاً في حياة شخص آخر».
وأضاف: «خضعت لعملية زرع رئة مزدوجة في كليفلاند كلينك أبوظبي، في أغسطس، بعد أن وجد الأطباء متبرعاً مطابقاً تماماً، كانت أعظم هدية تمنح لإنسان، فقبل بضعة أشهر لم أكن قادراً على الحركة داخل الغرفة دون أن ألهث لالتقاط أنفاسي، وتفاقمت حالتي لدرجة أنني اضطررت لترك وظيفتي كمدرس رياضيات بمدرسة في العين، بسبب عدم مقدرتي على العمل».
وأضاف: «تم تشخيص حالتي بأنني مصاب بارتفاع ضغط الدم الرئوي مجهول السبب في عام 2013، ولولا المتبرع وإجراء عملية الزرع لكنت الآن ميتاً، ولا أعرف من تبرع برئتيه، أتمنى أن أتمكن من التواصل مع عائلته لأشكرها».
عبدالرحمن المرزوقي
دون أشقائه، ولد الطفل عبدالرحمن فهد المرزوقي بفشل كلوي، وتردد على قسم الغسيل الكلوي «أطفال» في مدينة الشيخ خليفة الطبية لمدة 12 عاماً، بمعدل أربع إلى خمس مرات أسبوعياً، إضافة إلى الآلام المبرحة التي كان يعانيها، وتؤثر في طريقة حياته ومستقبله وتعليمه، إلا أن كل ذلك تغير بعد أن أجرى عملية زراعة كلى أخيراً، من متطوع متوفى من الولايات المتحدة الأميركية، وتم إجراء العملية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، وتكللت بالنجاح، وأنهت معاناة الطفل بصورة كاملة.
وقالت والدة (عبدالرحمن): «قبل إجراء العملية تمت معالجة (عبدالرحمن) من مشكلات صحية أخرى، تمهيداً لتجهيزه لعملية الزرع، وبعد نجاح عملية الزراعة تحسنت حياة (عبدالرحمن) بصورة كبيرة، وأصبح يهتم بدراسته، ويداوم مع زملائه بشكل منتظم في المدرسة، ويمارس هواياته المفضلة».
وأشادت بالفريق الطبي في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الذي كثّف جهود البحث عن كلى لنجلها طوال هذه السنوات، مشيرة إلى أهمية زيادة الوعي بثقافة التبرع بالأعضاء، وحث أفراد المجتمع على المشاركة في البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء «حياة».
التبرع من أحياء
إذا كان التبرع بأعضاء متوفى قمة الإنسانية، فإن التبرع من حي لآخر يمثل قمة الشجاعة والتراحم، إلا أن القلق دائماً ما يكون هاجساً يسيطر على من تجرى لهم زارعة الكلى أو جزء من الكبد، عندما يكون التبرع من شخص حي، فجميع من تبرعوا لأقاربهم تلقوا تحذيراً من المتلقين من المضي قدماً في عملهم، رغم أنّ الهبة كانت تعني حياتهم، فالمرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة لا يستطيعون طلب التبرع بإحدى الكليتين أو جزء من الكبد من أي شخص.
(سارة) ووالدها
وتقول المواطنة، سارة جمعة الريسي، التي تبرعت بكليتها إلى والدها عام 2017: «كنت متحمسة، وأبي كان رافضاً أن أتبرع له، كان متخوفاً جداً على حياتي أكثر من خوفه على نفسه، ظناً منه أن تبرعي بكليتي قد يشكل خطراً على حياتي»، مشيرة إلى مرور خمس سنوات منذ إجراء العملية في مستشفى مدينة الشيخ خليفة الطبية، ولم تشعر بأي تغير في حياتها، وتمارس أنشطتها الاجتماعية والرياضية بانتظام.
وقالت: «بعد اطلاع وبحث، اخترت إجراء عملية نقل الكلى إلى والدي في مستشفى بالإمارات، بعد أن توصلت إلى أن الإمارات حاصلة على مراكز متقدمة عالمياً في مجال زراعة الأعضاء، ولديها فرق طبية ومنشآت صحية على أعلى مستوى»، لافتة إلى أنها خضعت لفحوص دقيقة على مدى ثلاثة أشهر قبل إجراء العملية، وفي تخصصات مختلفة، للتأكد من أهليتها التامة لإجراء التبرع، ما يعكس حرص المستشفى على الاهتمام بأدق تفاصيل الحالة.
وأضافت أن «الإنسان يمكنه أن يحيى بشكل طبيعي بكلية واحدة، لذلك لم يراودني شعور الخوف يوم العملية، وكنت متحمسة، لمنح والدي أملاً في حياة جديدة خالية من معاناة المرض، والآن والدي استعاد صحته وعافيته، وأشعر بفخر وسعادة لا حدود لها، لكوني كنت سبباً في منحه حياة جديدة خالية من الألم»، داعية أفراد المجتمع إلى المشاركة في برنامج «حياة»، والتسجيل كمتبرعين بالأعضاء والأنسجة، والإسهام في تحسين جودة حياة مرضى يعانون الفشل العضوي.
(ندى) وشقيقها
وتؤيدها في الرأي المواطنة ندى العماري، التي كانت رافضة تبرع شقيقها بكليته من أجل إنقاذ حياتها، خوفاً على حياته، مشيرة إلى أنها أصيبت بالسكري، في عمر الـ14، وسبب لها مضاعفات نتجت عنها إصابتها بفشل كلوي، وفي عام 2021 تبرع لها شقيقها بالكلى، وفي مايو من العام الجاري قامت بزرع البنكرياس من متبرع متوفى.
وشددت العماري على أهمية رفع الوعي المجتمعي بأهمية التبرع بالأعضاء، والإسهام في إنقاذ وتحسين حياة الآخرين، قائلة: «شقيقي لم يعطني مجرد عضو، بل منحني حياة جديدة، وأشعر بالامتنان الشديد له، وللمتبرع المتوفى وأسرته التي قدرت حياة الآخرين، ووافقت على التبرع بأعضائه لإنقاذي».
• التبرع بالأعضاء إجراء لا يستغرق 60 ثانية قد يغيّر حياة البعض نحو 60 عاماً.
• 114 عائلة من 20 جنسية مختلفة تبرعت بـ417 عضواً منذ انطلاق «حياة».
برنامج التبرع بالأعضاء
أكد رئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، الدكتور علي العبيدلي، أهمية التركيز على نشر ثقافة الوقاية بين أفراد المجتمع، وتمكينهم من إبداء الرغبة في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، باعتباره عملاً إنسانياً نبيلاً، يمنح الآخرين أملاً جديداً في الحياة، مشيراً إلى أن المتبرع الواحد يسهم في إنقاذ حياة ثمانية أشخاص.
وقال إن البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء في الدولة شهد نقلة نوعية، ونتائج مبهرة في زراعة القلب، والرئتين، والكبد، والبنكرياس، والكلى، وذلك بفضل توجيهات ودعم القيادة لتقديم أفضل الخدمات لأفراد المجتمع، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز ثقافة التسامح والتكافل المجتمعي، إضافة إلى الدعم اللامحدود من الجهات المعنية في القطاع الطبي والشركاء في الجهات المحلية، مشيراً إلى نجاح البرنامج منذ إطلاقه في تمكين 114 عائلة من 20 جنسية مختلفة من التبرع بـ417 عضواً، شملت القلب، والرئتين، والكبد، والبنكرياس، والأمعاء الدقيقة، والكلى، وتمت زراعتها لـ400 مريض فشل عضوي من 29 جنسية مختلفة، كما تم تفعيل تبادل زراعة الأعضاء مع مجموعة من دول المنطقة.
وأشار إلى أن «الإحصاءات العالمية تظهر أن عدد عمليات الزراعية لمن هم بحاجة إلى زراعة أعضاء للبقاء على قيد الحياة لا يتعدى 10%، لذا نحن بحاجة إلى المزيد من المبادرات لزيادة عدد التبرع بالأعضاء من خلال الاستثمار في بناء نماذج أنظمة متكاملة في القطاع الصحي، وتشجيع ثقافة التبرع لإنقاذ الأرواح».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news