أطباء يحذرون من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية
حذر أطباء من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية، لافتين إلى أنها تقلل فرص العلاج، وقد تؤدي إلى حدوث وفيات نتيجة مقاومة البكتيريا لها.
وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن وراء الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي المنتشرة حالياً، أسباباً فيروسية معروفة تصيب الأنف والحلق والجهاز التنفسي العلوي، وتزول من تلقاء ذاتها تدريجياً خلال أسبوع، دون الحاجة لاستعمال المضادات الحيوية.
وأفادوا بأن هناك حالات وفاة سجلت لبعض كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة في بعض الدول بعد إصابتهم بأمراض تنفسية بسيطة، لعدم قدرة البكتيريا النافعة في الجسم على مقاومة الأمراض الفيروسية بسبب الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية خلال السنوات الماضية من حياتهم.
وتفصيلاً، حذر رئيس جمعية الإمارات للأمراض المعدية، الدكتور أحمد الحمادي، من تكون بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية في الجسم، عند استعمالها في حالات مثل الرشح ونزلات البرد، التي تكون عادةً لأسباب فيروسية معروفة لا تحتاج إلى استعمال مضادات حيوية.
وأوضح أن الكثير من النزلات المعوية تكون بسبب فيروسات أو بكتيريا ولا تتطلب العلاج بالمضادات الحيوية.
وتابع أن الدولة وضعت لوائح لمنع صرف المضادات الحيوية من الصيدليات بدون وصفة طبية، مضيفاً أن «على المرضى استشارة الطبيب قبل تناول أي مضادات حيوية لتقييم الأعراض والحالة الطبية وتاريخ الحساسية ووظائف الكلى».
من جهته، أشار أخصائي طب الأسرة في مستشفى فقيه الجامعي، الدكتور عادل سجواني، إلى أن «الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية تنشأ عنه مقاومة الجسم لها، لأنها تقاوم البكتيريا فقط، ولكن الناس تستخدمها للأمراض الفيروسية».
وأوضح أنه «في حال أصيب شخص بالتهاب بكتيري واحتاج لمضاد حيوي فإن استخدام المضاد سيكون بلا جدوى».
وأضاف أن «أغلب من يصابون بحمى أو زكام يصابون بالتهابات فيروسية، ومنها فيروسات الانفلونزا A,B,E وكورونا، وهذه الحالات لا تستدعي استخدام المضاد الحيوي».
وشرح أنه إذا تناول شخص مضاداً حيوياً فإنه سيضعف جهاز المناعة لديه، وقد يضره ويعرضه لمضاعفات وآثار جانبية، منها التأثير في جهازه المناعي، وقتل البكتيريا النافعة في الجسم، ما يؤدي إلى مشاكل معوية ونشوء القولون العصبي والغازات.
وأوضح أن بعض الدراسات الطبية ربطت الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية بأمراض سرطانية. وحذر من استخدامها دون الرجوع إلى الطبيب.
وقال إن دور الطبيب حاسم في العلاج، لأنه يجري مسحة للأنف، أو مزرعة للبول، للتأكد من وجود الالتهاب البكتيري قبل صرف المضادات الحيوية.
وبدوره، أشار نائب رئيس جمعية الإمارات للأمراض الباطنية، الدكتور عمر الحمادي، إلى أن «المضادات الحيوية سلاح خاطئ يقتل البكتيريا النافعة، فتحل مكانها البكتيريا الضارة».
وأضاف أنه «إذا تعافى المريض بعد تناول مضاد حيوي يكون قد تعافى تلقائياً من الالتهابات الفيروسية. وحذر من مشاركة المضاد حيوي في المنزل، لأن أسباب الأمراض تختلف من شخص إلى آخر».
وقال إنه «يجب أن نحد من الاستخدام المفرط للمضادات من أجل الأجيال المقبلة، حيث إن عدد المضادات الحيوية المتوفر حالياً محدود ومعرض للانقراض، لأن كثرة استخدام المضادات دون داعٍ يزيد من فرص حصول مقاومة لدى البكتيريا وهذه المقاومة يمكن أن تمرر للأجيال والأنواع الأخرى من البكتيريا. وفي حال حدوثه ستكون الأدوية عديمة الفائدة في المستقبل».
وأوضح أنه بسبب مقاومة البكتيريا الضارة للمضادات قد تطول فترة حصول التعافي عند المريض وتزيد فرص حصول المضاعفات والوفيات، وأعداد الزيارات للمستشفيات، لذلك يجب على المريض عدم طلب المضاد الحيوي من الطبيب إلا إذا كتبه الطبيب.