الملل يؤرق متابعي «المونديال».. بعد صمت الملاعب
أكد أطباء مختصون في الصحة النفسية، أن ما يسمى بـ«اكتئاب ما بعد المناسبات الحماسية»، مثل بطولة كأس العالم، ما هو إلا وهم وأكذوبة يدحضها العلم، واستخفاف بمرض نفسي خطر أودى بحياة كثيرين، مشيرين إلى أن ما يشعر به مشجعو ومحبو المناسبات الحماسية لا يتجاوز كونه إحساساً عرضياً بالفراغ، ينتهي خلال شهر أو شهرين من انتهاء الحدث كحد أقصى.
وأوضح الأطباء أن نمط الحياة المملوء بالحماسة والتشويق، والتجمعات مع الأسرة والأصدقاء خلال تلك المناسبات، لنحو شهر، يصيب الحرمان المفاجئ منه بحالة من الحزن والفراغ الكبير، لكنها لا ترقى إلى وصفها بـ«الاكتئاب»، كما أنها لا تتطلب علاجاً نفسياً، وإنما إعادة شغل الفراغ بأنشطة مختلفة تطغى على هذا الشعور.
وقال أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة رأس الخيمة ومستشار الأمراض النفسية في مستشفى راك، الدكتور طلعت مطر، إن ما يصفه كثيرون بـ«اكتئاب ما بعد المونديال»، استخفاف واستهانة بمرض كبير، يودي بحياة نحو 15% من المصابين به حول العالم، ويعد من أكثر الأمراض التي تشكل عبئاً على الحكومات، لكون الفئة المصابة بالمرض غير قادرة على الإنتاج، كما يتطلب علاجها نفقات مرتفعة جداً.
وأكد وجود فارق كبير بين الاكتئاب والإحساس بالفراغ، الذي يحدث بسبب الاعتياد على نمط حياة معين لمدة ليست قليلة، والحرمان منها ليعود الإنسان إلى سابق عهده، لافتاً إلى أن هذه الحالة لا تصيب إلا من لديهم مساحات كبيرة من الفراغ، سواء قبل المونديال أو بعده.
وقال استشاري الطب النفسي، الدكتور محمد حسن فرج الله، إن عبارة «اكتئاب ما بعد المونديال» وصف غير مهني راج أخيراً عبر مواقع وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي، كتعبير عن حالة الفراغ التي يشعر بها غالبية مشجعي كرة القدم ومحبيها.
وأفاد استشاري الطب النفسي المدير الطبي لمستشفى الأمل للصحة النفسية، الدكتور محمد عبدالمقصود، بأن الوصف الطبي الدقيق لحالة ما بعد المونديال هو أنها إحساس نفسي بالفراغ، وهو حالة عرضية تستمر لفترة بسيطة من الزمن، ثم تنتهي، ولا تتطلب مراجعة عيادات الطب النفسي على الإطلاق.
وأكد أن عودة هذه الفئة من المشجعين ومتابعي كرة القدم لحالتهم الطبيعية تستغرق ما بين شهر إلى شهرين على الأكثر، بعد مرور حالتهم النفسية من حالة الانسحاب التدريجي للأحاسيس التي تعودوها على مدار شهر كامل، مشدداً على ضرورة إعادة جدولة نمط حياتهم بالعودة للأنشطة الاجتماعية والرياضية بشكل مستمر.
وشدد عبدالمقصود على ضرورة ملء الفراغ الذي يشعر به كثير من عاشقي ومشجعي كرة القدم بعد انتهاء مونديال كأس العالم، ببرامج ترفيهية وأنشطة رياضية، تعوض هذا الحرمان المفاجئ من حالة السعادة والنشوة والتشويق التي كانت تسببها المباريات.