تأخر سن الزواج والضغوط النفسية.. أبرز مسببات تراجع الخصوبة بالدولة
كشف مركز دبي للإخصاب أن تأخر سن الزواج، وتأخير قرار الإنجاب، والسمنة، والضغوط النفسية والمجتمعية؛ من أبرز أسباب تراجع معدلات الخصوبة لدى النساء والرجال بشكل عام في الدولة، فيما تشير الإحصاءات إلى أن نحو 30% من المرضى في دبي لديهم عقم غير مبرر.
وأوضحت مدير المركز هناء طحوارة لـ«الإمارات اليوم»، أن هناك عوامل صحية واجتماعية وراء تراجع نسبة المواليد والحمل بالطرق الطبيعية، مشيرة إلى أن العوامل الصحية تتمثل في فشل الإباضة لدى النساء، وهي حالة عدم إمكانية خروج البويضة من المبيض، حيث لا توجد إباضة لنسبة من النساء المصابات بانخفاض احتياطي المبيض أو قصور المبيض الأولي مع فشل محاولات الزرع، ومرض تكيس المبايض، واضطرابات الغدد الصماء، والسمنة، والشيخوخة، وعدم انتظام الدورة الشهرية أو قلة الطمث (فترات نادرة)، والأورام الليفية، وغيرها من العوامل الصحية، مثل بطانة الرحم، ومشكلات الأنابيب وانسدادها، ومشكلات المبيض، والأورام الحميدة والأورام الليفية الرحمية، وتندب جراحة الرحم السابقة، ومرض التهاب الحوض، إلى جانب اضطرابات المناعة الذاتية التي تؤثر على مستوى الخصوبة لدى المرأة، وانسداد الأنابيب التي تحمل الحيوانات المنوية، ومشكلات الخصية، ومشكلات الغدة النخامية أو ما تحت المهاد، ودوالي الخصية، واضطرابات القذف.
وذكرت أن الإحصاءات تفيد بوجود مرضى بنسبة 20 - 30% لديهم عقم غير مبرر يؤثر على حدوث الحمل بالشكل الطبيعي، ما يتطلب التدخل من خلال تقنيات المساعدة على الإنجاب لهذه النسبة، إلى جانب وجود عوامل مشتركة تؤثر على مستوى الخصوبة لدى الزوجين، منها المشكلات التي يسببها التدخين، والكحول، وعوامل السمنة وزيادة الوزن، والتاريخ السابق للعلاج الكيميائي، إلى جانب أوجه القصور الوراثية في الجنين التي قد تفشل محاولات الزرع، وبالتالي عدم حدوث حمل وإنجاب.
وفي ما يتعلق بالعوامل المجتمعية التي تسبب تراجع نسب الخصوبة أوضحت طحوارة أنها تتمثل في تأخر سن الزواج، ومدى تأثيره على نسبة الخصوبة لدى المرأة، وفي ما يخص نوعية جودة البويضات وكمياتها كلما تم التقدم في العمر يؤثر ذلك على نسبة الخصوبة، وتأخر الزوجين في اتخاذ قرار إنجاب الأطفال في الأعمار المناسبة للإنجاب إلى حين التقدم إلى مرحلة عمرية تقل فيها فرص نسب نجاح الحمل بالشكل الطبيعي، والضغوط النفسية والعوامل الطبيعية، والتلوث البيئي الذي أثر بشكل ملحوظ على نسبة الخصوبة لدى الذكور، حيث تفيد الدراسات الحديثة إلى أن نسبة تراجع الخصوبة بسبب التلوث بلغت نحو 35% على مدى الـ15 سنة الماضية، إلى جانب عوامل عدة ترتبط بعمل الزوجين وعدم التقائهم فترات طويلة، ما يؤثر على نسبة الخصوبة.
من جهته أوضح استشاري طب النساء والإخصاب رئيس الشؤون الطبية في مركز دبي للإخصاب الدكتور محمد القليوبي، أنه حالياً يصعب تحديد نسبة الخصوبة لدى النساء بالدولة بدقة، لعدم توافر البيانات العامة والشاملة واللازمة لدراسة النسبة بشكل دقيق، بينما من خلال الرجوع للبيانات المرتبطة بنسبة الإحصاءات المسجلة لدينا في مركز دبي للإخصاب، وبالنظر لما يحدث عالمياً، تثبت البيانات وجود زيادة وطلب على خدمات المساعدة الطبية على الإنجاب، والتي تشير إلى زيادة الأمراض والعوامل المؤدية إلى انخفاض الخصوبة لدى الجنسين.
ولفت إلى أنه بموجب بيانات المركز لآخر أربع سنوات، تم تسجيل 9105 حالات، منها 6688 حالة بنسبة 73% لمتعاملين من دولة الإمارات.
وعن أبرز التقنيات المبتكرة في مجال الإخصاب بالدولة، أوضح القليوبي أن أبرزها يتمثل في: عمليات أطفال الأنابيب، عمليات الحقن المجهري، سحب البويضات وترجيع الأجنة، التلقيح الاصطناعي، سحب الحيوانات المنوية من الخصية، تحفيز التبويض، تنظير البطن والرحم، خدمات الفحص بالموجات فوق الصوتية، خدمات تجميد العينات البشرية (حيوانات منوية، بويضات وأجنة)، خدمات الاستشارة والفحص للأمراض الجينية والكروموسومية، تقديم خدمات جديدة بما يتماشى مع تطبيق قانون الإخصاب الجديد شملت: تجميد الأجنة، نقل الأجنة من خارج الدولة، تمديد مدة حفظ وتجميد العينات البشرية، تجميد البويضات لغير المتزوجات.
• السمنة وزيادة الوزن والتاريخ السابق للعلاج؛ تُفشل محاولات حدوث حمل وإنجاب.
• تأخر الزوجين في اتخاذ قرار الإنجاب في الأعمار المناسبة للإنجاب يقلل فرص نجاح الحمل الطبيعي.
• %30 من المرضى لديهم عُقم غير مبرر.
«دبي للإخصاب»: خدمات جديدة للمساعدة على الإنجاب قريباً
ذكرت مدير مركز دبي للإخصاب هناء طحوارة، أن المركز يتجه إلى إدخال خدمات جديدة للمساعدة الطبية على الإنجاب قريباً، تشمل حفظ أنسجة المبيض، وإنضاج البويضات في المختبر، والخزعة المجهرية للخصية مع التصوير المقطعي لأمراض الذكور، واستحداث قسم للأبحاث الطبية في مجال الإخصاب وعوامل تأخر الخصوبة، إضافة إلى عيادة المسالك البولية لتوفير الخدمات المتعلقة بالعقم لدى الذكور، بما في ذلك استشارة العيادة والتدخل الجراحي.