النساء أكثر عرضة لـ «اكتئاب الصيف»
أكدت هيئة الصحة في دبي أن هناك كثيراً من الناس ينظرون إلى فصل الصيف كفرصة للراحة والإجازات والاستمتاع بأجوائه وفعالياته المختلفة، إلا أن هناك فئة من الناس لا تجد هذه المتعة خلال الصيف، لاسيما وأن الأيام الحارة الطويلة والتغييرات التي تطرأ على هذا الفصل تجعلهم مرضى.
وذكر طبيبان مختصان أن ازدياد حالات الملل وتغير المزاج، قد يصل إلى الاكتئاب خلال الصيف، ويزيد معدل مراجعي العيادات النفسية لطلب النصيحة الطبية.
وتفصيلاً، قالت الهيئة إن الاضطرابات العاطفية الموسمية من أكثر المشكلات الصحية التي قد يتعرض لها البعض نتيجة اختلاف المواسم، وهو نوع من الاكتئاب يحدث خلال مواسم معينة من العام، خصوصاً في موسمي الصيف والشتاء، لافتة إلى عوامل مناخية وحياتية مرتبطة بفصل الصيف تسبب هذا النوع من الاكتئاب، منها ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، وهي تسبب بعض التغيرات البيولوجية التي تؤثر في كيميائية الدماغ، كما تسبب الشعور بالانزعاج والرغبة في البقاء في المنزل، هروباً من الحر الشديد، حيث يمكن تشغيل التكييف، ما قد يسبب الشعور بالعزلة والكسل وعدم الرغبة في القيام بأي نشاط.
ومن العوامل أيضاً تغير روتين الحياة اليومية، والشعور بالانزعاج من الحر الشديد.
وبحسب الهيئة، تتمثل أعراض اكتئاب الصيف في اضطراب النوم، وفقدان الشهية، وفقدان الوزن، والشعور بالضيق أو القلق، فيما ترتكز عوامل الخطر على التاريخ الشخصي للإصابة بالاكتئاب، والتاريخ العائلي، والجنس؛ فالنساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال، والنطاق الجغرافي، بحيث تكون أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين يعيشون أقصى شمال أو جنوب خط الاستواء.
من جانبه، قال أستاذ الطب النفسي بكلية الطب في جامعة رأس الخيمة، استشاري الطب النفسي في مستشفى راك، الدكتور طلعت مطر، إن الاكتئاب مرض طبي، لكن لا يمكن تسمية الملل بالاكتئاب، «فالإنسان يشعر بالملل في فصل الصيف بسبب المكوث داخل المنزل طويلاً نتيجة ارتفاع درجة الحرارة».
وأضاف: «هناك أسباب رئيسة تؤدي إلى تزايد ملل الصيف أو تراجع المزاج، تتمثل في جفاف الحياة الاجتماعية؛ فالصيف يدفعك للمكوث في المنزل بعيداً عن الأهل والأصدقاء، وثانياً عدم وجود عمل في الصيف، وثالثاً إحساس الشخص بأنه يرغب في عمل شيء ما وليس لديه القدرة على ذلك، ورابعاً ارتفاع درجة الحرارة طوال الوقت، وهذه كلها عوامل تؤدي إلى تراجع المزاج العام».
وقال أخصائي الطب النفسي، الدكتور أجاي كومار، إن الاضطراب العاطفي الموسمي هو نوع من الاكتئاب ينجم عن تغير في المواسم، إذ يصاب بعض الأشخاص بـ«اكتئاب الصيف»، في أواخر الربيع أو أوائل الصيف وينتهي في الخريف.
وأضاف: «يؤثر الاضطراب العاطفي الموسمي في النساء أكثر من الرجال، على الرغم من أن الباحثين غير متأكدين من السبب».
وتابع: «قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب القلق الاجتماعي الصيفي الهياج والأرق، والقلق، وقلة الشهية وفقدان الوزن، ونوبات من السلوك العنيف، واضطرابات النوم، فيما قد يتم التشخيص باضطراب القلق الاجتماعي إذا كان لدى الشخص أعراض الاكتئاب الشديد، ونوبات الاكتئاب التي تحدث خلال مواسم معينة لمدة عامين متتاليين على الأقل».
ولفت أجاي إلى أنه إذا لاحظ الشخص تغيرات في أنماط نومه وحالته المزاجية وسلوكه في أواخر الربيع والصيف، فقد يواجه اضطراباً عاطفياً موسمياً يبدأ في الصيف، مشيراً إلى أنه من الممكن أن تؤدي المستويات المتزايدة من ضوء الشمس خلال الصيف إلى الأرق وتغيرات في المزاج أو السلوك.
وأشار إلى أن هناك أنواعاً عدة للعلاج أولها بالأدوية، وكذلك العلاج النفسي، والتعرض المحدود للضوء، لكن مع بداية فصل الصيف يمكن التغاضي عن هذا النوع من العلاج واستبداله بالبحث عن غرفة مظلمة والحد من التعرض لأشعة الشمس المباشرة، وجعل الغرفة باردة قدر الإمكان، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والبحث عن معالج في نهاية الربيع للعمل معه، واتخاذ خطوات للتحكم في التوتر مثل التأمل أو اليوغا.