إصابة محتملة بعد الخروج من البحر أو حمام السباحة

أطباء يحذّرون من تعرض الأطفال لـ «الغرق الجاف»

صورة

حذر أطباء من تعرض الأطفال لما يعرف بـ«الغرق الجاف»، مشيرين إلى إصابة محتملة الحدوث بعد النجاة من حادث غرق، والخروج من البحر أو حمام السباحة.

ولا ينتج الغرق عن وصول الماء إلى الرئتين، في هذه الحال، بل عن تشنج الشعب الهوائية للطفل، الذي يجعل التنفس صعباً.

وشددوا على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية لحماية الطفل من هذا الخطر، مع تزايد التردد على الشواطئ وأحواض السباحة خلال موسم الإجازات وفصل الصيف.

وقال استشاري طب الأسرة، رئيس جمعية الإمارات للصحة العامة، الدكتور سيف درويش، إن «الغرق الجاف» حالة يتعرض فيها الشخص للوفاة بعد 24 ساعة أو أكثر على ابتلاعه أو استنشاقه المياه في حال تعرضه للغرق، من دون أي علامات «حادة»، تُظهر أنه يعاني مشاكل خطيرة في الجهاز التنفسي.

وأكد ضرورة مراقبة الأطفال عن كثب عندما يكونون في الماء، والسماح بالسباحة فقط في المناطق التي يوجد فيها رجال إنقاذ، وعدم ترك الطفل يسبح بمفرده، حتى لو كان حوض السباحة موجوداً في المنزل.

من جهته، قال المدير الطبي وأخصائي طب العائلة في مستشفى التداوي في دبي، الدكتور ماجد شراب، إن حالات الغرق الجاف تتزايد لدى الأطفال خلال الصيف عادة بسبب كثرة الذهاب للمسابح والشواطئ، مشدداً على ضرورة اتباع الآباء والأمهات إجراءات محددة لوقاية أبنائهم من الغرق، أبرزها المراقبة عن كثب سواء في البحر أو حمامات السباحة، وتعليمهم السباحة منذ الصغر، والتأكد من ارتداء سترات نجاة ذات نوعية جيدة، وعدم تركهم يسبحون بمفردهم.

ولفت إلى أن «الغرق الجاف يحدث بسبب تعرض الطفل لدخول كميات مياه عن طريق الأنف والفم أثناء تعرضه للغرق، الأمر الذي يدفع الجسم إلى إحداث رد فعل يتمثل في انكماش عضلات القصبات الهوائية، وهو ما يقلل دخول الأكسجين، ويتسبب تالياً في حدوث الغرق الجاف»، مشدداً على ضرورة الإسراع في إجراء الإسعافات الأولية لإنقاذ الطفل من المختصين، ومحذراً من التدخل الخاطئ الذي يمكن أن يتسبب في حدوث مشاكل.

وقال أخصائي في الإسعافات الأولية وطب الطوارئ، فضل عدم ذكر اسمه، إن «الغرق الجاف يحدث للأطفال عادة خلال أول ساعة أو ساعتين من إنقاذهم من الغرق».

وشرح أنه «حينما يغرق الطفل تقوم الرئة في الدقائق الأولى بإغلاق الحبال الصوتية لمنع دخول الماء إلى الرئتين، ما يؤدي إلى حدوث أعراض واضحة للطفل بعد إنقاذه، منها ازرقاق الأطراف وصعوبة التنفس والكحة المستمرة، والرغبة في النوم».

وقال إن هناك أيضاً ما يسمى بـ«الغرق الثانوي»، الذي يحدث لاحقاً، خلال 24 إلى 48 ساعة، بسبب وجود سوائل في الرئة، إثر تعرض الطفل للغرق.

ونصح في حال تعرض الطفل لحادث غرق، وإنقاذه؛ باصطحابه إلى المستشفى للتأكد من عدم وجود أي سوائل داخل الرئة، وعدم إهمال الأمر، لأن الغرق الجاف أو الغرق الثانوي يعتبر مثل «القاتل الصامت»، لا يدري الأهل متى يحدث.

كما يجب مراقبة الأطفال جيداً أثناء السباحة وإلباسهم بالونات سباحة تمنعهم من الغرق.

وتابع: «لا يجب محاولة مساعدة الغريق بدون إلمام بمهارات الإنقاذ الصحيحة، فقد يتعرض المنقذ للغرق في حال الاقتراب من الغريق ومحاولة مساعدته».

وقال إن الحل الأمثل في هذه الحالة، هو الاتصال بالطوارئ لطلب المساعدة.

أما في حال قرر شخص ما مساعدة الغريق فلا يجب الاقتراب منه من الأمام، لأنه سيتعلق به ويجذبه للأسفل وقد يغرق معه، بل عليه الاقتراب بجسمه من خلف الغريق، واستخدام إحدى اليدين والرقبة من الأمام لقلب وجهه بحيث يكون الفم والأنف أعلى من سطح الماء، واستخدام اليد الثانية للسباحة مع تحريك الرجلين لدفع الماء والوصول للبر.

تويتر