خضعا لبرامج علاجية متقدمة في «الوطني للتأهيل»

شابان يتعافيان من الإدمان.. بعد 21 و16 سنة من التعاطي

المركز الوطني للتأهيل بأبوظبي يقدّم خدمات العلاج وإعادة التأهيل وتعزيز الوعي بشأن مرض الإدمان لأفراد المجتمع. الإمارات اليوم

نجح مريضان سابقان في التعافي من الإدمان، بعد فترة تعاطٍ استمرت مع الأول 16 سنة، ومع الثاني 21 سنة، إذ تخلصا من هذه الآفة، من خلال الخضوع لبرامج علاجية وتأهيلية متقدمة في المركز الوطني للتأهيل بأبوظبي، وأصبحا مرشدي تعافٍ يساعدان المرضى الآخرين على العلاج.

وقال (ر.م – 44 سنة) إنه بدأ طريق الإدمان، وهو في الـ20، متأثراً ببعض رفاقه، لافتاً إلى أن هناك عوامل ساعدت على وقوعه في براثن الإدمان.

وأضاف أنه بدأ الإدمان معتقداً بأنه وسيلة هروب من ضغوط الحياة، لكن الأمر لم يكن كما اعتقد، إلى أن قرر الالتحاق بالمركز الوطني للتأهيل، الذي ساعده على التعافي، حيث خضع لبرامج مكثفة من العلاج والتأهيل، ساعدته على التوقف التام عن تعاطي المخدرات منذ ثلاث سنوات تقريباً، وأصبح مرشد تعافٍ يساعد الآخرين من المرضى على الاستمرار في العلاج.

من جانبه، قال (م.س - 36 سنة)، إن الفضول وحب التجربة والصحبة السيئة، كانت العوامل التي أسهمت في دخوله إلى طريق الإدمان، وهو في عمر الـ14 سنة، واستمر فيه لمدة 16 سنة، لافتاً إلى أنه تعافى منذ ست سنوات تقريباً.

وأكد أنه طلب العلاج طواعية، عندما شعر بأنه يرغب في الخروج من هذه الدوامة، والتخلص مما أصابه من آثار نفسية وجسدية بسبب الإدمان، فضلاً عما أصاب أسرته من جراء هذا المرض.

وأكد المتعافيان، أهمية تعزيز الوازع الديني لدى الأبناء، والتوعية بمخاطر المخدرات، وقالا إن استقرار الأسرة والتنشئة السليمة يعودان بالاستقرار النفسي على الأبناء، ويحميانهم من الوقوع في براثن المخدرات.

وأكدا أيضاً ضرورة الاهتمام بالأبناء، وتقوية شخصياتهم، وتعليمهم أن يقولوا «لا» لكل ما يدمر الصحة، أو يؤذي الجسد، أو يجرهم إلى طريق المخدرات.

كما طالبا الآباء بمصاحبة الأبناء، ومشاركتهم اهتماماتهم ومساعدتهم على ملء أوقات فراغهم بالأنشطة الرياضية والمجتمعية، وتربيتهم على التعامل مع العالم الخارجي.

وقالا إن الخوف الشديد على الأبناء يضرّهم أكثر مما ينفعهم، لافتين إلى ضرورة إكسابهم الثقة بقدراتهم وتعليمهم الاعتماد على أنفسهم في حياتهم.

وشرحا أنهما حصلا على الرعاية والعلاج في المركز، حيث خضعا لبرامج متقدمة أسهمت في شفائهما من المرض.

من جانبه، أكد المركز، الذي تم إطلاقه عام 2002، حرصه على تقديم خدمات العلاج وإعادة التأهيل وتعزيز الوعي بشأن مرض الإدمان لأفراد المجتمع من المواطنين وغير المواطنين في الدولة.

ويستخدم المركز أحدث الوسائل العلاجية والوقائية من خلال التعاون والتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في مجال علاج الإدمان، لاستحداث أنظمة جديدة لعلاج ووقاية المرضى ومتابعة تأهيلهم بعد الشفاء، لإعادة إدماجهم في المجتمع وتأمين الرعاية المناسبة لهم.

وأكد مختصون في المركز أن الإدمان مرض مزمن انتكاسي يصيب الدماغ، وله تأثيرات ومضاعفات على النفس والسلوك الشخصي والاجتماعي.

وتتفاوت أعراض الإدمان بحسب نوع المؤثر العقلي وشدة الإدمان. ومنها، على سبيل المثال لا الحصر، اضطراب الكلام وكثرة النسيان وضعف التركيز والانفعال الشديد، إضافة إلى فقدان الوزن والأرق وإهمال المظهر العام والنظافة الشخصية، ومن التغييرات السلوكية المرتبطة بالإدمان الكذب والمراوغة وتغيير الأصدقاء وإهدار الأموال والاقتراض أو السرقة، إضافة إلى الإجهاد المستمر والانقطاع عن العمل وعدم المصارحة والتكتم على المشكلة.

ويطبق المركز برامج علاجية مختلفة باختلاف حالة المريض وشدة الإدمان والمضاعفات المصاحبة، بحيث يجب تغطية النواحي المرضية الجسدية والنفسية والسلوكية والاجتماعية مع تنمية المهارات الحياتية للمريض.

ويحتاج المريض لدورات علاجية عدة، ومتابعة مستمرة، لضمان النجاح، ولابد من إتمام المدة الموصوفة للعلاج، التي تختلف حسب حالة كل مريض، واحتياجاته، والالتزام بالخطة العلاجية لضمان الفاعلية، وإعطاء أفضل النتائج والتعافي على المدى البعيد.

وتشمل البرامج العلاجية حزمة من البرامج والأنشطة أهمها: العلاج الطبي والدوائي والعلاج النفسي والسلوكي والخدمات الاجتماعية وبرنامج «الماتريكس» وتلافي الانتكاس، إضافة إلى برنامج التثقيف الصحي ومجموعات الدعم والإرشاد وبرامج أخرى: دينية وثقافية وفنية ورياضية.

تويتر