باحثون من الإمارات استخدموا «التعلم الآلي» للتنبؤ بالمرض
57 مؤشراً حيوياً للسيطرة الذاتية على «الربو»
تمكن باحثون من جامعة خليفة والجامعة الأميركية في الشارقة من تحديد 57 مؤشراً حيوياً للربو باستخدام تقنيات التعلم الآلي المتقدمة، ليتمكن كل مريض من إدارة حالته المرضية ذاتياً، حيث حددت تلك التقينات الكائنات الحية الدقيقة في الجهاز التنفسي لدى مرضى الربو مقارنة بالأشخاص الأصحاء، واستكشاف إمكانية استخدام مجهريات البقعة كمؤشر حيوي لتشخيص الربو والتنبؤ به.
وتفصيلاً، كشف بحث الدكتور المساعد في علم الأحياء الجزيئي وعلم الوراثة في جامعة خليفة، الدكتور محمد البطاينة، بالتعاون مع ريم سلمان وأيمن الزعاترة، من الجامعة الأميركية في الشارقة، عن 57 علامة ميكروبية يمكن استخدامها لتوصيف الاختلافات الملحوظة في تكوين مجهريات البقعة بين المصابين بالربو وأولئك الذين لا يعانون منه، ونُشرت نتائج دراستهم في مجلة البيانات الضخمة، وهي واحدة من أفضل المجلات الأكاديمية للأبحاث. ويأمل فريق البحث أن يؤدي اكتشافهم لمجهريات البقعة الخاصة بالجهاز التنفسي والمرتبطة بالربو في عصر الطب الدقيق إلى تطبيقات قيّمة للسيطرة ذاتياً على الربو. وقال البطاينة: «دراسات عدة كشفت عن ارتباط الاختلافات في التجمعات الميكروبية في المسالك الهوائية التنفسية بتشخيص الربو، وأظهرت أن استخدام المضادات الحيوية في مرحلة مبكرة من الحياة يرتبط بتطور الربو في مرحلة الطفولة، في حين أظهرت دراسات أخرى أن الأشخاص الذين نشأوا في بيئة ذات تنوع حيوي لديهم فرصة أقل بكثير للإصابة بالربو».
وأضاف: «طبق فريق البحث تقنيات التعلم الآلي المتقدمة على مجموعة بيانات مكونة من 5853 وحدة تصنيفية تشغيلية من الفئات الميكروبية لـ40 مريضاً، لتحديد مجموعة من الوحدات التصنيفية التشغيلية الأكثر صلة، ونجح الفريق في تحديد 57 علامة حيوية ميكروبية تتعلق بالتشخيص والاستراتيجيات العلاجية».
وكشفت الدراسة عن الأنواع البكتيرية التنفسية الرئيسة المرتبطة بمرضى الربو، وقدمت رؤى جديدة حول دورها في التسبب فيه، كما لاحظ فريق البحث وجود اختلافات في الوفرة الميكروبية مع اختلاف الفئات العمرية، إذ أظهر مرضى الربو من الأطفال وفرة كبيرة في البكتيريا البروتينية، في حين كانت الشعب البكتيرية البروتينية الأخرى بارزة بين مرضى الربو البالغين، ما يساعد على التشخيص، بالإضافة إلى أن النتائج المجهرية الخاصة بالجهاز التنفسي أظهرت تنوعاً في الكائنات الحية الدقيقة في العينات الصحية مقارنة بمرضى الربو.
جدير بالذكر أن الربو يُعد من الأمراض غير السارية الرئيسة يصيب كلاً من الأطفال والبالغين على حد سواء، وهو أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال، ويؤدي التهاب وضيق المسالك الهوائية الصغيرة في الرئتين إلى ظهور أعراض الربو التي قد تأتي في صورة مزيج من أي من السعال والأزيز، وضيق التنفس وضيق الصدر.
ويؤثر مرض الربو على أكثر من 358 مليون شخص على مستوى العالم، كما أن مسبباته تشمل نطاقاً واسعاً، مثل الغبار وحبوب لقاح الأشجار وحتى الطقس وممارسة الرياضة، ويمكن أن تتصاعد أعراضه من مجرد السعال إلى النوبات المميتة.
• دراسات عدة كشفت أن استخدام المضادات الحيوية في مرحلة مبكرة من الحياة يرتبط بتطور الربو في مرحلة الطفولة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news