أكدوا ضرورة الأخذ بأسباب الوقاية ومراجعة المختصين

أطباء: تجاهل الفحص المبكر والتشخيص الخطأ سببان رئيسان لتشوهات العظام

صورة

حذر أطباء مختصون من تجاهل فحوص ما قبل الزواج والفحص الدوري الدقيق للأجنة، وقايةً من الإصابة بتشوهات العظام، التي يمكن تلافي أغلبها قبل حدوثها وتفاقمها.

وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم»، أنه يجب على أفراد المجتمع كافة، الانتباه مبكراً إلى أسباب الإصابة بالمرض، والأخذ بسبل الوقاية منه، سواء بفحوص ما قبل الزواج، أو من خلال المتابعة والفحص الدوري للأجنة والأطفال الصغار، مؤكدين أن كشف وعلاج المرض من البداية يسهمان في القضاء عليه نهائياً.

وقال استشاري جراحة العظام والمفاصل في مستشفى تداوي بدبي، الدكتور عبدالهادي العمودي: «إن الكثير من المرضى يعانون تشوهات في العظام إما لأسباب خلقية، وإما لأسباب ناتجة عن إصابات أو خلل في توازن القوى العضلية، قد تتسبب في إعاقات حركية أو آلام تؤثر في صاحبها، في الحياة اليومية، وقد تسبب أيضاً مشكلات في المفاصل على المدى البعيد في حال لم تتم معالجتها مبكراً».

وتابع: «من أبرز أسباب تشوهات العظام، العيوب الخلقية مثل خلع الورك الخلقي، وانحراف الأطراف السفلية أو العلوية، وتشوهات الأقدام، كالقدم الحنفاء أو القدم المخلبية أو المسطحة»، إضافة إلى مشكلات تقوس الساقين عند الكبار والصغار، خصوصاً لدى الأطفال، مؤكداً أن التدخل الجراحي المبكر، أفضل من الانتظار إلى سن البلوغ، لتجنب إجراء جراحات كبرى.

وأضاف: «من أسباب بعض التشوهات أيضاً، التعرض للإصابات والكسور أو حدوث خلل في توازن القوى العضلية»، مشيراً إلى أن هناك إلى الآن، بكل أسف، من يعالج التشوهات عن طريق الأحذية الطبية أو الجبائر بشكل واسع، الأمر الذي يعد من الأخطاء الشائعة، إذ إنه يتم استخدام الأحذية أو الجبائر في حالات محدودة، كما أن الكشف المبكر، يجنب المريض الكثير من العناء المالي والجراحات الكبرى.

وتابع أن الكثير من حديثي الولادة، والأطفال الذين لديهم نقص في الأكسجين أثناء الولادة أو بعدها لأسباب كثيرة، يعانون مشكلات حركية وظيفية، بسبب الجهاز العصبي المركزي، مؤكداً أن من الضروري تثقيف الأسرة حول كيفية علاج مثل هذه الحالات، ومن ثم البحث عن الفريق الطبي المختص، والذي يجب أن يتضمن طبيب جراحة أطفال، وطبيب أعصاب أطفال، إلى جانب مختص في التأهيل، وأخصائي جبائر، ويجب الحرص على المتابعة الدورية، والتواصل المبكر، والبحث عن الطبيب المختص ذي الخبرة في هذا المجال.

بدوره، أكد رئيس قسم العظام والكسور استشاري جراحة العظام والكسور وتبديل المفاصل بمستشفى راشد في دبي، الدكتور بلال اليافاوي، أن تشوهات العظام من أكثر الأمراض شيوعاً بين الأطفال في المنطقة العربية، بسبب انتشار زواج الأقارب، الذي يعد المتسبب الأول في انتشار الكثير من أمراض العيوب الخلقية، كما أن هذه التشوهات قد تحدث نتيجة ممارسات خطأ، كتعرض المرأة للأشعة السينية في الفترات الأولى من الحمل، أو نتيجة تناول الحامل الأدوية بشكل خطأ، في حين يصاب بها الكبار لأسباب أخرى، فقد تحدث نتيجة لمضاعفات الحوادث وكسور المفاصل.

من جانبه، أوضح استشاري جراحة العظام والمفاصل الدكتور أحمد عيسى، أنه يمكن الوقاية بشكل كبير من الإصابة بتشوهات العظام الخلقية، من خلال الاهتمام بالفحوص اللازمة قبل الزواج وأثناء الحمل وبعد الولادة، وحتى بداية المشي للأطفال، كذلك التشوهات المكتسبة، يمكن كشفها بمجرد الملاحظة من خلال مراجعة الطبيب المختص، والبدء في أخذ العلاج اللازم.

ولفت إلى أن العلاج يختلف على حسب درجة التشوه ونسبته، مشيراً إلى أن معظم التشوهات صعبة العلاج، وتتطلب تدخلاً طبياً في التخصصات كافة، لتحقيق النتيجة المرجوة، لافتاً إلى أن أكثر التشوهات شيوعاً، هي خلع الورك الولادي، ومعظمها يمكن علاجه جذرياً في حال الكشف والتدخل المبكر.

تويتر