نقطة تحوّل مهمة في العلاجات الخلوية بالشرق الأوسط
الخلايا المعدّلة تعالج «ستينية» في أبوظبي من مرض «الذئبة»
نجح مركز أبوظبي للخلايا الجذعية في علاج مريضة ستينية تعاني مرض الذئبة، باستخدام الخلايا المناعية المعدلة وراثياً، المعروفة بـ«CAR-T»، الأمر الذي يمثل تقدماً كبيراً في العلاجات المبتكرة للأمراض المناعية.
ويُعد الإجراء الطبي الجديد نقطة تحوّل مهمة في مجال العلاجات الخلوية بالشرق الأوسط، ما يمنح أملاً جديداً للمرضى المصابين بـ«الذئبة»، وهو مرض مناعي ذاتي مزمن وطويل الأمد، ويتسبب في مهاجمة جهاز المناعة للأنسجة السليمة، وينتج عنه حدوث الالتهاب والألم، ويؤثر في الجلد والمفاصل والأعضاء الرئيسة في الجسم، مثل الرئتين والقلب والكلى والجلد، إضافة إلى اضطرابات في تعداد خلايا الدم، وألم المفاصل، وصعوبة التنفس، ويؤثر بشكل سلبي وكبير في نوعية حياة المرضى، ويبلغ معدل انتشاره العالمي 43.7 لكل 100 ألف شخص، ويعتبر شائعاً بشكل ملحوظ في منطقة الشرق الأوسط.
ويُذكر أنه تم تشخيص المريضة منذ أكثر من 10 سنوات، وخضعت للعديد من العلاجات، واعتمدت على تناول أدوية يومية سببت لها آثاراً جانبية كبيرة.
وعلى الرغم من العلاجات، تدهورت حالتها مع استمرار زيادة النوبات المرضية التي استدعت دخولها المستشفى للرعاية المركزة في كثير من الأحيان، بسبب الانخفاض الحاد في عدد خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية لديها.
وأصبح علاج الخلايا المناعية المعدلة (CAR-T) الخيار العلاجي الوحيد للسيطرة على المرض ووقف الأعراض، وتحسين جودة الحياة.
وأجري العلاج في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية.
وكان قد أثبت علاج «CAR» نجاحه مسبقاً في علاج أمراض الدم، وقد أظهر أخيراً نتائج واعدة في الأمراض المناعية الذاتية، مثل مرض الذئبة.
ومن خلال هذا العلاج المبتكر لمرض الذئبة، تم استخلاص الخلايا المناعية الدفاعية من المريضة وفقاً لبروتوكول خاص، ثمّ تم تعديلها وراثياً وأتيح لها التكاثر في بيئة مغلقة في مختبر مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، المجهّز وفق المعايير الصارمة لهذا النوع من العلاجات، وهو أحد المختبرات القليلة جداً في منطقة الشرق الأوسط المجهّز بهذه الإمكانات، لاستهداف وتدمير الخلايا المسؤولة عن الهجمات المناعية الذاتية للمرض، وبعد إعادة حقن هذه الخلايا المعدلة في الجسم عبر الوريد، توقف نشاط المرض وتم إعادة ضبط جهاز المناعة.
واستغرق العلاج خمسة أسابيع في مستشفى ياس كلينك، التابع لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية، وهو مركز التميّز المعتمَد في زراعة الخلايا الجذعية المكوِّنة للدم في أبوظبي، والمركز الوحيد المعتمد عالمياً من مؤسسة اعتماد العلاجات الخلوية - فاكت (FACT) عن برنامجه الشامل للعلاجات الخلوية، وهو ما يمثل إنجازاً في علاج الاضطرابات المناعية الذاتية.
يُذكر أن التجارب السريرية أظهرت أن المرضى الذين يعانون «الذئبة» المقاومة للعلاجات التقليدية، حققوا تعافياً كاملاً، وبقوا خالين من الأعراض لسنوات من دون الحاجة إلى أدوية إضافية.
وأشار الرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية والباحث الرئيس في المشروع البحثي للخلايا المناعية المعدلة وراثياً في المركز، البروفيسور يندري فينتورا، إلى أن هذا الإنجاز يُعد تحولاً جوهرياً في علاجات أمراض المناعة الذاتية.
وأضاف: «منذ عام 2023، قاد مركز أبوظبي للخلايا الجذعية ريادة العلاج المبتكر باستخدام الخلايا المناعية المعدلة وراثياً في الشرق الأوسط، ليشمل استخدامها لأمراض المناعة الذاتية المعقدة مثل (الذئبة) بعد أن كانت مقتصرة على سرطانات الدم، ويمثل نجاحنا في علاج مرض الذئبة هنا في أبوظبي إنجازاً كبيراً تحقق بفضل التزامنا بالأبحاث الطبية والتجارب السريرية ونقلها لرعاية المرضى، وبتوجيهات من القيادة الرشيدة في الإمارات، نعمل دوماً على استكشاف وتطوير علاجات السرطان والأمراض المناعية الذاتية المبتكرة، ومنها استخدام الخلايا المناعية المعدلة وراثياً، ما يوفر رعاية غير مسبوقة للحالات المعقدة والمزمنة التي تغير من حياة المرضى، وتحدّ من الحاجة إلى السفر للخارج للعلاج، وتمنح الأمل للمرضى في جميع أنحاء المنطقة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news