برنامج زايد للإسكان على أهبة الاستعداد لتقديم الحلول لمشكلات المواطنين
بيوت شعبية سلية تعاني الشيخوخة ولا تستوعب سكانها
أبدى مواطنون يسكنون شعبية سلية في خور خوير انزعاجهم من سوء أحوال المساكن التي يقيمون فيها مع أسرهم، مؤكدين أنها لم تعد قادرة على استيعاب التمدد الأسري المتنامي، وبدأت تضيق على سكانها، بسبب بقاء الأبناء في تلك المساكن الضيقة بعد زواجهم، لعدم حصولهم على مساكن خاصة بهم، الأمر الذي جعل المساكن تعاني ازدحاماً أسرياً، ما اضطر بعض الأسر إلى علاج الازدحام الأسري، عبر بناء العديد من الغرف الاضافية ريثما يحصل أبناؤهم المتزوجون على بيوت خاصة بهم، مضيفين أن هذه البيوت قديمة وجدرانها متصدعة وأسقفها متهدمة، وتعاني الشيخوخة.
من جانبه، قال مدير مكتب الإعلام والاتصال الحكومي في برنامج الشيخ زايد للإسكان، حسين البشري «لا أحد يقلل من أهمية ما تحدث عنه المواطنون في شعبية سلية، والبرنامج الذي أنشئ لخدمة المواطنين دوماً يقف على أهبة الاستعداد لتقديم الحلول لمشكلات المواطنين الاسكانية مثل التي يعانيها أهل سلية»، مطالباً المواطنين الذين لم يسبق لهم الحصول على تلك الخدمات زيارة الفرع أو الدخول الى الموقع الإلكتروني للبرنامج لتعبئة البيانات المؤهلة للحصول على القروض المخصصة للمسكن.
وتفصيلاً، أفاد المواطن حسن عبدالله إبراهيم الشحي، بأن شعبية سلية أنشأت قبل أكثر من 25 عاماً، وهي عبارة عن قرية تتألف من 30 مسكناً مكرمة من الــشــيخ زايـــد آل نهيان لأهالي المنطقة الذين انتقلوا إليها حينذاك من خورخوير القديمة، مشيراً إلى أن تلك البيوت حينما تسلمها أصحابها كانت عبارة عن غرفتين وصالة ومرافق خدمية بسيطة، لكنها كانت تلبي طموحات الأهالي لأنهم كانوا يتشكلون من أسر محدودة العدد.
وأضاف الشحي «مع مرور السنون تمددت الأسر المواطنة في شعبية سلية وبعضهما أصبح قوامه ثمانية أشخاص، ونتيجة لذلك حدث نوع من الازدحام السكاني داخل تلك المساكن الشعبية القديمة»، متابعاً أن «بيتي يسكنه حالياً 19 فرداً من الأبناء والبنات والأحفاد»، لافتاً الى ان ثلاثة من أبنائه المتزوجين يسكنون معه ومن أجل استيعابهم اضطر إلى بناء ثماني غرف إضافية، ونتيجة لضيق مساحة البيت تحول الى ما يشبه الجحور.
وقال محمد الشحي، وهو أحد شباب شعبية سلية، إنه عندما فشل في الحصول على مسكن خاص يقيم فيه مع زوجته اتخذ من منزل والده مسكناً له، مضيفاً أن «وجودي في منزل الوالد لا يشكل حلاً لمشكلة السكن التي تكدر صفو حياتي». وذكر أنه «بالنسبة لأهالي شعبية السلية فإن الحل الأمثل لمشكلة السكن هو الحصول على بيوت منحة لأننا نقبع الآن تحت وطأة ظروف معيشية صعبة والتزامات ديون بنكية ناجمة عن المعالجات الانشائية التي قام بها السكان لتلافي المصاعب التي تعانيها بيوتهم الشعبية».
وتابع أن «الديون الضخمة تستنزف رواتب أهالي السلية، ولا تترك لهم ما يكفي لسد احتياجاتهم المعيشية، بالإضافة إلى الوفاء بالتزامات القروض السكانية التي يتم الحصول عليها من برنامج زايد للاسكان».
وقال المواطن علي أحمد محمد جمعة إن المشكلة التي تثير قلقه لا تقتصر على تدهور حال بيته الشعبي الذي استنزف منه مبالغ طائلة لصيانته من الأضرار الانشائية التي لحقت به، مثل تهدم جزء من السقف وتصدع الجدران، وانما أيضاً ضيق مساحته بعد بناء المزيد من الغرف لاستيعاب أفراد أسرته البالغ عددهم خمسة أفراد.
وأضاف جمعة: «أكثر ما يجعلني مهموماً بصورة دائمة ان أبنائي يكبرون وصار بعضهم في سن متقدمة ويقفون على أعتاب الزواج مثل كبيرهم أحمد الذي يعيش في حيرة بسبب عدم استطاعته الحصول على مسكن مستقل يبدأ فيه حياته الزوجية، لعدم وجود متسع في البيت ليتزوج فيه.
وذكر المواطن محمد راشد حويس أنه يواجه المشكلة نفسها المتمثلة في ضيق المسكن الشعبي إذ تتألف أسرته من تسعة من الأبناء والبنات بينهم ثلاثة أولاد متزوجون ويقيمون معه في المنزل نفسه، وينتظرون دورهم في الحصول على مساكن مستقلة.
وتتفق المواطنة عائشة سعيد مع غيرها من أهالي شعبية سلية في ان بيتها الذي يضم 10 أشخاص بينهم اثنان من الأبناء المتزوجين، لم يكن المكان المناسب للعيش فيه بهدوء، مطالبة ببيوت خاصة لأبنائها المتزوجين حتى تستطيع التحرك في بيتها المزدحم بالأبناء.
وكذلك الحال بالنسبة للمواطنة فاطمة عبدالرحمن، وهي أرملة ولديها ولدان متزوجان ويقيمان معها في البيت الشعبي الذي تشتكي من أنه بات غير مناسب لحياة أسرية هانئة لها ولابنيها وأسرتيهما.
في المقابل، قال مدير مكتب الإعلام والاتصال الحكومي في برنامج الشيخ زايد للاسكان، حسين البشري، إن «البرنامج أنشئ خصيصاً من أجل خدمة المواطنين والعمل على حل مشكلاتهم الاسكانية»، مطالباً المواطنين الذين لم يسبق لهم الحصول على تلك الخدمات زيارة الفرع أو الدخول الى الموقع الالكتروني للبرنامج لتعبئة البيانات المؤهلة للحصول على القروض المخصصة للمسكن وفق الشروط المطروحة لهذا الغرض. وأشار الى ان الاجراءات المتبعة في البرنامج ذات طبيعة ميسرة ولا تشكل عبئا على المواطن، والدليل على ذلك أنه لا يطلب من المتقدم أوراق ثبوتية حتى الاعلان عن أسماء المرشحين الذين تمت الموافقة عليهم.
وتابع البشري أن برنامج الشيخ زايد للاسكان ينطلق من دوافع إنسانية ووطنية، لذا لا يحرم مواطن من خدماته حتى الأشخاص الذين يسكنون بيوتاً شعبية يمكنهم التقدم للحصول على خدماته الإسكانية.