‏‏‏أطلقوا «العاصفة» لرصد الأحوال الجوية ويحلمون بقناة فضائية

مواطنون يرصدون الريـاح ويطــاردون الأمطـار ‏

أحد أعضاء الفريق يخوض الصعاب لتصوير المطر. الإمارات اليوم

‏‏تخصص 11 مواطناً في مراقبة الأحوال الجوية ورصد تحركات الرياح والسحب، والتنبؤ بالأمطار ومطاردتها في كل أرجاء الدولة منذ لحظة هطولها حتى آخر قطرة، يحرصون على تصوير اهم الأحداث التي تقع اثناء نزول الأمطار والتغييرات المناخية، ويضعون كل معلوماتهم على موقع خاص بهم على الانترنت، يطلق عليه موقع العاصفة (الإعصار سابقاً).

وتفصيلاً، كان هؤلاء المواطنون الشبان لديهم شغف بمتابعة الأمطار كل منهم يجتهد في حدود امكاناته، وكانوا يلتقون في مواقع إلكترونية مختلفة، جمع بينهم حب الأمطار من دون سابق معرفة، حتى طرح مدير موقع العاصفة حالياً عمر النعيمي، من مدينة العين، فكرة توحيد جهودهم، وتم الاتفاق على تخصيص موقع يتابع حالة الأرصاد الجوية ويتنبأ بها، وأطلقوا على الموقع اسم مركز الإعصار في 2006.

 

محمد مطر


أحمد محمد البرق


صالح الحمادي

وتأسس مركز الإعصار على أيدي 11 شاباً مواطناً هم صالح الحمادي ومحمد مطر واحمد محمد البرق، عمر النعيمي، عبدالله حمدان، ناصر العلي، تميم التميمي، فهد القحطاني، خميس البريقي، محمد الملا، احمد الشامي.

وقال أحد المؤسسين صالح الحمادي، موظف متقاعد، لـ «الإمارات اليوم» انهم بدأوا رحلتهم في مطاردة الأمطار من خلال موقع صغير على الانترنت وتطور المركز حتى أصبح يضم متنبئين يزودونه بأخبار الظروف الجوية المختلفة من خلال متابعتهم الأقمار الاصطناعية والخرائط المختلفة وكذلك من خلال متابعتهم المستمرة للأرصاد الجوية العالمية عبر مواقع مثل «البي بي سي» و«السي ان ان» و«الجي بي اس»، فضلاً عن الاستعانة برادارات المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في الامارات، ثم يتولون تحليل التنبؤات كافة بأنفسهم ووضع أخبار الحالة الجوية والتنبؤات المستقبلية بالظروف المناخية للدولة على موقع المركز واتاحته للجمهور مجاناً.

وأشار مؤسس آخر محمد مطر موظف تدريب في شركة دبي للألمونيوم إلى أن عدد أعضاء المركز وصل حالياً إلى 15 الف عضو، من دون احتساب عدد الزوار، موضحا أن مجموعة منهم تدرس التنبؤات عن طريق الرادارات التابعة للمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في امارات الدولة كافة، من خلال أجهزة الكمبيوتر المحمول الخاصة بهم وكتابة أخبار عنه في موقع العاصفة (الإعصار سابقاً) وتحديث المعلومات والبيانات لحظة بلحظة مع أي تنبؤ جديد، كما يحددون أماكن سقوط الأمطار والتوجه إلى اماكن سقوطها قبل أن تهطل، لافتاً إلى أن نسبة الرطوبة وسرعة الهواء والضغط سواء كان منخفضاً أو مرتفعاً، هي التي تحدد امكانية هطول الأمطار من عدمها.

وأوضح مؤسس ثالث أحمد محمد البرق موظف في شركة «طيران الإمارات» لـ«الإمارات اليوم»، أنهم عندما يتأكدون من امكانية نزول الأمطار لابد أن يكونوا في الاماكن المتوقعة ويبدأون تصويرها لحظة بلحظة، وتصوير السدود ومجاري السيول والوديان والشلالات، كما يصورون الغيوم وقت تشكلها، ثم يضعون الصور والفيديوهات المختلفة في قسم التصوير الموجود في موقعهم، مشيراً إلى أنهم لا يغادرون اماكن هطول الأمطار حتى تتوقف تماماً مهما طالت مدتها.

وتابع البرق أن موقع العاصفة يحتوي على اقسام عدة، منها قسم التوقعات وقسم تصوير الأمطار من صور فوتوغرافية وفيديو وقسم الرحلات وقسم المنتدى العام وقسم الأخبار، إضافة إلى قسم اسلامي يتولى وضع تحذيرات للجمهور في الموقع في حالة تنبؤ أي عواصف أو اعاصير أو ضباب أو أمطار غزيرة أو زلازل أو أي كوارث طبيعية تتعرض لها الدولة.

مخاطر طبيعية


قال مؤسسو موقع «العاصفة» لـ«الإمارات اليوم» إن «سمو الشيخ عمر بن زايد دعمهم لعمل ذلك البرنامج في قناة (الظفرة) وبدأ يشجعهم وتكفل برسوم الموقع وأمر بمنحهم مبلغ مالي نظير كل حلقة يقدمونها عن الأرصاد الجوية في قناة (الظفرة)، كما يشجعهم على الاستمرار ومتابعة هوايتهم تلك، حيث تم منحهم كاميرات تصوير حديثة تستخدم ضد المياه حتى يتمكنوا من استخدامها اثناء الظروف الجوية الصعبة». وأوضحوا أن هناك مخاطر تواجههم في مهامهم حيث إنهم تعرضوا إلى تهشم زجاج السيارة بسبب البرد المتساقط بغزارة إضافة إلى انجراف بعضهم إلى وديان أثناء التصوير.

وأشار مطاردو الأمطار إلى أنه «على الرغم من قلة امكاناتهم الا أنهم يتفوقون على جهات عدة بتصوير الأمطار والظواهر الجوية المختلفة وتوثيقها بالفيديو، بالإضافة إلى العديد من الصور ووضعها في الموقع، علاوة على وجودهم في قلب الأحداث ومتابعة الظواهر من بدايتها إلى نهايتها.‏

وأفاد مطر بأن الأعضاء يطلعون الجمهور على الصعوبات التي تنشأ على أرض الواقع لحظة سقوط الأمطار وتوجيههم وارشادهم للطرق المتاحة والصالحة للسير كما يحذرونهم من السير في الشوارع والميادين والوديان التي تتكدس فيها المياه وتقديم الموقع خدمات فورية عن الحالة الجوية داخل الدولة وما ينشأ عنها من تبعات على مدار الساعة من خلال تحديث دقيق للاخبار.

وأضاف أن الموقع نظم قبل عامين رحلة لجبل جيس وأعلى منطقة في الامارات، وصوروا السدود أثناء تساقطها عليه في ذلك اليوم، ووفر سلاح الجو التابع لشرطة رأس الخيمة طائرة لهم لتصوير السيول.

وتابع انهم حريصون على نفي الشائعات التي يطلقها البعض بشأن تعرض الدولة لأعاصير أو عواصف رعدية وتقديم الصورة الصحيحة والحقيقية للجمهور، مضيفين أن هناك مراقبين للموقع يقومون بمتابعة كل الأخبار إضافة إلى إدارة الموقع المكونة من عمر النعيمي وتميم التميمي وناصر العلي واحمد البرق .

وأكد الحمادي أن هناك اعضاء في الموقع متخصصون في الرصد الجوي، كما ان لديهم متنبأ كويتياً يدعى عيسى رمضان يساعدهم على اداء عملهم. لافتاً إلى أن الموقع يتكلف شهرياً 1800 درهم هي رسوم التشغيل. وأشار إلى أن هناك تعاوناً بين الموقع وقناة «الظفرة» في أبوظبي من حيث انهم يقدمون برنامجاً تلفزيونياً أسبوعياً كل يوم سبت عن مطاردتهم الأمطار يسمى (رجال العواصف) ويشارك في تقديم الحلقات احمد البرق وصالح الحمادي وعمر النعيمي واحمد الشامي وعبدالله حمدان. وأكد أن حب المجموعة للأمطار وعشقهم لها هو الذي يدفعهم إلى مطاردتها لدرجة انهم يذهبون احيانا إلى سلطنة عمان لالتقاط صور الأمطار وما يسفر عنها من احداث، لافتين الى انهم ذهبوا الى عمان عندما ضربها إعصار جونا وصوروا كل ما نتج عنه، ووضعوا تلك الصور والفيديوهات على الموقع الخاص بهم.

وذكر مطر أن بعض الأعضاء المؤسسين للموقع يتعاونون مع قنوات تلفزيونية كمصورين مثل الحمادي الذي يصور لقناة «الشارقة»، وفهد القحطاني وحمد السويدي اللذين يقومان بالتصوير في قناة «دبي»، أي أنهم يعملوا هواةً متعاونين مع تلك القنوات في أوقات هطول الأمطار. وأشار مؤسسو موقع «العاصفة» إلى أن هناك ضغطاً شديداً يقع على موقعهم، خصوصاً اثناء حدوث ظواهر جوية شديدة، وذلك بسبب العدد الهائل لزوار الموقع والاطلاع على الأحداث على أرض الواقع اولا بأول حيث يصل عدد الاعضاء إلى 15 الف عضو اضافة الى 3500 زائر يدخلون على الموقع في الوقت ذاته، لافتين الى أن العضوية والتسجيل في الموقع يتمان بشكل مجاني. وأوضحوا ان توقعاتهم تكون صحيحة بنسبة 90٪ خصوصًا في فصل الشتاء، وتكون 60٪ في فصل الصيف بسبب صعوبة التنبؤ في فصل الصيف جراء عوامل الرطوبة وعدم ملائمة الهواء.

ويتمنى هؤلاء أن تخصص الدولة قناة فضائية للطقس والظروف الجوية المختلفة، وأن يتم منحهم سيارة مجهزة بالمعدات اللازمة للرصد الشامل لكل الظروف.‏

تويتر