141 ألف مواطن زاروا بانكوك العام الماضي
الإماراتيون أغلبية في «نانا» التايلاندية
![](https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.109026.1462827029!/image/image.jpg)
الإماراتيون يشكلون أكبر قوة شرائية في سوق تايلاند. الإمارات اليوم
بات مشهد المواطنين والمواطنات بالزيّ الإماراتي يومياً وطبيعياً في حي «نانا» في العاصمة التايلاندية بانكوك، حيث تنتشر المطاعم العربية، التي يقدم معظمها الأطباق الإماراتية، إلى جانب متاجر تستهدف المواطنين، فتوفر دهن العود، والعود، والجلديات، ولا يختلف المنظر العام عن أي سوق شعبية في الإمارات، بل إن المواطنين أصبحوا أغلبية في «نانا»، حسب ما يرى المواطن صالح محمد، الذي يزور بانكوك منذ سبعينات القرن الماضي.
ويقول إن «أعداداً قليلة جداً من الجيل السابق بدأت في توثيق العلاقة بين الإمارات وتايلاند، ولم يدر في خلدها آنذاك أن العاصمة التايلاندية ستكون في يوم من الأيام الوجهة الرئيسة الأولى للعائلات الإماراتية، خصوصاً أن تلك الفترة لم يكن في هذه المدينة ما يصلح أن يكون نقطة جذب عائلي بقدر ما كانت بانكوك مكاناً للمرح والسهر».
ويشير إلى أنه منذ عقود يزور بانكوك سنوياً. ويضيف «لقد تغيرت المدينة كثيراً، فالعرب لم يكونوا يعرفونها، والتايلانديون لم يكونوا يعرفون أي شيء عن ثقافة العرب ومدنهم، أما اليوم فقد أصبح الاقتصاد التايلاندي بأكمله قائماً على السياحة التي يشكل العرب أساسها».
والواقع، أن تايلاند نجحت خلال السنوات الأخيرة في استقطاب العرب، إذ بدّلت جلدها بأكمله، وتحولت عاصمتها من مدينة صاخبة، إلى وجهة أمل لمعظم المرضى الإماراتيين، بعد أن افتتحت أكثر من أربعة مستشفيات على مستوى عالٍ من التطور، كما برعت في المزج بين العلاج والسياحة وأصبحت وجهة سياحة وتسوّق لعائلات الإمارات، بعد أن امتلأت المدينة بالمراكز التجارية الراقية، والأسواق التقليدية التي تناسب مختلف الميزانيات.
لذلك، كان طبيعياً أن تتحول منطقة «نانا» الواقعة على شارع «سكومفيت» أحد أشهر شوارع بانكوك إلى منطقة عربية يشكل الإماراتيون فيها النسبة العظمى من السكان، فالمنطقة تلبي احتياجاتهم كافة، فهناك المطاعم المصرية واليمنية والإيرانية والهندية التي تقدم المأكولات العربية واللحوم الحلال كافة، وهناك مقاهي «الشيشة» التي يتجمع فيها شباب الإمارات لمتابعة مباريات الدوري المحلي.
قصة تحوّل المنطقة يرويها المواطن عبدالله سعيد الذي زار بانكوك للمرة الأولى عام 1986 ،قائلاً «لقد كان حي (نانا) منطقة للتجار الهنود، ولكن العرب تعرفوا إليه من خلال فندق (جريس) الشهير جداً، فهو أساس جذبهم إلى هذه المنطقة بغرض السهر، إضافة إلى وجود مطعم هندي واحد»، مضيفاً أن «الوضع تغير مع ازدياد أعداد الشباب الذين جلبوا معهم عائلاتهم في ما بعد، بعد أن شعروا بأن بانكوك لم تعد مدينة للسهر فقط».
وعلى الرغم من أن العلاقات الإماراتية التايلاندية بدأت رسمياً خلال العام 2000 عندما تبادلت الدولتان التمثيل الدبلوماسي على مستوى السفارات، إلا أن علاقة أهل الإمارات بذلك البلد الشرق آسيوي بدأت قبل 50 عاماً تقريباً.
ولفت القائم بالأعمال في سفارة الإمارات في بانكوك محمد يوسف العوضي، إلى أن «الإماراتيين وصلوا إلى تايلاند في الستينات عن طريق البواخر، بعد أن اعتادوا على التردّد على الهند للتجارة والعلاج، ليكتشفوا من خلالها هذه المملكة الآسيوية».
وذكر لـ«الإمارات اليوم» أن «المواطنين يعتبرون اليوم أكبر قوة شرائية في الأسواق التايلاندية، إضافة إلى كونهم المحرك الرئيس للخدمات العلاجية»، لافتاً إلى أن «عدد مواطني الدولة الذين زاروا تايلاند العام الماضي بلغ 141 ألف شخص، معظمهم تردّدوا على المستشفيات الرئيسة في بانكوك».
وأكد أن «الرقم الخاص بعدد زوار الإمارات لتايلاند صادر عن دائرة الهجرة التايلاندية، وهذا يعني أن أكثر من 16٪ تقريباً من مواطني الإمارات زاروا تايلاند في عام واحد»، ولفت إلى أن «الإماراتيين هم الأكثر شراءً من الأسواق التايلاندية، وبالتالي لو افترضنا أن كل شخص من هؤلاء صرف 2000 دولار كمعدل على أقل تقدير، فإن ذلك سيعكس أهمية مواطني الإمارات الاقتصادية في تنشيط وإنعاش تجارة المدينة، بخلاف إشغال الغرف الفندقية، والصرف على العلاج، ووسائل المواصلات وغيرها من الأمور».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news