انقطاع الكهرباء دفع الآلاف إلى كورنيش البحيرة هرباً من حر المنازل

سكان في الشـارقة يقضون ليلتهم على الطــرقات

انقطاع الكهرباء أدى إلى تلف البضائع في ثلاجات المحال. تصوير: أشوك فيرما

تسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق سكنية عدة في الشارقة ليلة أول من أمس، حتى ساعات الفجر في انتشار عدد كبير من السكان في الطرقات والشوارع وأمام مداخل البنايات، وفي المراكز التجارية وعلى كورنيش بحيرة خالد، مفترشين الأرض والعشب، أو نائمين في مركباتهم هرباً من ارتفاع درجات الحرارة داخل المنازل، وبحثاً عن ضوء لابنائهم الطلبة الذين يؤدون حالياً امتحانات نهاية العام الدراسي.

وتكرر انقطاع الكهرباء أمس في عدد من مناطق الشارقة استغرق ساعات عدة.

وعلى الرغم من محاولات كثيرين الاتصال بقسم الطوارئ في هيئة كهرباء ومياه الشارقة، فإن أياً منهم لم يتلق رداً على اتصاله، في الوقت الذي تمتنع فيه هيئة الكهرباء والمياه في الشارقة عن الاجابة عن استفسارات القراء عبر «الإمارات اليوم»، كما أنها لم تعلن أي بيان رسمي يقدم تفسيراً لانقطاع الكهرباء على فترات تصل إلى 12 ساعة في بعض المناطق.

وعانى الآلاف من سكان الشارقة من انقطاع الكهرباء مرات عدة خلال مواسم الصيف في الأعوام الماضية، وفي حين بدأت الانقطاعات في المناطق الصناعية، إلا أنها امتدت في وقت لاحق إلى المناطق السكنية المكتظة، مثل الخان والمجاز والتعاون وشارع جمال عبدالناصر وأبوشغارة والقاسمية واليرموك وشارع الملك عبدالعزيز، وغيرها من المناطق.

وأعرب سكان في الشارقة عن مخاوفهم من تكرار مشهد صيف العام الماضي، خصوصاً عندما أمضى عدد كبير من السكان اياماً من شهر رمضان العام الماضي على الشموع.

وجالت «الإمارات اليوم» في مناطق بالشارقة طوال ليلة أول من أمس، حيث انتشر المئات على بحيرة خالد، وفي الطرقات والمراكز التجارية.

وقال محمود عيسى وهو أحد سكان منطقة القاسمية، إنه غادر بيته مع أسرته في المساء واتصل بأصدقاء له من منطقة اليرموك للقاء على كورنيش البحيرة، والبقاء بعض الوقت إلى حين عودة التيار الكهربائي، وتابع «لكن السهر طال ولم تعد الكهرباء، فاضطررنا إلى العودة إلى منازلنا ونام الاطفال في ظروف صعبة، حيث درجات الحرارة المرتفعة وكذلك الرطوبة»، مطالباً هيئة كهرباء ومياه الشارقة بالعمل على حل مشكلة انقطاع الكهرباء، و«تقديم تفسيرات واضحة ومقنعة لأسباب هذا الانقطاع»، معرباً عن مخاوفه من تكرار مشهد صيف العام الماضي، إذ «كانت الكهرباء تنقطع أسابيع في بعض المناطق»، مشيراً إلى أن انقطاع الكهرباء أمس تجاوز 12 ساعة، «وهو أمر لا يطاق، خصوصاً في مثل هذه الأجواء الحارة، التي تزامنت ايضاً مع امتحانات طلبة».

وقال أبوعمر وهو من سكان منطقة المجاز، إنه امضى ليلته كاملة مع أقرباء له على الكورنيش، وتابع «لن أتمكن من الذهاب إلى العمل في الصباح، ولن يذهب ابنائي إلى المدارس لتأدية الامتحانات، فالسهر الاضطراري طوال الليل جعلنا منهكين».

وأفادت أم أحمد بأنها اضطرت لاصطحاب أبنائها إلى مركز «ميغا مول» ليتمكنوا من الدراسة، بعدما تعذر ذلك في المنزل لارتفاع درجة الحرارة من دون تكييف، على الرغم من أن المركز التجاري ليس بيئة مناسبة للدراسة، لكن لا بديل».

وقال ساكن آخر يدعى أحمد حسن إن انقطاع التيار الكهربائي جعله يحسم أمره ويخطط لنقل سكنه الى إمارة مجاورة، وتابع «عايشت في الشارقة مشهدين سلبيين، الاول في الشتاء حيث غرقت الشوارع في المياه، والثاني في الصيف، حيث غرقنا في الحر والظلام».

وقال المقيم أبوعادل «مشهد السكان الهاربين من بيوتهم على البحيرة وفي الطرقات المظلمة يبعث على الأسى، فهنا أطفال نائمون مبللون بالعرق، وهناك شباب ممددون على قارعة الطريق، ويفترض أنهم يستعدون للانطلاق إلى أعمالهم في صبيحة اليوم التالي، وأمهات لا يعرفن كيف سيتصرفن مع أبنائهن في الطعام والدراسة».

وقالت أم سمير (ربة أسرة)، إنها اضطرت لالقاء محتويات الثلاجة من ألبان وأجبان وعصائر وبقايا طعام في سلة النفايات بعدما فسدت، بسبب طول فترة انقطاع الكهرباء. داعية بلدية الشارقة الى تكثيف حملاتها الرقابية على البقالات، إذ من المتوقع أن يكون كثير من المواد الغذائية تعرض للتلف بسبب انقطاع الكهرباء.

تويتر