تباين آراء حول تدريب مفتشي المقاصف المدرسية
توصلت البلدية وهيئة الصحة في دبي، إلى اتفاق يقضي بتقاسم مسؤولية اعتماد قائمة الموردين الغذائيين ولائحة الأصناف الغذائية المسموح تداولها في مدارس الإمارة، اعتباراً من العام الدراسي المقبل، فيما تباينت آراؤهما حول آلية تنفيذ برامج تدريب المفتشين الغذائيين في المدارس.
وعقد اجتماع ضم ممثلين عن البلدية وهيئتي الصحة والمعرفة والتنمية البشرية الأسبوع الماضي تم خلاله مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بالمقاصف والأغذية المدرسية، تمهيداً لوضع النسخة النهائية لدليل الرقابة على المقاصف والأغذية المدرسية المزمع تطبيقه في بداية العام الدراسي المقبل، وأظهر المجتمعون تبايناً في وجهات النظر حول تدريب معلمين على الرقابة الغذائية.
وقالت ضابط توعية وتثقيف رئيس في ادارة الرقابة الغذائية في بلدية دبي، شمسة غريب سليمان لـ«الإمارات اليوم» إن البلدية زودت هيئة الصحة بقائمة الموردين الغذائيين المعتمدين لديها وقائمة الأصناف الغذائية التي يوردونها للمدارس كي تتولى ادارة التغذية في الهيئة مراجعتها، والتأكد من مطابقتها لشروط الصحة الغذائية، قبل اعتمادها نهائياً من البلدية وارفاقها ضمن الدليل، لافتة إلى أن «هيئة المعرفة في دبي تدرس إضافة مدى التزام المدارس بالشروط المعتمدة في ادارة المقاصف المدرسية وتداول الأغذية إلى قائمة معايير تقييم اداء المدارس»، معتبرة ذلك دعماً للجهود المبذولة لضمان وصول غذاء صحي وآمن إلى الطلاب في جميع مستوياتهم العلمية.
وأضافت سليمان أن الهيئة ستحدد مواصفات المواد الغذائية المسموح بتداولها وذلك من ناحية غنى قيمتها الغذائية وتكامل العناصر الغذائية، لافتة إلى أن شروط البلدية واضحة في ابرام العقود مع الموردين، إذ يتعين ألا يتجاوز المورد مجال اختصاصه، وعليه لا تقوم المخابز على سبيل المثال بتوريد أصناف غذائية اخرى مثل العصائر والشوكولاتة بل تلتزم بتوريد الفطائر والمخبوزات.
من ناحيتها، أكدت مديرة ادارة التغذية العلاجية في هيئة الصحة في دبي وفاء عايش، في اتصال مع «الإمارات اليوم» أن «الهيئة ستنفذ برنامجاً تدريبياً لعدد من معلمي مدارس دبي يؤهلهم لتنفيذ مهام المفتش الغذائي في مدارسهم»، موضحة أن «مدة برنامج التدريب المزمع تنفيذه خلال فترة الصيف تراوح من شهر إلى ثلاثة أشهر وذلك حسب نتائج الامتحان الذي سيخضع له المعلمون.
ولفتت عايش إلى ترشيح هيئة المعرفة في دبي نحو 20 معلماً من مختلف مدارس دبي، وأنها في طور اعداد لائحة بأسمائهم وتقديمها لهيئة الصحة في دبي التي ستباشر في برنامج التدريب فور تسلمها الأسماء المعتمدة لبدء التدريب.
وتحفظت سليمان على الخطة التدريبية التي تعتزم هيئة المعرفة تنفيذها، مقترحة اختيار عينة عشوائية تتكون من خمس مدارس ترشح كل منها معلماً أو معلمة ليتم تدريبهم مشرفين غذائيين تناط بهم مسؤولية التدقيق والرقابة على أداء المقصف المدرسي ومدى التزامه بالأغذية المسموح بتداولها في المدرسة، مشيرة إلى أن البلدية ترى في توجه المعرفة «نوعاً من المجازفة، سيرمي بمشروع التدريب في مهب التأجيل وربما التجميد نظراً لعدم توفر المدربين المتفرغين لتدريب ذلك العدد الكبير من المعلمين».
ورأت سليمان أن تدريب عدد قليل من المعلمين وإعطاءهم فرصة لمزاولة دورهم في تلك المدارس بما يحسن من أدائها على مستوى مراقبة الغذاء المدرسي سيشجع المدارس الأخرى على المشاركة، خصوصاً اذا ما أضيف معيار وجود معلم مشرف غذائي معتمد من قبل هيئة الصحة الى معايير تقييم المدارس المعتمدة من قبل هيئة المعرفة.
ونفت مديرة ادارة التغذية العلاجية في هيئة الصحة في دبي نية الهيئة منع بيع الشوكولاتة في المقاصف، مؤكدة أن الهيئة لديها خطة هدفها منع جميع المواد الغذائية التي تحتوي على عناصر ضارة مثل الملونات والمضافات، وكذا كل الأطعمة التي ليست لها قيمة غذائية في المقاصف المدرسية، وذلك خلال الثلاث سنوات المقبلة.
وأوضحت أن المنع لا يطال الشوكولاتة بعينها بقدر ما يشمل أي مادة تحتوي على عناصر ضارة بصحة الإنسان. وأشارت عايش إلى ضرر الشوكولاتة المحتوية على نسبة عالية من زبدة الكاكاو، وكذا أنواعها التي تحتوي على كميات كبيرة من الكراميل أو المحشوة بمواد تحتوي نسبة عالية من السكر والدهون، وذلك على عكس الشوكولاتة الداكنة التي تعتبر مفيدة نظراً لاحتوائها نسبة عالية من مادة المغنسيوم المفيدة وعلى كميات قليلة من زبدة الكاكاو، ما يعني أنها لا تحتوي على نسب كبيرة من السعرات الحرارية.
يشار إلى أن دليل الرقابة على الأغذية والمقاصف المدرسية المزمع تطبيقه في غضون الأشهر القليلة المقبلة يصنف الأنشطة الغذائية المتداولة في المدارس إلى ثلاثة أنواع تتضمن أنشطة غذائية لتحضير وجبات داخل المؤسسات بواسطة مطعم أو كافتيريا وتتخللها جميع أنشطة التحضير، وتخزين وإعداد وعرض المواد الغذائية، وكذا نشاط غذائي محدود في قاعات الطعام، إذ تعرض وتقدم الأطعمة المطبوخة المعدة خارج المؤسسة التعليمية، إضافة لأنشطة المقاصف المدرسية التي تعرض وتبيع المواد الغذائية المعبأة والمغلفة.