الشرطة تحوّل حركة المرور وتنشر 10 دوريات

انقطاع الكهرباء يغلق طرقاً وورشاً في الشارقة

شرطة الشارقة تتولى تنظيم المرور بعد توقف الاشارات الضوئية عن العمل. تصوير: تشاندرا بالان

تسبب انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في الشارقة، أمس، وطال شوارع حيوية، في توقف الإشارات الضوئية فيها عن العمل، ما خلف ازدحاماً وإرباكًا شديدين للسائقين، خصوصاً عند مداخل ومخارج المدينة، إذ تكدست المركبات بأعداد كبيرة وبقيت شبه متوقفة لساعات، فيما أغلقت شرطة الشارقة دوار النهدة وطرقات ومسارات أخرى، وحولت حركة المرور في بعض الشوارع، لتسهيل حركة مرور السيارات، في الوقت الذي استمرت فيه معاناة أصحاب محال وشركات وورش في المناطق الصناعية من تداعيات استمرار الانقطاع الذي دخل اسبوعه الثاني، إذ تكبدوا خسائر مالية كبيرة.

وتفصيلاً، شهدت شوارع عدة في الشارقة مشكلات مرورية، نتيجة توقف إشارات مرورية ضوئية عن العمل، تم التعويض عنها برجال المرور من أجل تنظيم حركة السير وتسهيلها، وتفادياً لوقوع حوادث مرورية، ونجم عن الإغلاق ازدحام مروري في مناطق عدة خصوصاً الصناعية منها، وشارعي الوحدة والملك فيصل، إذ يرتبط الشارعان مع المناطق الصناعية، وأفاد أحد السائقين بأنه استغرق ساعتين للوصول إلى منزله في الشارقة في وقت الظهيرة، إذ ارتفعت درجة الحرارة إلى نحو 44 درجة.

وقال رئيس قسم دوريات الأنجاد في الشارقة، المقدم أحمد بن درويش، إن «إغلاق الطرق وتحويل المسارات يهدف إلى تفادي احتمالات وقوع حوادث مرورية»، لافتاً إلى أن «هناك إغلاقاً بسيطاً في دوار النهدة، وتم تحويل حركة السير إلى مسارات بديلة»، مشيراً إلى «أنه تم تكثيف عمل دوريات الأنجاد التي تنفذ مهمات مرورية ومهمات أمنية». ولفت إلى أن «الدوريات تركز على المناطق الصناعية في الشارقة، خصوصاً بالقرب من المحال والشركات الكبيرة، إضافة إلى البنوك ومحال الصرافة الموجودة هناك، إذ تنفذ الدوريات مهماتها المرورية والأمنية احترازياً، لأنه من المهم جداً في مثل هذه الأوضاع التي ينقطع فيها التيار الكهربائي، أن نكثف من وجودنا ونشاطنا كي نعمل على حماية السكان والمنشآت من تعرضها للسرقة».

وتابع المقدم بن درويش، أن «دورياتنا المنتشرة في الصناعية تعمل على مدار الساعة، وتبلغ أكثر من 10 دوريات تغطي المناطق كافة، لكننا في فترة المساء والليل نعمل على مضاعفة عدد الدوريات لمزيد من الأمن والاحتياط»، مؤكداً أنه «تم تشكيل فريق عمل كبير من أجل متابعة حركة المرور والسير، إضافة إلى المهمات الأمنية، على ضوء انقطاع التيار الكهربائي، الذي تتعرض له بعض مناطق الشارقة، خصوصاً المناطق الصناعية، لأكثر من مرة في اليوم الواحد، وأن فريق العمل يواصل عمله طوال الليل والنهار في مختلف المواقع والأماكن».

وتجولت «الإمارات اليوم» في المنطقة الصناعية ورصدت معاناة السكان هناك، إذ جلس أصحاب محال وورش في مداخل محالهم يدخنون، والتقت بعدد من أصحاب الورش، الذين أكدوا أن انقطاع التيار كبدهم خسائر مالية باهظة، مؤكدين «نخسر زبائننا الذين سرعان ما ينتقلون إلى عجمان أو دبي بحثاً عن ورش أخرى، لأن هيئة كهرباء الشارقة لا تبلغنا بمواعيد انقطاع الكهرباء وأسبابها، ولا ترد على اتصالاتنا، ولا نعرف متى تعود الكهرباء إلى محالنا».

وقال صاحب محل تصليح مكيفات سيارات في المنطقة الصناعية الرابعة يدعى ملهم عنتر، «قطعت عنا الكهرباء أول أمس لمدة تتجاوز الـ20 ساعة، وهو ما عطل أعمالنا، وعادت تنقطع أمس من جديد منذ التاسعة صباحاً، ما اضطرني إلى أن أصرف العمال إلى حين عودتها، وغالباً ما تعود الكهرباء في الرابعة فجراً، وتستمر حتى التاسعة صباحاً لتنقطع مرة أخرى». ولفت إلى أنه ينسق مع أصدقاء له في محال بمناطق أخرى لا تعاني انقطاع الكهرباء، فيتصل بهم لإرسال سيارات يرغب أصحابها في إصلاحها كي لا يخسر زبائنه.

وتابع «بالنسبة لطبيعة عملي في إصلاح تكييف السيارات، فموسم الصيف هو الأهم بالنسبة لنا، لكن عندما تنقطع الكهرباء نتكبد خسائر مالية كبيرة، فلدي أربعة عمال تبلغ رواتبهم الشهرية نحو 6000 درهم، وإيجار المحل شهرياً 3000 درهم، إضافة إلى فاتورة الكهرباء، فمن أين أوفر كل هذه المصاريف في ظل انقطاع الكهرباء؟».

وأكمل: «في الأيام العادية يتجاوز دخلي اليومي الـ3000 درهم، لكن عندما ينقطع التيار الكهربائي لا يكون عندي زبائن، وهو ما ألحق الضرر الكبير بنا وبمصالحنا، وفي حال أبلغتنا هيئة الكهرباء والمياه في الشارقة بمواعيد الانقطاع والعودة، كنا تدبرنا أمرنا».

وطالب عنتر الهيئة بحل المشكلة جذرياً، أو توفير بدائل للكهرباء كالمولدات، لأنه لا يمكن لأي شخص الاستغناء عن الكهرباء»، مشيراً إلى أن «الهيئة تتسبب في إرهاق السكان والعمال والموظفين والمستثمرين وتكبدهم الخسائر، وترفع أسعار الكهرباء باستمرار، وهي الأعلى سعراً في الدولة».

وقال مدير فرع شركة ماكرو الإمارات في الشارقة، راميش بوجواني، «قُطع التيار الكهربائي عنا أول من أمس، يوماً كاملاً، وهو ما اضطرنا إلى أن ننقل المواد الغذائية من الثلاجات إلى مستودعاتنا، بسيارات مبردة كي لا تتأثر، وهو أمر يكبدنا خسائر كبيرة، وانقطعت، أمس، مرة أخرى، منذ الـ11 صباحاً وبقينا لا نعلم متى تعود».

وذكر أن «معدل عدد زبائننا اليومي يراوح بين 1500 و2000 زبون، لكن مع انقطاع التيار الكهربائي يرجع العدد إلى أقل من النصف، وهو ما يكبدنا خسائر باهظة».

وقال صاحب محل لصناعة المطابخ، يدعى عبدالقادر صلاحية، الذي كان جالساً في محله وحيداً، نظراً لانصراف العمال الخمسة الذين يعملون لديه، بعد أن انقطعت الكهرباء، إنه مضطر للبقاء في المحل على الرغم من الحر الشديد الناجم عن انقطاع الكهرباء، كي لا يظن أحد من الزبائن أن المحل مغلق.

وتابع: «لكننا نتساءل لماذا لا تبلغنا الهيئة عن أسباب ومبررات قطع التيار الكهربائي، أو على الأقل تبلغنا بموعد الانقطاع والعودة كي نحسن التصرف بأعمالنا والتزاماتنا؟»، لافتاً إلى أن «الهيئة ومكاتبها لا ترد على أي اتصال، وإن ردت، وهذا نادر جداً لا تقدم أي معلومة غير قولهم إن موعد انقطاع الكهرباء وعودتها في علم الغيب».

تويتر