200 ألف درهم تعويضاً لمواطنَـين عن ضوضاء الجوار

المحكمة استندت إلى تقرير اللجنة المختصة في تقييم الأضرار التي لحقت بالمشتكيين. الإمارات اليوم

قضت المحكمة الاتحادية العليا بإلزام إحدى الشركات في خورفكان بتعويض مواطنين 200 ألف درهم مناصفة، بسبب تأثرهما نفسياً وعصبياً بالضوضاء الناتجة عن أجهزة التكييف التي أقامتها الشركة بجوار مسكنهما، وألزمتها بإزالة مسبباتها.

وكان مواطنان قد أقاما دعوى ضد مؤسسة قالا فيها إنها أقامت بجوار مسكنهما مبنى لها، ووضعت أجهزة تكييف خارج المبنى، قرب منزلهما، تعمل بصورة دائمة، محدثة ضجيجاً شديداً ومستمراً.

كما ركبت هوائياً كبيراً، يصدر إشعاعات مضرة، مشيرين الى تأثيراتها الصحية فيهما.

وطالبا بإلزامها بأن تؤدى لهما مبلغ أربعة ملايين درهم، تعويضاً عن الأضرار التي لحقت بهما.

وندبت محكمة أول درجة لجنة خبراء للانتقال إلى مقر المؤسسة لمعاينة المبنى والمعدات والهوائي وأجهزة التكييف، لتحديد موقعها، وبيان الأضرار التي لحقت بالمشتكيين من جراء ذلك.

وعلى ضوء النتائج التي خلصت إليها اللجنة، قضت بتعويضهما بمبلغ 120 ألف درهم، وقضت محكمة الاستئناف بإلزام المؤسسة بإزالة أضرار الجوار غير المألوفة، بأن تقوم بعمل غرف عزل صوتي للمولدات والمكيفات وكل ما يلزم، لتقليل مستوى الضوضاء الصادر عنها، من دون احتساب تعويض، فطعن المشتكيان في هذا الحكم بالطعن، موضحين أن الثابت من تقارير الخبرة في الدعوى أن درجة الضوضاء التي تراوح بين 60 و70 ديسبل (وحدة قياس الصوت) تسبب أضراراً نفسية وعصبية، مثل التوتر والقلق والإرهاق واضطراب النوم وارتفاع ضغط الدم.

كما أكدت أن البيت الهادئ هو الذي لا تزيد فيه نسبة الضوضاء على 30 ديسبل، وأن تشغيل أجهزة التكييف يسبب ارتفاع الضوضاء بشكل واضح، يفوق الحد المسموح به، ما يشكل ضرراً لهما.

وقضت المحكمة العليا في جلستها برئاسة القاضي عبدالعزيز محمد عبدالعزيز وعضوية القاضيين صلاح محمود عويس ومصطفى الطيب حبوره، للمشتكيين، بمبلغ 200 ألف درهم، يقسم بينهما بالتساوي، تعويضاً عن الأضرار التي لحقت بهما، على سند ما ورد في تقرير «الخبرة» من أن المؤسسة لم تتخذ الإجراءات الكفيلة بتقليل الصوت أثناء التشغيل وعمل غرف عزل صوتي للمولدات، رغم أنها متوافرة بالأسواق المحلية. وأكدت المحكمة مبدأ قانونيا مفاده أنه يشترط للحكم بالتعويض عن الضرر المادي، الإخلال بمصلحة مالية للمضرور، وأن يكون الضرر محققاً بأن يكون قد وقع فعلاً، أو أن يكون وقوعه في المستقبل حتمياً.

وكان الثابت من تقارير الخبرة في الدعوى أن تشغيل أجهزة التكييف يسبب ارتفاع الضوضاء بشكل يفوق الحد المسموح به، ويسبب أضراراً نفسية وعصبية.. مثل التوتر والقلق وقلة التركيز والإرهاق واضطراب النوم وارتفاع ضغط الدم والصمم العصبي، ما يُشكل ضرراً فعلياً حاقاً بالشاكيين.

تويتر