أحمد الغفلي مذيع كفيف في قناة الظفرة الفضائية. الإمارات اليوم

مذيع تلفزيوني كفيف لبرامج تفاعلية

يعتبر الإعلامي الإماراتي أحمد الغفلي، الذي يعاني فقدان البصر منذ ولادته، عمله مذيعاً في قناة الظفرة الفضائية، ليس مجرد نجاح يحسب له شخصياً، بقدر ما يمثل كسراً للقاعدة المعروفة بأن الكفيف لا يصلح للظهور على شاشة التلفزيون، وأن المكان الوحيد المتاح له في مجال العمل الإعلامي خلف ميكروفون الإذاعة فقط، ليكون بذلك أول مذيع كفيف يقدم برامج تفاعلية على شاشة التلفزيون مباشرة، ويرى «الناس بقلبه، ويتفاعل مع قضاياهم».

يؤكد الغفلي (23 عاماً)، أن إعاقته لا تشكل أي صعوبة حقيقية أمام طموحه في مجال العمل الإعلامي، فظهوره على الشاشة لا يقلقه، ويضيف «اعتدت الظهور على الشاشة، حتى قبل عملي مذيعاً، فأنا أكتب الشعر، وسبق أن تمت استضافتي في أكثر من برنامج، وحالياً أشعر بأن العمل الإعلامي جزء من تكويني وشخصيتي، وأستمتع بأجواء الاستوديو وأجواء المقابلات والتغطيات الإعلامية والتلفزيونية».

تعود بداية الغفلي مع العمل الإعلامي، كما أوضح لـ«الإمارات اليوم»، إلى عام ،2008 من خلال إذاعة «نور دبي»، التي عمل بها مدة سنة تقريباً، قدم خلالها برنامجاً بعنوان «معكم نتكامل»، انتقل بعدها إلى شبكة قنوات «نجوم»، ليقدم عملاً إذاعياً ـ تلفزيونياً على قناة «نجوم 4»، من خلال برنامج شعري يتناول قضايا الشعر والشعراء. معتبراً أن اختياره لتقديم حفل إطلاق مبادرة «نور دبي» الذي شهده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «هو أفضل تتويج لخطواتي القليلة في مجال الإعلام». بينما يجد في انضمامه إلى قناة «الظفرة»، منذ انطلاقتها في يناير ،2010 ميلاداً جديداً له كإعلامي، خصوصاً في ظل الثقة الكبيرة التي منحتها إياه إدارة القناة.

يسعى أحمد الغفلي، في البرامج التي يقدمها، إلى الخروج عن النمطية التي تسيطر على الإعلام الإماراتي والعربي عموماً، الذي يعتمد في معظمه على النقل والتكرار من قناة إلى أخرى من دون تجديد أو ابتكار، موضحاً أن «البساطة والاقتراب من جمهور المشاهدين، باعتباره واحداً منهم، من أبرز العوامل التي يحرص عليها في عمله، والتي جعلت له قدراً من الجماهيرية تعكسها الرسائل التي يتلقاها من الجمهور». مشدداً على أن الساحة الإعلامية المحلية تفتقد بشدة الثقة بالجيل الجديد من المواهب الإماراتية، والتجديد في الكوادر الإعلامية، قائلاً «للأسف نفتقد الثقة في الإعلاميين الشباب وما لديهم من أفكار جديدة، وعدم الاهتمام باستقطابهم في مؤسساتنا الإعلامية بشكل كافٍ».

ويستعد أحمد الغفلي لتقديم برنامج جديد في شهر رمضان المقبل، بعنوان «يا حزليك.. يا بزليك»، يصـفه بأنه الأول من نوعه الذي يقدم الكوميديا بشكل جـديد، من خـلال مسـابقات تراثية يقدمها على الهواء مباشـرة ويـتلقى اتصـالات المـشاهدين للإجابة عنها.

ولفت إلى أنه لا يجد صعوبة بالغة في ممارسة عمله الإعلامي، على الرغم من أن البرامج التي يقوم بتقديمها ذات طابع جماهيري تفاعلي، تقوم على تغطية الأحداث اليومية وإجراء لقاءات مع القائمين على تنظيم هذه الأحداث، مثل برنامجه «دفتر» الذي يختص بتغطية ومتابعة الأنشطة الجامعية في الدولة، وبرنامج «نفرح لفرحتكم»، الذي لم يكتفِ بتقديمه وإعداده، ولكنه أيضاً المنتج المنفذ له.

وأضاف «هناك تعاون كبير من الزملاء العاملين معي في القناة، يجعلني لا أشعر بأي صعوبة في أداء عملي، خصوصاً المصورين الذين يساعدونني على تنفيذ الحلقات بالتصور الذي أضعه خلال الإعداد لها».

الأكثر مشاركة