مختصون يتوقعون تزايد حالات الإعياء الحراري خلال الشهر

فلكيون: رمضان الأطول نهاراً منذ 25 عام

درجة الحرارة تصل إلى ما بين 45.2 و 49.2 درجة مئوية خلال رمضان. تصوير: دينيس مالاري

أفاد فلكيون بأن نهار شهر رمضان المقبل يعتبر الأطول منذ نحو 25 عاماً، بعدما تتابعت الأشهر فلكياً ليدخل الشهر هذا العام في قلب فصل الصيف، وكان لسنوات عدة في الشتاء، فيما توقع أطباء واختصاصيو سلامة عامة حدوث تزايد في أعداد المصابين بحالات الإعياء الحراري نتيجة لارتفاع درجة الحرارة مع الصيام، الأمر الذي أكده المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، الذي أعلن أن أعلى درجة حرارة خلال الشهر تصل إلى ما بين 45.2 و49.2 درجة مئوية، وأقل درجة حرارة تراوح ما بين 25.5 و29.1 درجة مئوية.

وتفصيلاً، قال رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلّة في الدولة المهندس محمد شوكت عودة، إن نهار اليوم الأول من الشهر أطول من الأخير بـ45 دقيقة، إذ يقل بمعدل دقيقة وربع يومياً، فيما يحل موعد أذان المغرب في اليوم الأول عن الأخير بـ27 دقيقة، إذ يكون في اليوم الأول في تمام الساعة 7.2 دقائق، فيما في اليوم الأخير 6.35 دقائق. ووفقاً لعودة تصل فترة صيام اليوم الأول من شهر رمضان منذ ولادة النهار فلكياً بطلوع الفجر، 14 ساعة و29 دقيقة، في حين تبلغ المدة ذاتها خلال اليوم الأخير 13 ساعة 46 دقيقة.

وأكد عالم الفلك وعضو اللجنة الرسمية لتحري رؤية هلال شهر رمضان في الدولة صخر عبدالله، أن نهار رمضان المقبل يعتبر الأطول منذ نحو 25 عاماً، مؤكداً أن الشهر يأتي في اليوم نفسه خلال دورة فلكية كل 33 عاماً، مشيراً إلى أن أطول نهار لشهر رمضان في التاريخ الفلكي يأتي بتاريخ 21-،6 ليبدأ دورته الجديدة من هذا الشهر.

وأصدر المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، بياناً تفصيلياً حول الأجواء المناخية المتوقعة خلال شهر رمضان المقبل، موضحاً أن الأجواء المناخية المعتادة في هذه الفترة على الدولة خلال هذا الشهر، هي استمرار تأثر الدولة بامتداد المنخفض الهندي الموسمي، وهو النظام الضغطي الأكثر تكراراً خلال هذا الشهر، كما تتأثر الدولة أحياناً بامتداد المنخفض الحراري الذي يتركز على الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية، وهذه المنخفضات تكون مصحوبة بارتفاع في درجات الحرارة على الدولة، إذ تصل أعلى درجة حرارة في هذه الفترة ما بين 49.2 و45.2 درجة مئوية وأقل درجة حرارة ما بين 29.1 و25.5 درجة مئوية.

وذكر أنه في معظم أيام الشهر تكون الرياح بين الخفيفة والمعتدلة، نتيجة لتأثر الدولة بدورة نسيم البر، والبحر الذي يسبب هبوب الرياح الشمالية الغربية، في فترتي الظهيرة والمساء، مسببة ازدياد نسبة الرطوبة، ومع هدوء الرياح في فترتي الليل والصباح في ايام قليلة من الشهر تتهيأ الفرصة لتكون الضباب او الضباب الخفيف أحيانا، حيث تصل الرطوبة في بعض المناطق خصوصاً الساحلية اكثر من 95٪، ويصل متوسط الرطوبة النسبية العظمى على الدولة ما بين 87.8٪ و51.4 ٪. ونتيجة لتأثر المنطقة في بعض أيام هذا الشهر بالأنظمه الضغطية السطحية التي تعمل على جلب الكتل الهوائية الساخنة والرطبة من جهة الشرق الجنوب الشرقي، وتتزامن معها كتل هوائية رطبه في طبقات الجو العليا، وبفعل وجود الجبال في المنطقة الشرقية من الدولة، يؤدى ذلك إلى تكون بعض السحب الركامية قد تتطور أحياناً إلى سحب مزنية في ساعات ما بعد الظهر على المناطق الشرقية والجبلية، قد تكون مصحوبة بسقوط الأمطار، ويحتمل أن تمتد على بعض المناطق الداخلية من الدولة.

وخلال الشهر قد تنشط الرياح الجنوبية الشرقية أحيانا أو الشمالية الغربية، وقد تكون محملة بالغبار أو مثيرة للأتربة، خصوصاً على المناطق الداخلية المكشوفة، وفي هذه الحالات يقوم المركز الوطني للارصاد الجوية والزلازل بإصدار التحذيرات والإنذارات اللازمه في حينه إلى الجهات المعنية في الدولة.

وتوقع رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى دبي الدكتور حسين آل رحمة، تزايداً في حالات الإعياء الحراري خلال شهر رمضان، نتيجة لتوافق الشهر الكريم مع فصل الصيف، فضلاً عن زيادة الأعراض الجانبية لمرضى الضغط والسكري، في حال تعرضهم للشمس خلال نهار رمضان.

وأكد آل رحمة أنه تم عمل الاستعدادات اللازمة لاستقبال أكبر عدد من المصابين بالإجهاد الحراري خلال شهر رمضان، داعياً في الوقت نفسه الصائمين إلى ضرورة الحرص على تناول الأطعمة الصحية، وكميات وفيرة من السوائل، والبعد عن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة.

نصائح للصائمين

قدم مدير إدارة الصحة والسلامة العامة في بلدية دبي المهندس رضا سلمان، نصائح للصائمين تتضمن تجنب الأطعمة التي تحتوي على الدهون والبهارات بكميات عالية، وكذا الأطعمة العالية الملوحة، يحبذ تفادي الإكثار من الأكل قبل العمل مباشرة (أعمال المساء) وضرورة تعويض الجسم بالمشروبات المناسبة. تزويد أماكن العمل بالظل والتهوية الكافية، ويحبذ تكثيف العمل عند ساعات الصباح الأولى، إذ تكون درجات الحرارة مازالت متدنية أو في فترة ما بعد الإفطار، بشرط توفير الإضاءة الكافية لإدارة الأعمال، ويجب توخي الحذر في حالة ارتفاع نسبة الرطوبة التي قد تساعد على الإجهاد الحراري. وطالب بضرورة التركيز على أداء الأعمال القاسية في ساعات التي تكون فيها درجات الحرارة معتدلة، ويحبذ حسب الضرورة ترطيب الجسم والملابس من فترة لأخرى لتبريد الجسم وتفادي الإجهاد الحراري والجفاف. ودعا من يعملون في المواقع الخارجية والمعرّضة للشمس بشكل مباشر إلى أن تكون في الصباح الباكر أو في فترة المساء، لتفادي تعرض العمال للإنهاك الحراري.

كما طالب سلمان بتفادي البقاء بالقرب من الأجهزة والمعدات التي تشكل مصادر للحرارة، والابتعاد عنها قدر الامكان، لتفادي التعرض للحرارة المصاحبة أو الملوثات المتطايرة، إضافة الى إعطاء العامل فترات استراحة خلال العمل بشكل متقطع، في الأيام الأولى، لضمان التأقلم مع جو الصيام، وتجنباً للتعرض للإجهاد، كما يحبذ ارتداء الملابس المناسبة لتعزيز التهوية للجسم، وتفادي احتباس حرارة الجسم، ويستحسن توظيف أكثر من شخص واحد لأداء الأعمال الشاقة (مثل تحميل الأوزان العالية وغيره).

وأفاد مدير إدارة الصحة والسلامة العامة في بلدية دبي المهندس رضا سلمان، بأنه نتيجة قدوم شهر رمضان هذا العام خلال فصل الصيف، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، فإنه يتعين على الصائمين اتباع سلوكيات معينة حفاظاً على سلامتهم، تتمثل في الاعتماد على الغذاء المتوازن والصحي، بدلاً من المكملات الغذائية، ومن الضروري للأشخاص الذين يحرصون على تناول المكملات الصحية مثل الفيتامينات الأملاح المعدنية، سواء الأصحاء منهم أو المرضى، مراجعة الأطباء وأخصائيي التغذية لإعادة تنظيم الجرعات اليومية لهذه المكملات لتتلاءم مع صيام شهر رمضان، وتجنب اخذ جرعات مضاعفة بعد الإفطار أو خلال فترة السحور ما قد يؤدي إلى مشكلات صحية نتيجة الجرعات الزائدة غير المنظمة.

وتابع سلمان من الضروري لفئة العمال الذين يقضون ساعات طويلة في فترتي الصباح الظهيرة، تناول المحاليل الخاصة بمعالجة الجفاف، وخصوصاً في فترة السحور، وذلك لتعويض الأملاح الممكن فقدها أثناء العمل مع إمكانية الإفطار، بعد اخذ موافقة الهيئات الدينية المعتمدة، في فترة الصوم في حال عدم القدرة على إكمال الصوم، والتعرض للإجهاد الحراري والجفاف وفقدان السوائل والأملاح.

تويتر