بطلة في البولينغ ومصورة لدى هيئة تنمية المجتمع
«سكينة» تستضيف أسوياء في عالمها الصامت
سمحت المواطنة سكينة عزيز عبدالرحمن (19 سنة) لزملائها من موظفي هيئة تنمية المجتمع في دبي، بالدخول الى عالم الصم والبكم من دون أن يفقدوا السمع أو النطق، بعدما نفذت برنامجاً تدريبياً لتعليمهم أساسيات لغة الإشارة، وطريقة التعامل مع الصّم، بغية كسر حواجز التواصل، وإلغاء نظرات الشفقة، وإيقاف تعابير الاعتذار التي يظهرها لها زملاؤها ممن لا يعلمون بأنها صماء.
تمكنت سكينة خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الشهر من كسب احترام موظفي الهيئة. كما أنها تميزت في عملها في قسم الاتصال والتسويق مصوراً رسمياً لأحداث وفعاليات الهيئة، ومساعداً تقنياً في قسم تقنية المعلومات.
وكانت قد هجرت عالم الصوت قبل 14 عاماً، أي وهي في عامها الخامس، إذ ولدت طفلة سوية، إلا أن جيناتها الوراثية نقلت الإعاقة السمعية، لها ولاثنين من أشقائها، ولأنها الطفلة الثالثة لعائلتها المكونة من 10 أشخاص، التي تصاب بفقدان السمع بعد ولادتها، فقد كان التعامل مع الاعاقة مألوفاً لدى ذويها، ولم يشكل لديهم عائقاً أو معضلة استحال التعامل معها.
في الخامسة من عمرها فقدت سكينة السمع، ما أثر سلباً في نطقها، ثم في وضعها الدراسي، فالتحقت بمدارس ومراكز لتعليم الصم والبكم حتى أنهت الصف التاسع، وتعلمت خلالها لغة الإشارة وكيفية التعامل والتواصل مع الاسوياء.
لكن الشعور بالوحدة والصمت لازمها، خصوصاً مع العزلة التي تعيشها في المنزل، حتى عام 2005 عندما انضمت إلى نادي دبي للرياضات الخاصة.
وعن هذه الفترة تقول: «بانضمامي إلى النادي وجدت متنفساً حقيقيا، خصوصاً أنه يضم أعداداً كبيرة من الأعضاء المعاقين الذين ينتمون إلى فئات إعاقة مختلفة، فكان التواصل بيننا عبر لغة الإشارة والأجهزة الإلكترونية، إضافة إلى استخدام الاتصال المرئي».
واعتبرت سكينة أن دخولها النادي خطوة جريئة لمواجهة المجتمع، من خلال انضمامها إلى فريق النادي الخاص بلعبة البولينغ. وأضافت أنها كانت تفضل ممارسة لعبة كرة السلة، إلا أن مدربها اكتشف موهبتها في لعبة البولينغ، فحاول صقلها من خلال التدريبات المكثفة، وعلى مدى خمس سنوات حصلت على المركز الأول في بطولات ومشاركات تنوعت بين العربية والخليجية والعالمية.
وعن اقتحامها سوق العمل للمرة الأولى، تقول: «حصلت على وظيفتي مصوراً رسمياً في قسم التسويق والاتصال في هيئة تنمية المجتمع، ومساعداً في قسم تقنية المعلومات في الهيئة، بعد انضمامي إلى برنامج الكيت الخاص بتمكين المعاقين في المجتمع، خصوصاً أنني أمتلك المؤهلات الأساسية التي أتاحت لي فرصة الدخول إلى سوق العمل، منها دورات في التصوير الفوتوغرافي والكمبيوتر».
قررت سكينة كسر حاجز التواصل بينها وبين زملائها الموظفين في الهيئة، من خلال الحصول على موافقة رسمية من إدارة الهيئة، على تدريب الموظفين وتعليمهم أساسيات لغة الإشارة، وطريقة التواصل الصحيح مع المعاقين سمعياً.
وتؤكد سكينة أن لغة الإشارة بسيطة، ويمكن للشخص السوي تعلمها وإجادتها سريعاً، للتواصل مع الصم، سواء في العائلة أم العمل، لافتة إلى أن الدورة تستمر لمدة أسبوعين متواصلين، ويمكن للشخص تعلم كيفية إلقاء التحية ويسأل عن الحال، كما يمكنه معرفة الأوقات والأيام والألوان والأسماء والألعاب الرياضية وأنواع الأطعمة والوظائف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news