إبراهيم «خطيب الأمة» الصغير يذهل الكبار بفصاحته
تمكن الطفل المصري إبراهيم منير، البالغ من العمر ست سنوات، من إثارة اهتمام حضور الملتقى الرمضاني التاسع مساء أول من أمس، إذ وصفوه بـ «البليغ والفصيح» في إلقاء خطبة عن تقوى الله، ضمن مشروع خطيب الأمة الذي تتبناه الأستاذة شيخة كادفور بمبادرة شخصية منها منذ سنوات.
ووفقاً لأم إبراهيم فإنها منذ أن علمت بمشروع خطيب الأمة، وهي تحلم بإلحاق ابنها إبراهيم به، لشغفه الشديد بالقرآن والخطابة، وتالياً تواصلت مع المسؤولة عن المشروع، الأمر الذي بدا صعباً في البداية لحداثة سنه. وتابعت «تم قبول إبراهيم ضمن أفراد المشروع ليقدم خطبته خلال فعاليات الملتقى الرمضاني لهذا العام، إذ تم تدريبه في المنزل على الخطبة التي سيلقيها قبل أسبوع واحد من صعوده منصة الملتقى، ليفاجئ الجميع بأدائه المميز، رغم صغر سنه». وأضافت أم إبراهيم أنه «اعتاد على سماع القرآن منذ صغره والإنصات له، حتى أصبح لا يستطيع النوم إلا على صوته، وفي حال إغلاقه يستيقظ قلقاً، ويطلب إعادة تشغليه مرة أخرى، فضلاً عن إعداده قائمة بالقنوات التي تذيع القرآن الكريم لمتابعتها باستمرار». وقال إبراهيم منير إنه يدرس في الصف الاول الابتدائي، ولم يتجاوز السادسة من عمره، وبدأ يتعرف إلى الكلمات وينطقها منذ كان في الثالثة من العمر، ثم توجه إلى حفظ بعض آيات القرآن الكريم، حتى يستقيم لسانه، وفي الخامسة شجعته والدته على القراءة، وكانت تعد له خطباً قصيرة ليلقيها أمام إخوته، فيما تعد كلمته عن تقوى الله هي الأولى له أمام هذه الأعداد الكبيرة من الجمهور، معبراً عن سعادته بأنه لم يخطئ في كلمة واحدة من كلمات الخطبة، وأن الجمهور الكبير شجعه كثيراً بعد نهايتها.
المهارات الخطابية قالت المسؤولة عن مشروع خطيب الأمة شيخة كادفور، إن المشروع يهدف إلى تطوير المهارات الخطابية لدى الأطفال وصغار السن، ومعرفة نقاط الضعف، وتوضيح أساليب التطوير من خلال التقييم المستمر، الذي يعتمد على أسلوب المراقبة والتحليل الإيجابي، والحث المستمر على الإبداع الخطابي لا على التمثيل والتكرار. وتابعت «كما يهدف المشروع أيضًا إلى نشر ثقافة وأهمية التطوير الذاتي وتطوير المهارات الخطابية لدى الطلاب، والارتقاء بمستوى أساليب الاتصال بينهم وبين الجمهور، وتحديث مختلف أساليب التدريب والتطوير الذاتي، وتشجيع العمل الجماعي والجهد الشامل، إذ يتم التدريب بشكل جماعي لجميع الطلاب المشاركين من خلال تقديم خطة عمل خلال العام الدراسي ومن ثم تقييمها من قبل المشرفين، كما يتم من خلال المشروع تطبيق أحدث الأساليب في تطوير المهارات الخطابية، ودعوة بعض الخبراء في مختلف المجالات». |
وتابع أن والدته، بالتعاون مع الأستاذة شيخة كادفور، هي التي اختارت له موضوع الخطبة، وأنه مكث أياماً يحاول أن يحفظها بشكل جيد، حتى لا يتلعثم أمام رواد الملتقى الرمضاني، كما أنه ألقاها أكثر من مرة أمام شيخة كادفور لتتأكد من أنه على المستوى المطلوب للانضمام إلى برنامج خطيب الامة. وأضاف إبراهيم أنه ينوي الاستمرار في حفظ كتاب الله كاملاً حتى يصبح لسانه عربياً لا يخطئ في ضبط الكلمات، كما يفعل أقرانه الصغار، لأنه يحب اللغة العربية ويتمنى في المستقبل أن يكون أحد الدعاة البارزين، معبراً عن تقديره لوالدته التي ظلت أياماً عدة تحاول معه، حتى أجاد حفظ أكثر من أربع ورقات كاملة، تحمل جميعها مضمون تقوى الله، مؤكداً أنه بذل مجهوداً كبيراً حتى يفهم كل كلمة ألقاها. ووجه إبراهيم رسالته إلى الحضور قائلاً إن «رقابة الخالق أهم من رقابة المخلوقين، لأن المخلوقات تسهو وتمرض وتموت، أما الله سبحانه فإنه حي لا يموت». وأكدت المسؤولة عن مشروع خطيب الأمة شيخة كادفور، أن إبراهيم منير يعتبر أصغر الملتحقين بالمشروع سناً، وعلى الرغم من القلق حول إمكانية عدم تمكنه من النجاح في خطبته إلا أنه جاء عكس كل التوقعات، وأثبت جدارته وتفوقه.