القبانجي: الإسلام الأصولي يتراجع في الدول العربية
أكد الداعية أحمد حسن القبانجي أن التعامل بفوقية، وإجبار الناس على التزام سلوك أو مبدأ أو فكرة محددة، لا يسهم في بناء المجتمعات، ونموها، ولو كانت الفكرة التي يراد إظهارها فكرة سامية. كما أكد تراجع الإسلام الأصولي في الدول الإسلامية والعربية، لافتاً إلى ظهور حالات انشقاق على الحكومات الإسلامية، كما في إيران والصومال، ومناداة شعوب بحكومات مدنية.
وقال في محاضرة ألقاها أول من أمس في المجلس الرمضاني لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تحت عنوان «الإسلام الأصولي والإسلام الحداثي» إن حالات اقتتال كثيرة ظهرت بين الأحزاب الأصولية، كما ظهرت الردة الصامتة لملايين الإيرانيين الذين يتركون الآن الصوم والصلاة، ويعارضون فرض الحكم الإسلامي بالقوة والعنف، مضيفاً أن قوى أصولية حكمت دولاً وفرضت الأسلمة على مجتمعها بقوانين فوقية، وليس بإيمان نابع من القلب، لكن هذا لم ينجح، مدللاً على ذلك بنساء إيرانيات يخلعن الحجاب بعد مغادرتهن مطار طهران.
وانتقد الإسلام الأصولي للسنة والشيعة معاً، رافضاً مقولة الأصوليين إن «الإسلام دين ودولة» وإنه «الحل لمشكلات الحياة كلها». وقال إن مشكلة الإسلام الأصولي تكمن في تضاده مع العلمانية والحداثة، وفي قراءته للنصوص المتمثلة في القرآن والسنة، لافتاً إلى وجود أصوليين ينادون بعدم حاجتهم إلى الحداثة، ويفضلون بعدهم عن علوم التحضر والمعرفة.
وقال إن التيار الأصولي كان متزناً في بدايات القرن الماضي إلى أن ظهر تيار أصولي متشدد، تمثل في حسن البنا وسيد قطب والمودودي ممن اعتقدوا أن الحضارة الجديدة تهدد كيان الإسلام، فرجعوا إلى القرآن والسنة خوفاً على الدين لا على المسلمين، معتبراً أن تلك كانت بداية تخلف المجتمع الإسلامي.
واعتبر المحاضر أن التيار الأصولي الذي ظهر منتصف القرن الماضي، وامتداداته، كان ولايزال يرى أن التيار العلماني يفصل الدين عن السياسة والدولة، لافتاً إلى أن العلمانية بفهمها العميق هي فصل الأخلاق والحقوق والقضاء والاقتصاد وجوانب الحياة الأخرى كافة عن الدين.
وقال إن هذه الشريحة من الأصوليين وبعد ظهور علماء الكلام وفقهاء تلك المرحلة، أخذوا يحاربون العلمانية والليبرالية، وبدأوا في تنظيم مؤتمرات في دول إسلامية لمناقشة علوم الاقتصاد والاجتماع وغيرهما في إطار إسلامي.
وقال إن الإسلام السني الأصولي أفرز تنظيم القاعدة الذي أسس قوامه من مسلمين يتصورون أنهم سيكونون من أهل الجنة عند قيامهم بتفجيرات وإزهاق أرواح أبرياء بهدف إزاحة الدولة العلمانية وإحلال دولة مسلمة.
أما المسلم الشيعي فهو يدافع عن الإمام كجزء من هويته، ويذوب في شخصيته الشيعية وقلبه مملوء بحب الدنيا، مستندا إلى أن إمامه سيشفع له يوم القيامة.
واعتبر أن قناعة الأصوليين بتأسيس دولة بحد السيف قياساً على بدايات ظهور الإسلام، هي اعتقاد خاطئ. وقال إن خطأ الفكر الأصولي الأكبر هو أن من يعارضه يصنف مرتداً يجب قتله، مشيراً إلى أن عقلانية المسلم الأصيل تختلف عن عقلانية المسلم الأصولي.
وقال إن الإسلام الأصولي درجات بدايتها فكر الإخوان المسلمين والفكر الشيعي المتشدد وآخرها تنظيم القاعدة والإرهاب، معتبراً أن كل مسلم أصولي يبدأ تدريجياً في الانحراف ستكون نهايته إرهابياً يستخدم الدين كقوة جبرية في التغيير.