دراسة أكدت شعورهم بالعزلة.. وخوفهم من أن يظهروا ضعفاء

81.8 ٪ من المسنّين في الإمارات أُميّون

ممارسة المسنين الأنشطة من أجل قضاء وقت الفراغ تقل بتقدم العمر وتزداد بارتفاع الدخل الشهري. تصوير: باتريك كاستيلو

أظهرت دراسة عن «واقع المسنين في مجتمع الإمارات»، أنجزتها جامعة الشارقة، أن المسنين في الدولة يعانون مشكلات عدة، من أبرزها الانفعال السريع، والشعور بالقلق والخوف من المستقبل، إضافة إلى ارتفاع نسبة الأمية بينهم.

ورصدت الدراسة التي أعدّها أستاذ علم الاجتماع التطبيقي وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، الباحث الدكتور أحمد فلاح العموش، ضيق المسنين من عجزهم عن حل بعض المشكلات التي تواجههم، وشعورهم بالعزلة والوحدة، وخشيتهم الظهور ضعفاء أمام الناس في المرتبة الأدنى في الترتيب.

كما بينت أن الإناث يعانين هذه المشكلات أكثر من الذكور، وتزداد حدة هذه المشكلات مع تقدم العمر، في حين تنخفض حدتها بارتفاع مستويات الدخول الشهرية.

وتابع العموش أن الدراسة كشفت عن ارتفاع نسبة الأمية بين المسنين في الإمارات، إذ بلغت 81.8٪، كما كشفت أن نحو 25.8٪ منهم، ليس لهم دخول شهرية خاصة بهم، وأن 57٪ منهم، ليس لهم مساحات من المنزل مخصصة لهم، أما الذين توجد لديهم مساحات من المنزل محددة وخاصة بهم، فإن تلك المساحات في مجملها صغيرة، وتبين أن 16.2٪ فقط، تزيد المساحات المخصصة لهم من المنزل على 70 متراً مربعاً. وقال العموش، إن الدراسة كشفت عن أن تفاعل المسنين جاء قوياً مع كل من الأبناء المتزوجين والبنات المتزوجات والأحفاد والحفيدات، وبوسط حسابي يزيد على أربع، وفقاً للمقياس الخماسي، وجاءت زيارة أقارب المسنين لهم في منازلهم في المرتبة الثانية، ومن ثم زيارة الأصدقاء لهم، وفي هذا المجال، تبين أن الذكور يتفاعلون اجتماعياً أكثر من الإناث، ويقل تفاعلهم بتقدم أعمارهم، في حين يزداد تفاعلهم بارتفاع دخولهم الشهرية.

أما عن المعاناة الصحية، فقال العموش، إن الدراسة أظهرت أن ارتفاع ضغط الدم يحتل المرتبة الأولى، و يعتبر عدم استطاعتهم صعود الدرج معاناة حقيقية لهم، واحتلت المرتبة الثانية، ومن ثم النوم المتقطع والمضطرب، فصعوبة التنقل والحركة، وضعف النظر والسكري، إضافة إلى شعورهم بضعف عام، وضعف السمع تحديداً.

وتبين أن الذكور يعانون أكثر من الإناث في النواحي الصحية، وتزداد حدة معاناتهم بتقدم أعمارهم، في حين لم تكشف الدراسة عن وجود فروق معنوية في درجة معاناتهم الصحية تعود لمستويات دخولهم الشهرية.

وتابع العموش أن الدراسة أظهرت أن تأدية الشعائر الدينية تحتل المرتبة الأولى من بين الأنشطة التي يمارسها المسنون، ولم تظهر الدراسة أي فروق معنوية من حيث المعتقدات الدينية للمسنين وتأديتهم الشعائر تعود لأي من متغير الجنس أو العمر أو الدخل الشهري، وفي المرتبة الثانية جاء قضاء وقت الفراغ مع الأبناء والبنات، ومن ثم مشاهدة التلفاز والاستماع إلى الإذاعة.

وكشفت الدراسة أن ممارسة المسنين الأنشطة من أجل قضاء وقت الفراغ، تقل بتقدم العمر وتزداد بارتفاع الدخل الشهري.

وقال العموش، إن الدراسة كشفت عن أن الموت يسيطر على تفكير المسنين، إذ احتل ترقبهم الموت من وقت لآخر المرتبة الأولى من تفكيرهم، وفي المرتبة الثانية جاء انزعاجهم عند مشاهدتهم جنازة، وفي المرتبة الثالثة عدم رغبتهم في الاستماع إلى أحاديث الناس التي تتعلق بالموت، ورابعاً خوفهم من الموت عندما يصابون بأي مرض، ومن ثم لا يتكلمون مع أصدقائهم وأقاربهم عن الموت. وفي ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة، ومن أجل رفع سوية الخدمات المقدمة للأشخاص المسنين في الإمارات، قدمت الدراسة توصيات شملت: توفير الرعاية الشاملة للمسنين، وتوفير حاجاتهم في منازلهم، من خلال تفعيل دور الخدمة الاجتماعية، ووضع البرامج التأهيلية للمسنين.

تويتر