محمد بن راشد قرّر ترقيتها.. وأثنى على قدرتها وكفاءتها

سلمى الكعبي خبيرةً في دمج المعاقين

سلمى الكعبي الكفيفة منذ الطفولة تخصصت في دمج المكفوفين. وام

قالت سلمى علي الكعبي، الفتاة الكفيفة البالغة من العمر 37 عاماً، التي زارها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أول من أمس، في الفجيرة، إن زيارة سموّه «كانت أجمل مفاجأة في حياتها».

وقرّر سموّه، أمس، ترقية سلمى إلى منصب خبيرة لدى وزيرة الشؤون الاجتماعية في مجال الدمج المجتمعي للمعاقين، تقديراً لكفاءتها وقدرتها الكبيرة على العطاء، على الرغم من إعاقتها.

وكان سموّه في زيارته إلى مركز المعاقين في الفجيرة أثنى على قصة نجاح سلمى، «إذ إن إصابتها بالمرض، الذي أذهب بصرها في سن الرابعة، لم تمنعها من المثابرة والإصرار على طلب العلم، حتى إنها أصرّت على الذهاب إلى البحرين للدراسة في مدارس ذوي الإعاقات الخاصة، وهي في سن الثامنة لمدة 11 عاماً، ثم عادت بعد ذلك إلى الدولة، وأصرّت على إتمام دراستها في المدارس العادية، على الرغم من التحديات التي واجهتها في تقبل المدارس الحكومية فكرة وجود طالبة كفيفة بين صفوفها في تلك الفترة».

وروت سلمى لـ«الإمارات اليوم» أنها فقدت بصرها جزئياً في طفولتها، بعدما أصيبت بالحمى الألمانية، فلجأت أسرتها إلى الأدوية الشعبية للعلاج، ما أفقدها بصرها حتى أصبحت كفيفة.

وكانت سلمى تملك رغبة كبيرة في الدراسة، لكن عدم وجود مدارس أو مراكز تُعنى بالمكفوفين في ذلك الوقت، دفعها إلى السفر وهي في الثامنة من عمرها إلى البحرين، والتحقت بمعهد المكفوفين هناك، وهو معهد يستفيد منه الطلبة الخليجيون، ودرست من الصف الأول الابتدائي حتى الأول الثانوي، على نفقة وزارة التربية والتعليم.

وعادت سلمى من البحرين لإكمال دراستها في الدولة، إذ واجهتها «تحديات وعثرات عدة، خلال انتظامها بمدرسة أم المؤمنين في الفجيرة، كون سُبل التعامل مع ذوي الإعاقات الخاصة كانت بدائية، إذ لا كتب بلغة (برايل) الخاصة بالمكفوفين، ولا طابعة خاصة بهم، ولا وسائل تعليمية ملائمة، وأيضاً لا يوجد معلمون مؤهلون للتعامل معهم».

وأضافت «اعتمدت على نفسي في تلخيص الدروس، وكنت أسجل المواد على أشرطة سمعية بمساعدة من أسرتي لأسمعها لاحقاً وأحفظها، ولم يكن ذلك ليتم لولا دعم الأسرة، التي شجعتني إلى أن أكملت المرحلة الثانوية».

وتابعت سلمى تعليمها الجامعـي في مصر، إذ حصلت على «بكالوريوس» في التربية، و«ليسانس» في التاريخ من جامعة حلوان في القاهرة عام ،1997 وكانت حينها مبتعثـة مـن قبل وزارة التعليم العالي في دولة الإمارات.

وعزت سلمى ما تصفه بـ«إبصارها النجاح» إلى أسرتها، وقالت: «لوالدتي ووالدي وأقربائي الفضل الكبير في تحدي العقبات ومواصلة طموحي بالتعليم، والوصول إلى ما أنا عليـه اليوم»، لافتة خصوصاً إلى دور أبيها الذي قالت إنه «دعمها معنوياً، وكان يؤكد لها دائماً أنها ستحقق يوماً إنجازاً سيكون محل فخر الجميع».

ولسلمى مشاركات داخل الدولة وخارجها في مؤتمرات خاصة بالمكفوفين، والتحقت بدورات تدور حول المناهج ورعاية المكفوفين وتعزيز مهارات الطلبة، ومثّلت الدولة في دورات عن المرأة المعاقة، بينها مؤتمر لبنان لدمج المعاقين وتوظيفهم في الدوائر الحكومية، ومؤتمر المرأة المُعاقة في مملكة البحرين، ومخيم المكفوفين في المغرب العربي، وفعاليات أخرى في ألمانيا وقطر وغيرهما.

وحول ظروف زيارة نائب رئيس الدولة، قالت إنها «تلقت في اليوم السابق اتصالاً من مجلس الوزراء يطلب منها بعض البيانات عنها، من دون إعلامها بالسبب، ولم يخطر ببالها أن الأمر مرتبط بها على نحو خاص، وفي اليوم التالي وأثناء وجودها في مركـز الفجـيرة للمعاقين لاحظت نشاطاً استثنائياً لتنظيف المكان وتزيينه، ولدى سؤالها عن السبب اكتفى المسؤولون في المركز بالقول إنهم ينتظرون زيارة مهمة، وبعد ساعات فوجئت بمن يخـبرها بأن سمـوّه يعتزم زيارتها»، وقالت: «لا أستطيع وصف مشاعر الفرح والزهو بهذه المفاجأة».

تويتر