حملات التوعية تسهم في انخفاض مؤشر الحوادث. من المصدر

«مرور دبي» تخاطب المجتمع بلغات مختلفة

تستخدم الإدارة العامة للمرور، في شرطة دبي، اللغات العربية والإنجليزية والأوردية في مخاطبة شرائح المجتمع خلال حملاتها، فيما تلجأ إلى لغات أخرى متعددة، حسب طبيعة الجهة المستهدفة، ومنها اللغة الصينية.

وأكد مدير الإدارة العامة للمرور اللواء مهندس محمد سيف الزفين أهمية النشاط التوعوي في عمل الإدارة، لأنه يعد الركيزة الأساسية للجانب الوقائي، مشيراً إلى أن الحملات التوعوية التي نظمتها الإدارة أسهمت إلى حد كبير في انخفاض مؤشر الحوادث والوفيات خلال الأعوام الأخيرة.

وأوضح أن استخدام لغات بعينها في مخاطبة أفراد المجتمع يعتمد، بشكل أساسي، على طبيعة الفئة المستهدفة وحجمها بين السكان، ونوع الحملة التي تنظمها الإدارة، مبيناً أن تنظيم حملة للحد من العبور الخاطئ وحوادث الدهس يختلف في استراتيجيته عن حملة مخاطبة الأسر على سبيل المثال حين ينطلق العام الدراسي.

وأضاف أن من كبرى الحملات التي نظمتها الإدارة وارتكزت بشكل رئيس على تنوع لغة الخطاب مع الجهة المستهدفة، هي حملة «اعبر بأمان»، التي تواصلت منذ إطلاقها قبل نحو عامين مع قرابة الـ200 ألف عامل من شركات مختلفة في دبي، وبدأت بالمؤسسات التي تضم أعدادا كبيرة من العمالة نزولا إلى الشركات الأقل، ولايزال نشاطها متواصلا بعدما حققت نجاحا فاعلا.

وأشار إلى أن حملة «اعبر بأمان» نظمت للحد من حوادث الدهس التي سجلت زيادة ملموسة في عام ،2008 بواقع 754 حادثا أسفرت عن وفاة 106 أشخاص، بما يوازي 6.4 لكل 100 ألف من السكان، كما نتجت عنها إصابة 762 شخصا، لافتا إلى أن هذه المؤشرات استوقفت الإدارة واتخذت إجراء وقائيا للحد منها.

ولفت إلى أن الخطوة التالية تمثلت في دراسة الشرائح التي تضررت بشكل أساسي من حوادث الدهس، وتبين أن الهنود احتلوا المرتبة الأولى بواقع 382 حالة، يليهم الباكستانيون بـ111 حالة، ثم البنغال بـ89 حالة، والفلبينيون بـ47 حالة، والنيباليون بـ29 حالة، ويليهم المواطنون بـ24 حالة، ثم المصريون بـ26 حالة، ثم جنسيات أخرى بنسب متفاوتة.

وأفاد بأنه بناء على تلك المعطيات، تم الترتيب جيدا للحملة، واختيار ثلاث لغات رئيسة لاستخدامها في المحاضرات والنشرات التوعوية، وهي الأوردية باعتبارها لسان الهنود والباكستانيين، الذين احتلوا المرتبتين الأولى والثانية في قائمة المتضررين من حوادث الدهس، ثم العربية لمخاطبة جميع المنتمين إلى جنسيات عربية، واللغة الانجليزية باعتبارها الأكثر شيوعا ويفهمها معظم سكان العالم.

وقال مدير الإدارة العامة للمرور إنه تمت مخاطبة الشركات المستهدفة والاتفاق معها على تخصيص وقت معين، لإلقاء محاضرات على عمالها من جانب مختصين وخبراء تابعين للإدارة، مشيرا إلى استخدام الصور وأشرطة الفيديو في المحاضرات، لعرض لقطات حية لحوادث قاتلة راح ضحيتها أشخاص كانوا يعبرون بشكل خاطئ.

وأضاف أن المحاضرات استهدفت كذلك سائقي الشركات، باعتبارهم المعنيين بنقل العمال، وتركزت على ضرورة التزامهم بإنزال الركاب في أماكن مخصصة لذلك، حتى لا يضطر العامل إلى عبور الطريق إلى الجهة الأخرى ما يعرضه للموت، مبينا أنه تم رصد مكافآت للسائقين الذين يلتزمون بالمحاضرات.

وأشار إلى أن نتائج الحملة ظهرت بشكل واضح في العام التالي للحملة، إذ انخفضت معدلات حوادث الدهس بواقع 538 حادثا، وأسفرت عن وفاة 71 شخصا، وإصابة 569 بإصابات معظمها بسيط ومتوسط، فيما سجل خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الجاري 203 حوادث، أدت الى وفاة 31 شخصا، ومن المتوقع أن تنخفض النسبة إلى 50٪ مع نهاية العام الجاري.

وأوضح الزفين أن الحملات التوعوية الأخرى التي تنظمها الإدارة تختلف حسب طبيعة الفئة المستهدفة، فمن الممكن استخدام لغات مثل الفرنسية والألمانية والصينية إذا كانت الحملة تخاطب فئة كبيرة من المنتمين إلى الدول التي تتحدث بهذه اللغات، مؤكدا أهمية تلك الحملات في الدور الوقائي. إلى ذلك قال مدير إدارة الفعاليات بالإدارة العامة للمرور الرائد جمعة بن سويدان إن الإدارة تضم عددا من المحاضرين الذين يجيدون التحدث بلغات مختلفة، مثل الإنجليزية والأوردية والفارسية والصينية، مؤكدا أن الحملات التوعوية التي تنظمها الإدارة تسهم إلى حد كبير في تعميق الثقافة المرورية لدى أفراد المجتمع.

وأضاف بن سويدان أن إدارة مرور دبي تهتم إلى درجة كبيرة بتثقيف أفرادها، سواء من حيث طريقة التعامل مع أفراد المجتمع أو برفع قدرتهم على التحدث بلغات مختلفة.

الأكثر مشاركة