رعاة الإبل يترقبون قدوم «الوسم» بشغف. أرشيفية

بدء موسم «الوسم» في منطقة الجزيرة العربية

بدأ موسم «الوسم» أو «الوسمي» في منطقة الجزيرة العربية، اعتبارا من أمس، وينتهي مع منتصف ديسمبر المقبل.

وقال المشرف العام في «القبة السماوية» في الشارقة إبراهيم الجروان، وهو باحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية، إن الوسم سمي بذلك، لأنه يسم الأرض بالنبات، ومعناه هو الكي، أو أثره.

وأضاف أن هذه الأيام سميت «الوسم»، لأن أمطارها تسم الأرض بالخضرة، والكلأ، ومطره محمود ونافع للأرض، كما أن مطره مفيد لتنبت الأرض جميع الأعشاب البرية، إضافة إلى فطر الكمأة (الفقع)، وهو فطر ينمو في أجواء خاصة خلال موسم الربيع، ويجد قبولا لدى عرب الجزيرة من ناحية جنيه أو تناوله مطبوخا، وهو غني بالبروتين، ويشبه شكله البطاطس الى حد كبير، وفي موسم الوسم يبدأ عبور الطيور المهاجرة، وتبدأ هجرة طيور مثل الحبارى والكروان.

ويختلف وقت دخول الوسم من حساب إلى آخر، فمنهم من يجعل دخوله في 16 أكتوبر، بينما حسابات أخرى تجعله في 6 أو 10 أكتوبر.

وقال الجروان إنه خلال الوسم ينشط فيروس الأنفلونزا الموسمية بين الناس، وتظهر أمراض الحساسية عند البعض، داعيا لى أخذ الحيطة وعدم التعرض للتيارات الهوائية سريعة التغير، الباردة والدافئة، بسبب التفاوت الكبير في درجات الحرارة بين الليل والنهار خلال اكتوبر ونوفمبر في المنطقة عموما.

ويترقب أهالي الجزيرة العربية بشغف قدوم الوسم، لأنه خلال هذا الموسم، إذا نزل المطر مبكرا ولفترات متعددة ومتباعدة، فإن الارض تخصب والفقع يظهر فى البراري، كما ينبت النبات البري بأنواعه المتعددة من زهور وأعشاب فصلية، وتخضر الأعشاب الحولية والمعمرة، ويقترن مع أول الأمطار «الصفري».

واعتمد أهل الجزيرة قديما على اقتران الثريا مع القمر، لتحديد أوقات الشتاء لديهم، وكان أكثر حرصهم على وقت نزول الأمطار خلال الوسم والشتاء، ثم الربيع الذي يعقبه لأنهم اعتمدوا في معيشتهم على الزراعة ورعي الابل والغنم، إذ يتتبعون الماء وأماكن تجمعه، وكذلك الربيع والعشب وأماكن ظهوره.

وهكذا يعتبر البدو قران البدر بالحمل أول الوسم، واقترانه بالثريا منتصف الوسم، واقترانه بالجوزاء آخر الوسم.

وأفاد الجروان بأن الوسم هو مصطلح يضم أربع منازل قمرية، كل منزلة 13 يوما، وهي العواء ودخوله في 16 أكتوبر، ويليه السماك ودخوله في 29 أكتوبر، ثم الغفر ودخوله في 11 نوفمبر، وأخيرا الزبانا ودخولها في 24 نوفمبر، وينتهي الوسم في 6 ديسمبر، ويبلغ عدد أيامه 52 يوما، ويعده البعض 60 يوما، إذ ينتهي منتصف ديسمبر.

وأشار الجروان إلى أن دخول موسم الوسم يأتي بعد دخول طالع الصرفة، وهو آخر نجوم سهيل الأربعة، وهي الطرفة والجبهة والزبرة والصرفة، وسميت الصرفة لانصراف الحر عند طلوعها فجرا من المشرق، وسيعقب موسم الوسم أيام الشتاء الباردة وهي المربعانية التي يبلغ عددها منازلها ثلاث منازل، هي الإكليل والقلب والشولة، وعدد عدد أيامها 39 يوما إلى آخر يناير.

وعند دخول الوسم تواصل الشمس انحدارها إلى الجنوب، وتبدأ الأجواء في التحسن، وتنخفض درجة الحرارة ويبرد الليل، كما تعتبر فترة الوسم فترة جيدة لنمو النباتات والزراعة، نظرا لاعتدال درجات الحرارة، إذ لا تتجاوز العظمى الـ35 درجة، والصغرى تهبط إلى ما دون 20 درجة، كما تعتبر أمطار الوسم أكثر نفعا للأرض، إذ تقل نسبة التبخر، ويعود ذلك على المخزون الجوفي للمياه.

الأكثر مشاركة