«تنمية المجتمع» تعتزم إنشاء نادٍ للكبار.. وتوفير رعاية منزلية لهم
468 مسناً في دبي يعانون الوحدة
كشفت مدير إدارة خدمات كبار السن في هيئة تنمية المجتمع في دبي، مريم محمد الحمادي لـ«الإمارات اليوم»، عن «وجود 468 مسنا يعانون الوحدة في دبي، يعيش بعضهم دون رعاية، والبعض الآخر يتلقى رعاية من خدم المنازل، من أصل 8039 مسناً هم عدد من تجاوز الـ60 عاما في الإمارة، ومن بين هؤلاء المسنين 7571 مسنا يعيشون مع أسرهم، وبينهم 26 مسنا، ليس لديهم من يعيلهم، ويقيمون حالياً في دار الإيواء ضمن استراحة الشواب التابعة للهيئة، بينهم تسع نساء، و17 رجلا، أكبرهم يبلغ من العمر 92 عاما».
وقالت الحمادي إن «85٪ من المسنين الذين يتلقون الرعاية الاجتماعية والطبية في استراحة الشواب في دبي، تم تحويلهم من قبل المستشفيات الحكومية، لضمان تلقيهم رعاية شاملة على يد مختصين في الدار، لعدم وجود معيل لهم، و15٪ حضروا إلى الاستراحة بصحبة أقاربهم»، لافتة إلى أن «الاستراحة رفضت حالات كثيرة لكبار سن حولتها مستشفيات حكومية، يطلبون الإيواء الدائم، لوجود من يعيلهم»، موضحة أن المستشفى يحول المسن بعد انتهاء فترة علاجه، ورفض ذويه تسلمه.
وتعتزم إدارة خدمات كبار السن في الهيئة إطلاق مشروعين لخدمة المسنين، وفق الحمادي، التي أعلنت إنشاء نادٍ لكبار السن يقدم خدمات صحية واجتماعية وبرامج تثقيفية وتأهيلية وترفيهية، بغرض دمج كبار السن في المجتمع وتأهيل أسرهم لاستقبال المسن واحتضانه ورعايته.
وأضافت أن «الإدارة تعتزم إنشاء وحدة للرعاية المنزلية، ضمن مشروع اجتماعي يعد الأضخم في مجال دعم كبار السن، إذ يمكن للمسن تلقي العلاج والرعايـة الطبـية والاجتماعية في منزله، إضافة إلى تأهيله وأسرته والخدم الذين يرعونه في حالات المسنين الذين يعيشون بمفردهم، خصوصاً بعد ضبط خدم يستغلون أموال كبار السن من دون وجه حق».
تحايل وصعوبات
وذكرت أن «أسراً تقوم بإيداع أقاربها المسنين، داخل المستشفيات لتلقي العلاج وبعد شفائهم لا يأتون لتسلمهم وإخلاء مسؤوليتهم، لافتة إلى أن في تلك الحالات تضطر الدار إلى إيوائه مؤقتاً، إلى حين الوصول إلى أسرته وإقناعها بتسلمه، وإعادة دمجه من جديد في اسرته»، مضيفة أن «الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين يتولون تقييم الحالات الموجودة في الاستراحة، للتغلب على تهرب الأبناء من مسؤولية رعاية آبائهم».
وأكدت أن «هناك صعوبات تواجه استراحة الشواب، والإدارة تعمل على القضاء عليها، منها عدم قدرة خدم المنازل على التعامل مع كبار السن، خصوصاً في حالات المسنين الذي يعيشون بمفردهم، واستغلال الخدم كبار السن مالياً، واعتمادهم على دخل المسن، فضلاً عن إهمالهم رعايته بشكل صحيح، إضافة إلى صعوبة تقبل الأسرة وجود مسن في المنزل، خصوصاً في حالات كبار السن المرضى، الذين يحتاجون إلى رعاية فائقة».
رعاية دائمة
فيلم «الرعاية المنزلية» قالت مدير إدارة خدمات كبار السن في هيئة تنمية المجتمع في دبي مريم محمد الحمادي، إن «الإدارة طرحت، في أغسطس الماضي، فيلماً إرشادياً يحمل عنوان (الرعاية المنزلية لكبار السن)، نفذه قطاع الرعاية الاجتماعية في الهيئة بالتعاون مع هيئة الصحة في دبي». وأوضحت أن الفيلم مدته 25 دقيقة، ويهدف إلى توعية أفراد الأسر، وتقديم النصائح اللازمة لهم حول رعاية كبار السن في أماكن إقامتهم، لتجنب الوقوع في ممارسات خاطئة تضر بسلامة صحتهم، ويركز على أفضل الأساليب للتعامل معهم وتقديم الرعاية الكافية لهم، مثل العناية بالنظافة الشخصية والمظهر العام، والتغذية». وتابعت أن الفيلم يقدم إلى الأهالي والمؤسسات من مستشفيات ودور رعاية المسنين نصائح للعناية بكبار السن، سواء من المقعدين أو المشلولين شللاً تاماً، وغيرها من الحالات، وتضمن الفيلم مشاهد تمثيلية ونصائح إرشادية تتمثل في ضرورة المحافظة على عادات كبير السن التي كان يتبعها، وطرق التعامل معه، وإقامة حوار متبادل مع المسن، لإعطائه فرصة التعبير عن نفسه وسرد ذكرياته». ويتوافر الفيلم في إدارة المنافع الاجتماعية التابعة للهيئة، واستراحة الشواب، ومركز الممزر الصحي، ومجلس الراشدية، ومجلس جميرا، وقسم أمراض الشيخوخة في مستشفى راشد. |
وأفادت الحمادي بأن استراحة الشواب تقدم خدمات رعاية دائمة ومؤقتة إلى المسنين في الإمارة، الذين تنطبق عليهم شروط الايواء، منها عدم وجود معيل له، وعدم القدرة المالية، وألا يقل عمر المسن عن 60 سنة، لافتة إلى أن الاستراحة لا تقدم خدمات ايواء مسنين من ذوي الأمراض الحرجة التي تستدعي إقامة المسن داخل مستشفى، أما حالات الأمراض المزمنة المستقرة، سواء ضغط الدم أو السكري أو أمراض القلب، فيمكن تلقيها الرعاية الصحية اللازمة في الاستراحة، من خلال أطباء وممرضات من هيئة الصحة، يزورون المسنين بشكل منتظم.
وروت قصة مسنة أقامت في الاستراحة مدة ثلاث سنوات، وبعد إعادة تقييم حالتها ودراسة وضعها الاجتماعي تبين وجود مشكلات عائلية مع أبنائها، حالت دون تواصلهم طوال تلك السنوات، الأمر الذي دفع الأبناء إلى إرسالها إلى الاستراحة، خصوصاً بعدما أصبح وجودها في المنزل غير مرغوب فيه.
وتابعت الحمادي أنها تولت حالة المسنة وتعرفت إلى مشكلتها، وتمكنت بمساعدة الاخصائيين الاجتماعين من إعادة تأهيل المسنة ومصالحتها مع أبنائها، وتواصلوا من جديد، وأخيراً عادت المسنة إلى منزل أبنائها.
وأشارت مدير إدارة خدمات كبار السن في هيئة تنمية المجتمع في دبي، إلى أن استراحة الشواب في دبي استقبلت حالتين فقط خلال ثمانية أشهر، ولم تطل مدة إقامتهما سوى أسابيع، منها حالة مسنة طلب ذووها رعاية الاستراحة لها لمدة أسبوعين، وذلك ليتمكنوا من أداء العمرة، واعتبرت الحمادي أن «تدني أعداد المسنين الذين يلجأون إلى استراحة، مؤشر إيجابي، ودليل واضح على تماسك الاسرة الإماراتية والاهتمام برعاية واحتواء المسنين».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news