حاضرون اعتبروها مثالاً يُحتذى في الإصرار على النجاح

مشاركة في ورشة حول «مجهولي النسب» تكشف عن تجربة ذاتية

حواء تروي تجربتها الشخصية خلال الورشة وإلى يمينها رئيسة الجلسة. الإمارات اليوم

فاجأت مقدمة ورقة عمل السودان في ورشة التشريعات الاجتماعية الخاصة بالأطفال مجهولي الوالدين، حواء حسين السيوطي، الوفود المشاركة في الورشة، بأنها مجهولة الوالدين، وتربت في دار للرعاية في السودان.

وحولت حواء اهتمام الحضور عن تجربة السودان إلى تجربتها الشخصية، التي اعتبرها كثير من الحاضرين مثالاً يحتذى في الإصرار على النجاح والتفوق، إذ تمكنت من متابعة حياتها، ولم تستسلم لظروفها القاسية، فواصلت دراستها، ونجحت في الانتقال من مرحلة الى أخرى، حتى حصلت على الشهادة الجامعية، وتزوجت وأنجبت ثلاثة أطفال، كما أنها تكفل طفلاً مجهول الأبوين.

وقالت إنها تمكنت بعد مشوارها الطويل من تأسيس جمعية «شمعة» مع رفاق لها من مجهولي النسب «الذين عاشوا التجربة، واختبروا مراراتها بأنفسهم».

وقالت حواء لـ«الإمارات اليوم» «عملنا مع عدد من مجهولي الوالدين على توضيح الصورة للمجتمع، خصوصاً أننا حصلنا جميعاً على درجات علمية، ونجحنا في بناء أسر مستقرة، وكان لابد من نقل معاناة شريحة تتألم يومياً، وتعاني الرفض والكراهية منذ ولادتها حتى وفاتها بسبب رفض الأم لها ونظرة المجتمع غير العادلة إليها».

وتابعت أن مشروع «شمعة» يهدف إلى تنوير المجتمع بمشكلات مجهولي النسب، من خلال مجموعة من الشباب من الشريحة نفسها، غير أن «شمعة» كبرت، وعرفت في المحافل الرسمية والشعبية، ويتكون مجلس إدارتها من تسعة أشخاص، ستة منهم من مجهولي النسب.

وأوضحت أن العمل مع مجهولي النسب يحتاج إلى عناية بالاطفال وتربيتهم ودراستهم، فضلاً عن العناية بالكبار وتفهم مشكلاتهم الاجتماعية والنفسية والقانونية، ومساعدتهم في الحصول على الجنسية، والحقوق الأخرى كافة.

وأضافت «يوماً بعد يوم، بدأت الاتصالات تصل الى (شمعة) من أسر تكفل مجهولين وتتردد في إخبارهم بالحقيقة، وتترك الموضوع للمؤسسة».

وقالت حواء إن «تجربة الإمارات مدهشة، وكل من يعرفها يرى العطاء والإبهار.. فنحن في دولنا أو التجارب الأخرى نلحظ التفاني والحب، لكننا في الإمارات نلمح إصراراً على دعم هذه الشريحة مالياً ومعنوياً من خلال الجنسية وغيرها. وهي امور لا نزال في بداية مطالبتنا بها في بعض دولنا العربية».

الورشة توصي بضمان حق مجهولي الوالدين في «الهوية»

 

أكدت ورشـــة التشــريعات الاجتماعية الخاصة بالأطفـال مجهولي النســب في ختام أعمالها الخميس الماضي حق مجهولي النسب في الاسم والهوية، وطالبت بتقديم الدعم المالي للمؤسسات التي ترعاهم.

وكانت أعمال الورشة قد اختتمت بتقديم ورقة عمل حـول الحقوق والحريات المدنية للأطفال مجهولي الــوالدين قدمتــها الدكتورة زبيدة عســول من الجزائر، وورقـة عمل حول برنامج القرابة من الرضـــاع لمجهولي الأبوين قدمــها وكيل وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية فضيلة الشيخ أحمد بن عبدالله الصبان.

كما عُرضت التجارب القُطرية بشأن التشريعات الاجتماعية وسبل رعاية الأطفال مجهولي الوالدين في كل من السعودية ودولة قطر والكويت والسودان.

وتضمنت جلسة الختام كلمة وزارة الشؤون الاجتماعية بالإمارات، التي ألقاها مدير إدارة الحماية الاجتماعية حسين الشواب وكلمة الوفود العربية التي ألقاها رئيس وفد العراق إبراهيم نعمة.

وأوصى المشاركون في ختام أعمال الورشة، وبعد استعراض أوراق العمل وتجارب الدول الأعضاء، وفي ضوء المناقشات خلال أعمال الورشة بدعوة الدول الأعضاء إلى مراجعة التشريعات الوطنية في ضوء ما ورد في التشريعات النموذجية العربية المقرة والاتفاقات والمواثيق الدولية ذات العلاقة بالأطفال مجهولي الوالدين، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحديث أو تعديل أو شطب ما يلزم منها بما يضمن للأطفال مجهولي الوالدين الحق في الرعاية اللائقة والحق في الهوية (الاسم الجنسية) وسرية المعلومات الخاصة بوضع الأطفال مجهولي الوالدين.

ودعوا إلى تغيير أي مصطلحات وردت في المواثيق الرسمية الوطنية أو النموذجية العربية التي تشكل مساساً بكرامة وشخصية ونفسية الأطفال مجهولي الوالدين، كما دعوا الدول الأعضاء إلى العمل على دمج التشريعات الخاصة بالأطفال مجهولي الوالدين ضمن التشريعات العامة للدولة، والعمل على إيجاد إطار قانوني يحدد حقوق وواجبات الجهات المعنية بالرعاية بما يكفل الرعاية الملائمة للأطفال مجهولي الوالدين، مؤكدين أهمية تصميم برنامج اجتماعي نفسي نموذجي يمثل حلاً شاملاً لمشكلة الأطفال مجهولي الوالدين في الدول العربية.

وأوصوا بتنمية الموارد المالية الموجهة لرعاية الأطفال مجهولي الوالدين، وتأكيد أهمية دور الحكومات والمجتمع المدني في الرعاية والتكفل بالأطفال مجهولي الوالدين.

كما دعوا وسائل الإعلام إلى زيادة الوعي بأهمية الرعاية الأسرية للأطفال مجهولي الوالدين، وبث مواد إعلامية من شأنها تعزيز مفهوم الرعاية للأطفال مجهولي الوالدين، بما يسهم في اندماجهم في المجتمع.

 

تويتر