أكد أن الحكومة ستعمّم تجربة التطوّر في أبوظبي ودبـي على بقية الإمارات

محمد بن راشد: أتطــلّع إلى مسكن منفصل وحديقة لكل أسرة مـواطنة

أعرب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن تطلّعه في مناسبة احتفالات الدولة بالذكرى الـ39 لقيام الاتحاد، اليوم، إلى أن «يكون لكل مواطن ولكل أسرة مواطنة مسكن منفصل تتبعه حديقة صغيرة»، وأضاف «أتمنى أن يحصل أبناؤنا على أفضل خدمات تعليمية، وأن تكون لدينا أفضل خدمات صحية، وأتمنى أن تشرق شمس كل يوم جديد لتجد في مقابل شروقها ابتسامة جديدة مرسومة على وجوه مواطني الإمارات».

مساكن جديدة

قال سموّه خلال لقاء غير رسمي مع رؤساء تحرير الصحف المحلية وعدد من الإعلاميين الأجانب، الأحد الماضي، على هامش ندوة المشهد الاقتصادي لدبي التي عقدت في المكتب الإعلامي: «صحيح أننا قطعنا شوطاً في توفير تلك الخدمات الضرورية، خصوصاً في ما يتعلق بالمساكن، إلا أن الطريق مازال طويلاً، وهناك مواطنون بحاجة إلى مساكن جديدة»، مضيفاً أن «أكثر ما يؤلمني عندما أشاهد أو أسمع عن أسر مواطنة عدة تعيش في بيوت صغيرة».

وأوضح سموّه أن الحكومة ستعمل «بجدٍ خلال المرحلة المقبلة لإنشاء مشروعات حيوية ومهمة في بقية الإمارات حتى نستطيع توفير فرص عمل لمواطني تلك الإمارات في مناطقهم، وحتى نستطيع أن نعمّم تجربة النموّ والتطوّر التي تشهدها أبوظبي ودبي، لتشمل بقية إمارات الدولة».

إلى ذلك، أكد سموّه أن الاجتماع الثنائي الشهير الذي عُقد بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، في العام 1968 كان على تلّة رملية في «السديرة» القريبة جداً من منطقة السميح، ولم يكن في «السميح» ذاتها كما هو شائع بين الأوساط الشعبية والرسمية وحتى التعليمية في الدولة.

اجتماع «السديرة»

أوضح سموّه أن اجتماع «السديرة» تم فيه الإعلان عن الاتحاد الثنائي بين دبي وأبوظبي بـ«مصافحة تاريخية بين الشيخ زايد والشيخ راشد، وتلك المصافحة تُغني عن كثير من الاتفاقات والرسميات عند العرب، كما أعلنا عن إبقاء الباب مفتوحاً لجميع الإمارات الأخرى للانضمام إلى الاتحاد»، وهذا ما تم بعد سنوات قليلة من هذا الاجتماع التاريخي الذي يعتبر أساس تكوين الدولة.

وتفيد جميع المراجع التاريخية والمناهج المدرسية بأن الاجتماع الثنائي تم في «السميح»، والأرجح أن المؤرّخين ذكروا منطقة «السميح» لأنها أكثر شهرة، وأكبر مساحة من «السديرة» القريبة جداً منها. ووفقاً لموسوعة «ويكيبيديا» فإن منطقة «السميح» هي «قرية من الإمارات تتبع إمارة أبوظبي ودخلت في تاريخ تكوين اتحاد الإمارات، حيث عُقد فيها أول اجتماع بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في 18 فبراير عام 1968 لتكوين اتحاد بينهما، ولدعوة سبع إمارات أخرى إلى الدخول فيه، بينها البحرين وقطر، تمهيداً للاجتماع التُساعي، وقد عُرف هذا الاجتماع التاريخي باسم «اجتماع السميح».

كما تتضمن المناهج الدراسية في الإمارات المعلومة ذاتها، إذ يشير كتاب التربية الوطنية للصف الثالث الابتدائي في صفحته الثانية عشرة إلى مراحل قيام الاتحاد، ويفيد بأن «الشيخ زايد سعى بعزم كبير إلى تحقيق حلمه في توحيد الإمارات، واجتمع مع أخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، في منطقة السميح، واتفقا على قيام اتحاد بين أبوظبي ودبي».

زايد وراشد

كشف سموه أن «معلومة انعقاد الاجتماع في منطقة السميح بشكل عام غير دقيقة، لكنها ليست خطأً كبيراً»، لافتاً إلى أنه «حضر شخصياً الاجتماع بين الشيخ زايد والشيخ راشد في منطقة (السديرة) التي تقع في أبوظبي بالقرب من منطقة السميح»، مستذكراً أنه «تم نصب خيمتين صغيرتين، الأولى جلس فيها زايد وراشد بمفردهما، والثانية كانت مخصصةً لإعداد الطعام والقهوة، وحضر مع الشيخ زايد والشيخ راشد ثلاثة أشخاص مع كل منهما فقط». ولفت سموّه إلى أنه كان يقدّم القهوة إلى المغفور لهما أثناء اجتماعهما في الخيمة، حيث كان الأصغر سناً في ذلك الوقت، ولم يدخل عليهما أحد سواه. مشيراً سموّه إلى أن «الاجتماع عُقد لقناعة كل من الشيخ زايد والشيخ راشد بضرورة اتخاذ إجراءات عملية واقعية لبناء دولة اتحادية جديدة، حيث فضّلا ترك الكلام وبدء العمل الجدّي حتى يتحرك الآخرون ويلحقوا بهما، وهذا ما تم فعلاً. وانتهى الاجتماع بمصافحة تاريخية بين الشيخ زايد والشيخ راشد إعلاناً لقيام الاتحاد الثنائي بين أبوظبي ودبي، والاتفاق على دعوة بقية الإمارات السبع، بما فيها البحرين وقطر آنذاك، إلى الانضمام للاتحاد، وبعد المصافحة تناول الجميع الطعام الذي تم إعداده في الخيمة الثانية».

حكمة وحنكة

قال سموّه إنه «كوّن خبرته ومعرفته وتعلّم كثيراً من الشيخين زايد وراشد»، ويفتخر بأنه «لازم الشيخ زايد في جميع رحلاته، وكان قريباً منه في كل الاجتماعات الخارجية التي حضرها، وتعلّم الكثير من حنكته وحكمته وطريقة تفكيره وأسلوبه في الإقناع، وحبّه لوطنه ودينه وعروبته، كما استفاد سموّه من مجلس الشيخ راشد الذي يعتبره الجامعة الحقيقية التي نهل منها مختلف فنون الحكم والقيادة»، وأضاف «كان الشيخ راشد يتعمّد إعادة بعض القصص أمامي، وبعدها أدركت أن المقصود من ذلك كان تعليمي وترسيخ المعلومة في ذهني». واصفاً سموّه أباه بأنه «كان مخلصاً ومحباً لوطنه ودينه وشعبه، ومن أجل ذلك أحبّه شعبه، وأخلصوا العمل للوطن، بما توافر لديهم في ذلك الوقت من أدوات وإمكانات».

وتحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم بالذكرى الـ39 لليوم الوطني الذي يصادف الثاني من ديسمبر من عام ،1971 حيث تم الإعلان في دبي عن قيام الدولة الاتحادية، وتم رفع علم الاتحاد بحضور حكام الإمارات الست وأولياء العهود، قبل أن تنضمّ رأس الخيمة إلى الاتحاد بعد مرور ثلاثة أشهر.

تويتر