نيابة رأس الخيمة ستصدر أمراً بدفن الجثة حال تعذر نقلها إلى بلدها. الإمارات اليوم

جثة تشغل مشرحة رأس الخيمة 6 أشهر

بعد مرور نحو ستة أشهر على وصول جثة العامل فالسيو سلوفن (35 عاماً)، إلى مستشفى سيف بن غباش في رأس الخيمة، وجد العاملون في ثلاجة المستشفى أنفسهم أمام مشكلة حقيقية، إذ لم تتمكن الجهات المعنية من التصرف في جثته، سواء بترحيلها إلى بلاد المتوفى أو دفنها، الأمر الذي استدعى بقاءها في مكانها.

ووفقاً لرئيس النيابة الكلية في رأس الخيمة عبدالناصر محمد إسماعيل، فقد أكدت أسرة المتوفى عدم رغبتها في استقبال جثته، عازية ذلك لأسباب مالية، وطالبت بحرقها في الإمارات، تبعاً لمعتقداتها الدينية، فيما أعرب أقرباء للمتوفى عن رغبتهم في ترحيل الجثة إلى بلادهم، لكنهم لم يبادروا بأي خطوة لتحقيق ذلك.

ونتيجة لتأخر حسم مسألة الجثة الراقدة في الثلاجة، فقد حدث تعطل لجاهزية المشرحة حال دون استقبال جثث أخرى، لموتى جدد.

وقال إسماعيل لـ «الإمارات اليوم» إن قريباً للمتوفى كان قد تقدم إلى النيابة الكلية في وقت سابق، معرباً عن رغبته في حلّ المشكلة المالية، المتعلقة بتوفير كلفة ترحيل الجثة إلى بلاد المتوفى، خلال فترة قصيرة، ولكنه لم يعد.

وأضاف «أبدينا لأقرباء العامل الموجودين في الدولة، رغبة مؤكدة في التعاون معهم، وتقديم كل أشكال المساعدة الممكنة، بما في ذلك توجيه شهادة لمن يهمّه الأمر لتقديمها إلى الجهات المعنية. وقد أكدوا أنهم جادون في حلّ المشكلة. لكنهم لم يتخذوا أي خطوة حقيقية».

وتابع «في حال تعذر توفير المساعدة المالية اللازمة لنقل الجثة إلى بلد المتوفى، فإن النيابة الكلية لن تنتظر أكثر من ذلك، بل ستعمل على إصدار أمر إلى الجهات المختصة بدفن الجثة في مقابر غير المسلمين، لأن المتوفى ليس مسلماً. أما في ما يتعلق بمطالبة أسرة المتوفى بحرق جثته، فإن ذلك غير ممكن، لأنه لا محارق لجثث البشر في مجتمعنا».

وينظر القائمون على المشرحة بغير رضا إلى وجود جثث موتى فترات طويلة في الثلاجات، ويعتبرونها معضلة حقيقية تعيق جاهزيتهم لاستقبال جثث أخرى، ووضعها في الثلاجة، لضمان سلامتها من التلف، لذلك يأملون بتحديد فترة لبقاء الموتى في الثلاجات. وبحسب مصدر في المشرحة، فقد فارق العامل الحياة نتيجة إصابته في حادث حريق. وقد نقل إلى المشرحة بعدما قضى أياماً في قسم العناية المكثفة في مستشفى صقر، حيث خضع للعلاج والمتابعة الطبية، لكن الجهود العلاجية لم تفلح في إنقاذ حياته. وقد وضع في إحدى الثلاجات انتظاراً لاستكمال الإجراءات المتعلقة بترحيل جثته إلى بلاده. لكن المفاجأة كانت رفض أسرته استقبال الجثة لأسباب مالية، وتالياً، لم يكن من خيار سوى الاحتفاظ بالجثة.

ويتابع المصدر: أن الثلاجة ليست مقبرة للموتى، بل هي وسيلة لحفظ الجثث لفترة مؤقتة، ريثما تستكمل السلطات المختصة وأقرباء المتوفى الإجراءات الروتينية في مثل هذه الحالات، سواء بدفن الجثة، أو بترحيلها إلى بلاد المتوفى.

الأكثر مشاركة