فاطمة ناصر وحنيفة البلوشي أمام سيارة «إسعاف دبي». تصوير: دينيس مالاري

18 مواطنة يقتحمن الحوادث الكبرى

أنقذت المواطنة حنيفة حسن البلوشي، أسرة إماراتية واجهت الموت في حادث تدهور سيارة في دبي، إذ أجرت للأب إسعافات مكثّفة لعلاجه من جروح بليغة، واحتضنت أطفاله بأمومة، لتخفف من بكائهم الشديد جرّاء الحادث.

وحنيفة، واحدة من 18 مواطنة اخترن العمل في مهنة مُسعفة، وانضممن إلى مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، التي أثنت على جهودهن، واعتبرتهن «نافسن الرجال في أداء مهام الإسعاف بكفاءة شديدة، وأُلحقت بعضهن في فرق إسعاف الكوارث والحوادث الكبرى»، مؤكدة أن «المواطنات قادرات على التميّز في العمل الميداني، بعيداً عن المكاتب المكيّفة».

وتقول حنيفة لـ«الإمارات اليوم» إنها «وزميلاتها يعملن صباحاً ومساءً، ومؤمنات بالرسالة الإنسانية الكبيرة لهذه المهنة»، مشيرة إلى أنهن «أنقذن عشرات المصابين في حوادث عدة، شهدتها الإمارة خلال العام الماضي».

وتضيف: «أعمل ثمانية أيام شهرياً في فترة مسائية تبدأ من الساعة التاسعة مساءً، وتنتهي بعد الخامسة فجراً، وخلال هذه الفترة نتلقى بلاغات لحوادث تصادم، تخلّف مصابين، وحالات وفاة».

وتكمل: «يُدهش بعض المصابين حين يرى امرأة مواطنة تصل إلى موقع الحادث وقت الفجر، لتسهم في إجراء الإسعافات لهم، لكننا دائماً نؤكد لهم أن هذا العمل الإنساني، لا يفرّق بين الرجل والمرأة».

وتتابع: «أسهمت في عمليات إسعاف لحالات إصابة شديدة خلال فترة عملي، التي تقترب من العام في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، ولا أنسى حين أُصيب أب وأطفاله في حادث مروري، وبعد إسعاف الأب، كان صراخ الأطفال مؤلماً لكل مَن كان في موقع الحادث».

أما أصعب موقف للمُسعفة حنيفة فهو حين توجهت إلى إسعاف مصابين في حادث مروري بليغ، «لتكتشف أن مَن تسعفهم، أقارب لها، فتماسكت وأدت واجبها بالصورة المطلوبة، وبعد أن نقلتهم إلى المستشفى تساقطت دموعها حزناً على ما تعرضوا له».

ولا تختلف حال زميلتها فاطمة ناصر عبيد، التي التحقت بالعمل في مؤسسة دبي للإسعاف، وواجبات وظيفتها تتطلب منها العمل في أوقات متأخرة ليلاً، وقرب الفجر. وتقول: «يتفهم زوجي طبيعة عملي الإنساني، ولا يعارض أن أمضي ثمانية أيام كل شهر، أعمل في الفترة المسائية التي تنتهي بعد صلاة الفجر»،

وتتابع أن «أسعد لحظات حياتها حين تسهم في إنقاذ مصاب بين الحياة والموت».

وتضيف: «من الحوادث القاسية التي شاركت فيها، حادث لمواطن وشقيقته تعرضت سيارتهما لتصادم شديد بشاحنة، وأثناء إنقاذ المواطن الذي كان يعاني جروحاً بليغة، أدت إلى بروز عظام جسده من اللحم، كان يحثنا على إنقاذ شقيقته وتركه».

وتشير إلى أنها «وزميلاتها المُسعفات واجهن اعتراضات كثيرة من أسرهن، قبل التحاقهن بكلية التقنية في دبي، للحصول على دبلوم فني طب طارئ، الذي يؤهلهن إلى العمل مُسعفات، لكن بعد التحاقهن بالعمل وإثبات كفاءة فيه، بات كثير من الآباء يحفّزون بناتهم على دراسة هذا التخصص».

من جانبه، اعتبر المدير التنفيذي للمؤسسة، خليفة بن دراي، أن «المواطنات اللاتي التحقن بوظيفة مُسعفة، حققن التميّز في أداء واجباتهن»، مشيراً إلى أنهن «شاركن في عمليات إسعاف لحوادث كبرى شهدتها الإمارة، وأنقذن عدداً كبيراً من المصابين».

وأضاف «بعد ثبوت تميّزهن، تم إسناد مهام صعبة لبعض هؤلاء المواطنات المُسعفات، وبعضهن أصبحن عضوات في فريق إسعاف الكوارث، والحوادث الكبرى».

وأشار إلى أنهن «يعملن في ظروف قاسية، خصوصاً في أوقات الظهر في أشهر الصيف الشديدة الحرارة، حين ينزلن إلى الشوارع لإسعاف مصابين، إضافة إلى أن بعضهن يتركن أزواجهن وأطفالهن، لتأدية مهام الوظيفة وقت الفجر، وأثناء صيام شهر رمضان».

وتابع: أن «وجود هؤلاء النساء في مهنة الإسعاف، يحقق رغبة كثير من الأسر الإماراتية والعربية، التي تطلب مُسعفة في حالات الحوادث والحالات المرضية»، داعياً المواطنات إلى الالتحاق ببرنامج دبلوم «فني الطب الطارئ» في كلية التقنية، مؤكداً أن «المؤسسة توفّر لهن الوظيفة فور التخرج».

الأكثر مشاركة