محمد المازم والوسمي شاركا في «جائزة البردة» التي نظمتها وزارة الثقافة احتفاءً بالمولد النبوي الشريف الأربعاء الماضي. أرشيفية

«المالد» تراث إماراتي قيد التدوين والتوثيق

يكاد «المالد»، بالدارجة الإماراتية، الذي يعني الاحتفالية الشعبية بالمولد النبوي الشريف، أن يختفي تماماً من الحياة العامة في الدولة، وفي مناسبة الاحتفالات بالمولد هذا الأسبوع، أكد مدير الفنون الإيحائية، رئيس فرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ناصر الجنيبي أن «هناك مشروعاً لتدوينه وتوثيقه». لافتاً إلى أن «فن المالد جزء أصيل من تراث الإمارات، وليس دخيلاً عليه». وقال الجنيبي لـ«الإمارات اليوم»، إن «فن المالد، هو تحريف لكلمة المولد، ويمثل الملمح الأساسي للاحتفالات الشعبية المحلية في ذكرى المولد النبوي الشريف»، وأوضح أن هذا الفن لايزال موجوداً في إحياء عيد المولد النبوي.

وكشف الجنيبي أن «هناك مشروعاً طموحاً ترعاه (الهيئة)، لتسجيل وتوثيق وتدوين فنون المالد وقصائده، من خلال لقاءات مصورة مع عدد من شيوخ وفناني (المالد)، في محاولة لحفظ ما لديهم، خصوصاً بعد أن توفي عدد من رواد هذا الفن وتابعيهم في فترة سابقة، من دون أن يتم التوثيق لهم ولمسيرتهم»، مشيراً إلى أن المشروع يسعى أيضاً إلى نقل فن المالد وغيره من الفنون التقليدية والشعبية للأجيال الجديدة، من خلال تدريب الشباب عليها، ووضع برنامج من الفعاليات للفنون التقليدية، حتى لا تندثر.

وقال الجنيبي إن «بداية فن المالد في الإمارات كانت مع رحلات الحج التي كانت تخرج من أبوظبي ودبي إلى مكة المكرمة، وكان أول من أنشد المالد خلال هذه الرحلات هو الفقيه عمر الأفغاني، الذي لا تعرف جنسيته على وجه التأكيد، وكان الإماراتي عبدالله المريد أول من تتلمذ على يدي الأفغاني، قبل أن ينقل المريد علمه وطريقته إلى ابنه عبدالرحيم، الذي عرف أيضاً باسم المريد، وكان من أشهر شيوخ الصوفية وفن المالد في الإمارات».

وأوضح أن هناك شيوخاً آخرين عرفوا في هذا المجال، وكانت لهم مدارسهم الخاصة مثل السيد الهاشمي، وأحمد بن حافظ، وعبدالرحمن المنصوري، وغيرهم، ويتركز المالد في دبي وأبوظبي والفجيرة».

ينقسم فن المالد إلى قسمين، الأول: مالد السماع الذي تستخدم فيه الدفوف، والثاني: البرزجي الذي يقوم على ذكر الرسول الكريم من دون استخدام الدفوف، وتمثل بردة الإمام البوصيري وقصيدة «نهج البردة» لأحمد شوقي أشهر القصائد التي تستخدم في المالد وأكثرها انتشاراً، إضافة إلى قصائد أخرى شعبية ومحلية.

واعتبر الجنيبي الذي تخرج في المعهد العالي للفنون الشعبية في أكاديمية الفنون بالقاهرة، أن «المالد» يتكون من مجموعتين الأولى هي حملة الدفوف، والثانية تضم الرديدة أو المنشدين الذين يقومون بترديد لازمة النشيد أو لازمات مختلفة ذات دلالة، وبين المجموعتين يقف المنشد أو النظيم الذي يقود الفرقة وينشد القصائد، ويجب أن يتمتع بعذوبة الصوت والقدرة على قيادة الفرقة. لافتاً إلى أن هناك تشابهاً كبيراً بين «المالد» وحلقات الذكر التي تقام في الموالد، في مصر ودول عربية أخرى.

«المالد» وشيوخه كانوا موضوعاً للفيلم التسجيلي الإماراتي «المريد»، الذي أخرجته الشاعرة الإماراتية نجوم الغانم، وكتبه الشاعر خالد البدور، ويتناول شخصية المتصوف عبدالرحيم المريد.

حالياً لايزال المالد هو الملمح الرئيس في الاحتفال بذكرى المولد، ولكنه لم يعد الوحيد، إذ تقام احتفالات كبرى في الدولة مثل «جائزة البردة»، التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وتجمع فيها إلى جانب منشدي المالد، فنانين آخرين يقدمون لوحات غنائية من وحي المناسبة، ومن هؤلاء: حسين الجسمي، وفايز السعيد، والفنانان المعتزلان محمد المازم، والوسمي، ومن العرب: إيهاب توفيق، وهاني شاكر، وصابر الرباعي، وغيرهم.

الأكثر مشاركة