التوائم الثلاثة في صحة جيدة وسيغادرن المستشفى خلال يومين. تصوير: أسامة أبوغانم

«أبويمان» أب لــ 3 توائم بعد حرمان

بعد محاولات مضنية بذلها السوري (أبويمان) وزوجته، لإنجاب طفل «يملأ عليهما حياتهما»، ودفعا مبالغ كبيرة من أجل هذا الهدف، أنجبت (أم يمان)، أول من أمس، ثلاثة توائم بدلاً من واحد، جميعهن إناث.

وكان (أبويمان) وزوجته يعانيان أمراضاً عضوية جعلت إنجابهما بصورة طبيعية أمراً متعذراً، فلجآ إلى تدابير صحية أنفقا خلالها «كل ما يملكان من المال لتلقي العلاج وإنجاح محاولة الإنجاب»، الأمر الذي أدخلهما في حالة من الفقر والعوز، خصوصاً أنه لا مصدر دخل له سوى راتب شهري يتقاضاه نظير عمله في شركة خاصة في دبي، يبلغ 3000 درهم، «لا يغطي نفقات ولادة الزوجة»، الأمر الذي دفع متبرعين قرأوا قصة (أبويمان) في «الإمارات اليوم» قبل أسابيع، إلى التكفّل بمصروفات الولادة.

وكان أطباء مستشفى القاسمي في الشارقة حددوا موعد الولادة القيصرية الأربعاء الماضي، إذ أنجبت الأم التوائم في الساعة 30: 09 صباحاً، وغادرت غرفة العمليات، وباشرت ممارسة أمومتها التي طالما حلمت بها. وقالت لـ«الإمارات اليوم» إنها «كانت تحلم بطفل أو طفلة، لكن الله رزقها ثلاث بنات سمّتهن: مي وميس وميسم، اثنتان منهن توأمان سياميان (متشابهان)، والثالثة كانت في مشيمة أخرى، وتتمتع التوائم الثلاثة بصحة جيدة، الأمر الذي لم يحتجن معه إلى البقاء في الحضانة».

ووصف (أبويمان) سعادته بأنها غير مسبوقة، لكنه بات يشعر بثقل المسؤولية تجاه التوائم، وتابع: «انتظرت اللحظة التي أحتضن فيها أول أطفالي بفارغ الصبر، خصوصاً أن الشعور بالأبوة كان هاجساً رافقني عاماً كاملاً، والآن تحقق بقدوم ثلاثة توائم»، لافتاً إلى أن «الدموع انهمرت من عينيه عندما شاهدهن للمرة الأولى، ما جعله ينسى معاناته مع الفقر»، وقال إن «زوجته والتوائم سيبقين في المستشفى يومين على الأكثر، فهن جميعاً في حالة جيدة». وأكد أن «العملية القيصرية استغرقت 40 دقيقة، إذ احتاج الأطباء تخدير الزوجة تخديراً نصفياً لتخفيف الألم، ولتتمكن من التعامل مع طفلاتها لحظة ولادتهن»، مشيراً إلى أن «كُلفة العملية البالغة 8000 درهم تكفّل بها متبرعون، إضافة إلى 100 درهم عن كل يوم تقيم فيه الزوجة في المستشفى، معرباً عن شكره لكل من ساعده وتعاطف مع معاناته وأعاد له الفرح من جديد. وعن خططه المستقبلية، قرر (أبويمان) إرسال زوجته والتوائم الثلاثة للقاء عائلته في سورية، وذلك بعد شهرين أو ثلاثة أشهر، إلى حين تماسك الأطفال وتحسن صحة الأم، متابعاً: «منذ عامين لم تزر زوجتي عائلتها، إلا أن زيارتها هذه المرة ستكون مختلفة، وذلك لأنها لن تكون بمفردها إنما برفقة أطفالها». يذكر أن (أبويمان) وزوجته، رُزقا توائم ثلاثة بحمل ثلاثي، حصل بعد تنشيط بويضات الأم، التي عانت تكيساً في عنق الرحم حال دون احتمالية الإنجاب الطبيعي، الأمر الذي استدعى تدخلاً طبياً مستعجلاً، إضافة إلى خضوع (أبويمان) لعلاج من الفتاق والدوالي، كلّفه 7000 درهم، ومازال حتى الآن يسدد أقساطه، على الرغم من مضي عام على العملية.

الأكثر مشاركة