متطوعون ومختصون يقدمون رعاية اجتماعية وتثقيفية
«تنمية المجتمع» تدشّن برنامج «وليف» لرعاية كبار السن في دبي
أطلقت هيئة تنمية المجتمع في دبي، أمس، برنامج الرعاية المنزلية لكبار السن (وليف)، الذي يقدم الرعاية والحماية الاجتماعية التي يحتاج إليها المسنون في الإمارة، من خلال خدمات منزلية ورعاية ذاتية وتأهيلية ومتابعة الحالة الصحية للمسن، لضمان توفير حياة كريمة له، وتحقيق الدمج المجتمعي.
منصور بن محمد يزور المسن سالم زار سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ضمن برنامج الرعاية المنزلية لكبار السن (وليف)، أحد كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، وهو المواطن سالم سعيد البالغ من العمر 86 عاماً، الذي فقد زوجته قبل ست سنوات، وقال لـ«الإمارات اليوم» إنه يعتمد في توفير احتياجاته على خادمة آسيوية منذ نحو 30 عاماً، فقد كانت ترعاه وزوجته قبل أن تفارق الحياة. وأكد أنه «لم يرزق بأبناء ويشعر بالوحدة، خصوصاً أنه يقضي أوقاتاً طويلة دون أن يتكلم مع أحد». وذكر أن الخادمة تقدم إليه الطعام والدواء والرعاية الشخصية، وتهتم بترتيب البيئة المحيطة به. ويتمتع المواطن سالم بروح الفكاهة والضيافة كما أنه يحب التواصل وسرد قصص الماضي الجميل وذكرياته مع رفيقة دربه (زوجته)، التي وضع صورتها في غرفته. ويعاني الحاج سالم مرض القلب وآلاماً حادة في رجليه، ورغم ذلك فإن الابتسامة لا تفارقه. |
وقال الشيخ مكتوم بن بطي آل مكتوم، المدير التنفيذي للرعاية الاجتماعية في الهيئة، لـ«الإمارات اليوم»، إن البرنامج ينقسم إلى شقين الأول هو جانب الخدمات التي يقدمها كادر رعاية من الهيئة، مكون من أربعة مختصين يقدمون رعاية خاصة للمسن أثناء زيارات أسبوعية يتم تحديدها بحسب الوضع الصحي والمعيشي للمسن، كما أن عدد المختصين ومركبات رعاية المسنين قابل للزيارة بحسب الحاجة، أما الجانب الثاني من البرنامج هو الجانب التطوعي من قبل أفراد المجتمع، إذ يتوجب على المتطوع أن يلتزم بزيارة ورعاية المسن لمدة ثلاثة أشهر بمعدل زيارتين أسبوعياً، وذلك لتكوين علاقة اجتماعية وإنسانية بين المسن فاقد الأسرة والمتطوع، وعمل حقلة تواصل اجتماعية بين الطرفين».
ولفت إلى أن برنامج «وليف» بدأ بحملة بسيطة، عبر أجهزة «بلاك بيري» لجمع متطوعين يمكنهم تقديم خدمات انسانية وزيارات للمسنين في منازلهم، ومنذ الأسبوع الأول على اطلاق الحملة انضم إليها أكثر من 120 متطوعا، معظمهم من النساء، اللاتي أبدين استعدادهن لتقديم خدمات والالتزام بزيارة المسنين في منازلهم»، لافتاً إلى أن «المتطوع سيقدم خدمات بسيطة منها قضاء أوقات مع المسن وتبادل الاحاديث وتثقيفهم من خلال قراءة الكتب والصحف اليومية، إضافة إلى العناية الشخصية، خصوصاً مع كبار السن الذين يعيشون بمفردهم دون مرافق، لاسيما في ظل تقاعس بعض الاسر بسبب انشغالات الحياة عن ذويهم».
وذكر أن عدد المواطنين المسنين في دبي لم يتم تحديده في الوقت الحالي، إلا أن الهيئة تنسق مع جهات اجتماعية مثل الشؤون الاجتماعية والادارة العامة للإقامة وشؤون الاجانب وجمعية بيت الخير لتحديد أعدادهم، كما أن الهيئة أجرت ضمن مرحلة أولى مسحا على 1628 مسنا مواطنا في دبي بينهم 58 مسنا يعيشون بمفردهم دون مرافق، وتم تسجيلهم ضمن برنامج الرعاية المنزلية (وليف)، ليتمكنوا من الاستفادة من الخدمات المقدمة».
من جانبه، أبلغ مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي خالد الكمدة «الإمارات اليوم» بأن «كادر (وليف) لا يقدم خدمات طبية وصحية لأنها خارج نطاق تخصص الهيئة، إلا ان هناك اهتماما بالحالة الصحية بالمسن من خلال متابعة تلقيه العلاج وتناوله الأدوية في أوقاتها، إضافة إلى الابلاغ عن الحالات الصحية الحرجة»، لافتاً إلى أن «البرنامج لن يقتصر على كبار السن الذين يعيشون دون مرافق إنما، وفي مراحل مستقبلية، سيتم تسجيل المسنين الذين يعيشون مع اسرهم وذلك لمساعدتهم في التعامل مع المسن وتوفير احتياجاته».
وأوضح أن «البرنامج يهدف إلى دمج كبار السن في المجتمع من خلال تقديم ست خدمات رئيسة منها خدمات اجتماعية تتمثل في التحدث مع المسن وقضاء أوقات معه لضمان توفير حلقة تواصل بينه وبين أقربائه وأقرانه، وخدمات تثقيفية من خلال إطلاع المسن على الأخبار والتطورات المحلية والعالمية وتنفيذ برامج تتناسب مع رغباته وخبراته، وخدمات تأهيلية تعتمد على تدريب المسن والقائم على رعايته (الخدم) على استخدام الأجهزة التي توفر له الحماية مثل الهاتف المتحرك والكمبيوتر»، وتابع الكمدة أن البرنامج يهتم كذلك بتقديم العناية والاهتمام بالنظافة الشخصية للمسن ونظافة البيئة التي يقيم فيها، وخدمات ترفيهية عبر مشاركة المسن هواياته وملء وقت فراغه، وخدمات تنسيقية تتم من خلال توعية المسن بحقوقه ومساعدته على توفير احتياجاته وإحالتها إلى الجهات المسؤولة».
ولفت الكمدة إلى أن «الهيئة طرحت في أغسطس الماضي، فيلماً إرشادياً يحمل عنوان «الرعاية المنزلية لكبار السن»، نفذه قطاع الرعاية الاجتماعية في الهيئة بالتعاون مع هيئة الصحة في دبي، ويهدف الفيلم الذي تبلغ مدته 25 دقيقة، إلى توعية أفراد الأسر، وتقديم النصائح اللازمة لهم حول رعاية كبار السن في أماكن إقامتهم لتجنب الوقوع في ممارسات خاطئة تضر بسلامة صحتهم.
يذكر أن إحصاءات إدارة خدمات كبار السن في الهيئة أظهرت أن 468 مسنا يعيشون بمفردهم دون مرافق ويتلقون الرعاية من خدم المنازل، في العام الماضي، كما أن 26 مسنا يقطنون دار الايواء في استراحة الشواب التابعة للهيئة، وتبين عند دراسة حالتهم أنهم دون معيل أو أبناء، منهم تسع مسنات و17 مسنا، بينهم مسن يبلغ من العمر 92 سنة. ويتعرض بعض كبار السن الذين يعتمدون على الخدم، لإهمال وعدم القدرة على توفير الرعاية بشكل صحيح واستغلال الخدم كبار السن مالياً واعتمادهم على دخل المسن، خصوصاً أن هناك حالات تم ضبطها لاستغلال خدم أموال كبار السن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news