أقرّ بالفضل لشقيقته الضريرة في مهارته الخاصة
مواطن كفيف يحترف صيانة الكمبيوتر
احترف الشاب الإماراتي الكفيف عبد العزيز حميد بن زايد النعيمي مهنة صيانة أجهزة الكمبيوتر، في مواجهة صعبة مع الإعاقة، حتى بات واحداً من أبرز المشتغلين في هذه المهنة، في منطقته التي يسكن فيها، ويلجأ بعض سكانها إليه لإصلاح أجهزتهم.
ويتمكن النعيمي من تحسس جهاز الحاسوب ومعرفة كل أجزائه بدقة متناهية عن طريق اللمس، ويؤكد أن هذه الحاسة تقوده إلى تحديد الجزء غير الصالح من الجهاز، واستبداله بآخر جديد وفي وقت قياسي أيضاً.
وقال الشاب البالغ من العمر 23 عاماً، لـ«الإمارات اليوم»، إنه يتابع التقنيات الحديثة المتصلة بأجهزة الحاسوب بشغف شديد، ويحاول محاكاتها وتطبيقها مهما كانت درجة تعقيدها. ولفت إلى أنه نفذ تجربة سينمائية فريدة قبل أشهر، حين بادر إلى إخراج فيلم باستخدام تقنية جديدة تسمى «مسمع صوتي بنظام سينمائي»، واختار للفيلم عنوان «لحظة اعتذار»، وذلك خلال دراسته الجامعية، موضحاً أن فكرة هذه التقنية تقوم على استخدام الأصوات الممزوجة بالمؤثرات الواقعية، مادة لرواية قصة ما، أو تجسيد فكرة محددة.
التقت «الإمارات اليوم» الشاب الكفيف في منزله، وبدا أنه يعرف زوايا المنزل بدقة ويتعامل معها بأريحية المبصرين، وشهدت الصحيفة قيامه بصيانة أحد أجهزة الحاسوب، بعدما تعرف إلى الخلل مستخدماً اللمس، فغيّر القطعة غير الصالحة بأخرى جديدة.
ويؤكد النعيمي أنه كوّن لغة خاصة بينه وبين أجهزة الحاسوب، مكّنته من الصيانة عبر طرق متعددة، مؤكداً أن جهازه الخاص ذو مواصفات متطورة أضافها بنفسه. ويقر الشاب بفضل شقيقته(أماني)، التي تعاني الإعاقة نفسها، في بلوغ هذا المستوى من المهارة، إذ ساعدته في التغلب على العوائق التي واجهته، كونها مرت بها وأصبحت تعرف كيف تتجاوزها، خصوصاً أنهما تخرّجا في الجامعة نفسها، والاختصاص نفسه.
وأشار النعيمي إلى أنه دخل الجامعة برفقة أخته، بمنحة من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، لافتاً إلى أنه على الرغم من مهارته، إلا أنه لم يتمكن من تحصيل عمل يناسب خبرته، ويتوافق مع مستوى تحصيله العلمي، إذ إنه حاصل على شهادة عليا في إدارة الأعمال.
وتابع النعيمي «تعبت كثيراً حتى تمكنت من الحصول على الشهادة الجامعية»، مشيراً إلى أن شقيقته كانت أول ضريرة تدخل جامعة عجمان، التي لم تكن مهيأة لاستقبال ذوي الإعاقة البصرية، ما أخرها في دراستها».
وعن تلك الصعوبات، تقول أماني لـ«الإمارات اليوم»، إنها عانت كثيراً بسبب عدم طباعة المناهج بطريقة «برايل»، التي تتيح لأصحاب الإعاقة البصرية قراءتها أو سماعها.
وأشارت إلى أنها كانت تزداد إصراراً يوماً بعد آخر لإثبات ذاتها، وعدلت العديد من المناهج لتناسب المكفوفين على نفقتها الخاصة، كما لخصت العديد من المواد التي استفاد منها أخوها خلال دراسته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news