متطوع يقرأ الجرائد لأحد المسنين. الإمارات اليوم

خدم يحتالون على مواطنين مسـنّين ويستولون على أموالهم

كشفت مديرة الرعاية المجتمعية المنزلية لكبار السن (وليف) في هيئة تنمية المجتمع في دبي، إيمان الزرعوني، عن وجود حالات ابتزاز لكبار السن من قبل خدم يحتالون عليهم ويستغلون حالاتهم الصحية ويستولون على أموالهم، خصوصاً كبار السن الذين يعيشون بمفردهم ويضطرون إلى الاستعانة بخدم المنازل لرعايتهم.

الجانب التطوعي

أفادت مديرة الرعاية المجتمعية المنزلية لكبار السن (وليف) في هيئة تنمية المجتمع في دبي، إيمان الزرعوني، بأن برنامج «وليف» ينقسم إلى شقين: الأول هو جانب الخدمات التي يقدمها كادر رعاية من الهيئة ومكون من أربعة مختصين يقدمون رعاية خاصة للمسن من خلال زيارات أسبوعية يتم تحديدها بحسب الوضع الصحي والمعيشي للمسن نفسه، لافتة إلى أن عدد المختصين ومركبات رعاية المسنين قابل للزيارة بحسب الحاجة.

وتابعت أن الجانب الثاني من البرنامج هو الجانب التطوعي من قبل أفراد المجتمع، إذ يجب على المتطوع أن يكون مواطناً ويلتزم بزيارة ورعاية المسن لمدة ثلاثة أشهر بمعدل زيارتين أسبوعياً، وذلك لتكوين علاقة اجتماعية وانسانية بين المسن فاقد الأسرة والمتطوع، وكذلك عمل حقلة تواصل اجتماعية بين الطرفين.

مضاعفة العاملين

أكدت مديرة الرعاية المجتمعية المنزلية لكبار السن (وليف) في هيئة تنمية المجتمع في دبي، إيمان الزرعوني، أن الهيئة تعتزم مضاعفة عدد العاملين والمختصين في رعاية المسنين في برنامج «وليف» خلال العام المقبل، كما ستتم زيادة وسائل المواصلات المخصصة لزيارات المسنين، وذلك ليتمكن فريق «وليف» من تغطية 20٪ خلال المرحلة الثانية من أعداد المسنين الذين يعيشون بمفردهم في إمارة دبي، والبالغ عددهم نحو 400 مسن.

وأفادت بأن فريق «وليف» يبذل قصارى جهده للوصول إلى كبار السن الذين يحتاجون إلى رعاية، لافتة إلى أن خدمة «وليف» وصلت بالفعل إلى نحو 12٪ من كبار السن الذي يعيشون بمفردهم أو يستعينون بخدم المنازل، إذ بلغ عددهم حالياً 48 مسناً من اجمالي 400 مسن في انتظار الوصول إليهم.

وتفصيلاً قالت الزرعوني لـ«الإمارات اليوم» إن «هناك حالات استغلال لأموال بعض المسنين، خصوصاً الأغنياء منهم، من قبل الخدم العاملين لديهم»، موضحة أن القائمين بالخدمة في برنامج «وليف» تمكن من ضبط عدد من تلك الحالات، منها أحد الخدم الذين يعملون لدى مواطن مسن، خصص لمخدومه جزءا محددا من المنزل، ثم تولى هو تأجير الملاحق الاضافية لعدد من الأشخاص من دول آسيوية، وحصل لنفسه على العوائد المالية.

وذكرت أن هناك حالة أخرى للاحتيال على المسنين، فقد استغلت خادمة عطف مخدومها المسن وأحضرت عائلتها على كفالته دون داع، ولم تكتف بذلك بل دعت جميع أفراد أسرتها للإقامة في منزل مخدومها، متابعة أن أحد المسنين من أصحاب الأملاك والشركات تعرض للاستغلال من قبل العاملين لديه، إذ كانوا يحصلون على توقيعه على أوراق رسمية بواسطة بصمة الابهام دون أن يشعر، خصوصاً أنه مريض ولا يعي ما يفعل، الأمر الذي دعا الهيئة إلى التدخل السريع للحجر عليه، حفاظاً على ثروته، ثم بدأت في ملاحقة المستغلين من قبل الجهات المعنية لتتمكن من وقف التحايل واستنزاف الأموال.

وأوضحت الزرعوني أن «برنامج وليف يهدف إلى دمج كبار السن في المجتمع من خلال تقديم ست خدمات رئيسة لهم، منها خدمات اجتماعية تتمثل في التحدث مع المسن وقضاء أوقات معه لضمان توفير حلقة تواصل بينه وبين أقربائه وأقرانه، وخدمات تثقيفية من خلال اطلاع المسن على الأخبار والتطورات المحلية والعالمية الجارية ليكون على علم بما يحدث من حوله».

وتابعت أن «وليف» ينفذ برامج تتناسب مع رغبات وخبرات المسن، وكذلك يقدم خدمات تأهيلية تعتمد على تدريب المسن والقائم على رعايته (الخدم) على استخدام الأجهزة التي توفر له الحماية، مشيرة إلى أن «وليف» يحرص على العناية بالنظافة الشخصية للمسن ونظافة البيئة التي يقيم فيها، ويهتم بتوفير خدمات ترفيهية عبر مشاركة المسن هواياته وملء أوقات فراغه، وتوفير خدمات تنسيقية تتم من خلال توعية المسن بحقوقه إذا كان لا يعلمها، ومساعدته على توفير احتياجاته وإحالتها إلى الجهات المسؤولة.

وذكرت أن عدد المسنين الذين بدأ برنامج «وليف» برعايتهم بلغ 58 مسناً قدم لهم الخدمات كاملة، ثم انخفض العدد ليصل إلى 48 مسناً بينهم 40 امرأة وثمانية رجال، إذ رصد «وليف» حالتين وفاة لمسنين وثلاث حالات تم دمجها في المجتمع بشكل كامل، وحالات أخرى تم استبعادها من البرامج بعدما تبين وجود أسر لهم، ما يعني أنهم مندمجون في المجتمع أصلاً.

الأكثر مشاركة