« الشؤون »: رجال يستخدمون العنـف اللفظــي والعاطفي ضد المرأة نمطاً اجتماعياً
أكدت مديرة إدارة التنمية الأسرية في وزارة الشؤون الاجتماعية، فوزية طارش ربيع، أن «المرأة في المجتمع تعاني إلى جانب العنف الجسدي الذي يعاقب عليه القانون من العنف اللفظي والعاطفي، الذي يؤدي إلى عواقب سلبية أكثر خطورة من العنف الجسدي أحياناً».
وأشارت ربيع إلى عدم وجود إحصائية واضحة يمكن الاعتماد عليها لقياس نسبة النساء المعنفات في المجتمع، غير أن نتائج التواصل الهاتفي للنساء مع الوزارة تشير إلى وجود الظاهرة، على الرغم من القوانين المجرّمة لها، مؤكدة أن «الوزارة تقيم ندوات وجلسات حوار دورية للكشف عن العنف الأسري وطريقة معالجته، وتبين أن المسبب الأساسي للعنف هم الرجال، وفقاً لشكاوى تلقتها الوزارة من نساء تعرضن للعنف».
وأشارت إلى أن «الوزارة تعتزم التوجه إلى الرجل في مبادراتها المقبلة، والتواصل معه، كونه القائم بالعنف ضد المرأة، بغية زيادة وعيه بأن العنف لا يتمثل فقط في العنف الجسدي، وإنما يتحقق بطرق مختلفة، كالبرود العاطفي والإهمال والخيانة واللفظ.
وأوضحت ربيع أن «قانون الدولة يعاقب الزوج أو الأخ أو أي شخص كان في حال استخدامه العنف الجسدي ضد المرأة»، مشيرة إلى أن ذلك لا يعني انتفاء الظاهرة على الإطلاق، غير أنه يقلل منها إلى حد كبير، خصوصاً أن القانون يساوي الرجل بالمرأة في مختلف الحقوق والواجبات، ما يلغي العنف الناتج عن التمييز على أساس الجنس.
وقالت إنه على الرغم من عدم تقدم المرأة بشكاوى قانونية عن تعرضها للعنف، بسبب جملة من الوقائع أهمها الخجل الاجتماعي، وخوفها من خسارة أولادها، وعدم قدرتها على الإيفاء بالتزاماتها المالية، غير أن وجود القانون بحد ذاته يراعي حقوق المرأة ويمنع الإساءة إليها، إذ إن الدور القانوني الناتج من التفسير الديني للظاهرة أسهم في اقتناع عدد كبير من الرجال بضرورة عدم استخدام العنف الجسدي ضد المرأة. وذكرت ربيع أن المرأة في الدولة تعاني أنواعاً أخرى من العنف لا يعاقب عليها القانون صراحة، في وقت تؤثر بشدة في المرأة ودورها في الأسرة، مبينة أن العنف اللفظي والعاطفي، والخيانة الزوجية أهم أشكال العنف الموجه ضد المرأة.
وقالت ربيع، إن اللافت في موضوع العنف أن الزوج أو الأخ (المسبب الأكبر للعنف)، لا يعتبر التعابير اللفظية أو المسائل العاطفية عنفاً، بل يستخدمها نمطاً اجتماعياً تقليديــاً من دون أن يقصــد التعنيف أحياناً، موضحة أن الألم الذي تسببه خيانة الزوج للزوجة لا يضاهيه عنف على الإطلاق بالنسبة لها، خصوصاً إذا اقترن مع الإهمال العاطفي والتعنيف اللفظي أو الإساءة وعدم الاحترام.
وتابعت أن «المرأة في المجتمع الإماراتي تتحمل الإساءة وتصبر عليها، غير أن ذلك ينعكس على صحتها النفسية وتربيتها أولادها، لاختلال ثقتها بنفسها، وعدم إحساسها بكيانها الاجتماعي في الأسرة، ومقاسمة الزوج حياته وأسرته».
وكانت دراسة نشرتها وزارة الشؤون عن العنف ضد المرأة في الوطن العربي أشارت إلى أن الفقر عامل أساسي في زيادة العنف، وأن الطبقات الفقيرة وضعيفة الثقافة والتعليم أكثر استخداماً للعنف ضد المرأة.
وأشارت الدراسة إلى دور الإعلام والمؤسسات الدينية في التوعية ومحاولة التقليص من الظاهرة، من خلال الاعتراف بوجودها أولاً وطرح الحلول المناسبة، وتوعية الرجال بخطورة العنف ضد المرأة على شخصها وأسرتها، ودور النصوص الدينية والعلمية في هذا الخصوص.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news