محاضر أميركي يستعرض جهود العرب في علوم الفضاء

استعرض محاضر في مجلس محمد بن زايد الرمضاني الليلة الماضية جهود العرب والمسلمين في مجال استكشاف الفضاء، مشيراً إلى أن للعالم العربي والإسلامي إسهامات عظيمة في هذا الميدان. وأكد أن التقدم الحالي في علوم الفضاء، ومعرفتنا بعلم الفلك، يستندان إلى التقدم الذي تمّ إحرازه عبر القرون الماضية، خصوصاً جهود مفكرين من أمثال الخوارزمي والبطاني والإدريسي والفزاري الذين عاشوا في العصر الذهبي، حينما كانت منطقة الشرق الأوسط أتزخر بالعلوم والاكتشافات.

جاء ذلك خلال محاضرة علمية بعنوان «رحلات ارتياد الفضاء واستكشافه» ألقاها مدير مختبر الدفع النفثي في مدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا الأميركية، الدكتور تشارلز العشي، في إطار سلسلة المحاضرات والأمسيات الفكرية التيأأ يرعاهاأ الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيانأ وليّ عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويستضيفها مجلس سموهأ خلال شهر رمضان المبارك في قصر البطين. وقدم العشي، وهو أميركي من أصول عربية، لمحة عامة عن الحالة المعرفية لكوكب الأرض ورحلات استكشاف الفضاء التي قامت بها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) تناول خلالها علماء الفلك العرب وإسهاماتهم الكبيرة في بناء المعرفة بكوكب الأرض والكون، ونبذة عن الجيل الأخير من المستكشفين والعلماء، وبعثات الاستكشاف وأهم إنجازاتهم، ومعرفة البشر الحالية بالكون، وأثرها في البشرية، وكيف يمكن لجيل الشباب في الإمارات والعالم العربي المشاركة في رحلة استكشاف الفضاء.

وقال العشي: «نعيش اليوم العصر الذهبي لاستكشاف الفضاء، فالمركبة الفضائية «كاسيني» تستكشف النظام الأيوني لكوكب زحل، كما يقوم مداران ومركبة جوّالة باستكشاف المريخ. أما مركبة «ماسنجر» فتستكشف كوكب عطارد. وتستكشف التلسكوبات «هابل» و«سبريتزر» و«تشاندرا» المجرات الكونية والنجوم. فيما يرصد تلسكوب «كيبلر» الكواكب التي تدور في فلك النجوم الأخرى. كما يوجد كثير من المركبات الفضائية التي تدور حول كوكبنا لرصد الموارد الأرضية والبيئة».

وعرض العشي فيديو حول وصول كثير من المركبات الفضائية إلى كوكب المريخ والتحديات والإثارة المرتبطة بمثل هذه الأحداث. كما تحدث عن الإسهامات الكثيرة لتكنولوجيا الفضاء في حياتنا اليومية، بما فيها أجهزة الهاتف المحمول، وأنظمة تحديد المواقع، وكاميرات الأشعة تحت الحمراء، واستخدام الروبوتات في العمليات الجراحية.

واختتم العشي محاضرته بمناقشة أهمية أبوظبي والإمارات في تشجيع الشباب وإتاحة الفرصة لهم في المشاركة في عمليات استكشاف الفضاء التي تقوم بها الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما سيلهم الجيل المقبل من العلماء والمهندسين العرب، ويجعلهم يسهمون في المعرفة كما أسهم أسلافنا خلال العصر الإسلامي الذهبي منذ قرون مضت، ويستفيدون من إرث الشيخ زايد في دعم التعليم والبحث عن المعرفة. وقال «إذ نتطلع إلى العقد المقبل حيث يوسّع الشباب الإماراتيون من معارفهم وقدراتهم في العلوم والتكنولوجيا، فإننا نأمل أن تقوم الإمارات بتطوير وإطلاق أقمارها الاصطناعية الخاصة بها، والانضمام إلى الدول الأخرى في استكشاف الفضاء، واستعادة الدور الرائد الذي لعبه العالم العربي قبل قرون، لإثراء معرفتنا بالكون من حولنا».

الأكثر مشاركة